المعروف بالتجربة أن انتعاض الذكر ودفق المني ليسا إراديين وإنما يترتبان على مقدمات تبدأ بالقبلات والشم فالضم فالمباشرة بالدعك والفرك حتى يفضي الحال إلى إراقة المني وإطفاء شيء من نار الشهوة، فما وجه فعل هذه المقدمات إذا لم يكن القصد الوصول إلى نتيجتها الطبيعية؟!
أهذا استدلال يؤخذ منه حكم شرعى؟؟
القبلات، والشم والضم والمباشرة بالدعك والفرك؟؟!!!!، وأى حرمة للصيام بعد هذا، أوليس المرء مندوب اليه فعل هؤلاء قبل الجماع؟؟، أترى الشارع الحكيم يبيح الشئ المفضى الى الوقوع فيما حرمه ونهى عنه؟
وما وجه قول أم المؤمنين - رضى الله عنها - ((أملككم لإربه))، وما وجه الكراهة للقبلة فقط إذا أفضت الى ما سواها، القائل جل فقهاء الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين، أم تراك قد جئت بفهم لم يدركوه، ومعان قد خفيت عليهم، واستنباطات لم تخطر لهم ببال
،، ثم لماذا تحمل إباحة المباشرة والقبلة على قصد استثارة الشهوة، لما لا يكون المقصود بهما إظهار لبعض العاطفة او الحنان او ما شابه ذلك من الاعمال التى قد تحتاجها الزوجة من زوجها لتحس بقربه ووده اليها؟،، وقد بينت أم المؤمنين - رضى الله عنها، أنه أمر مباح فى شهر الصيام إذا لم يسلك بالصائم الى تحريك شهوته
،، أهى عقول ترى ما تشتهى وتتمنى، أم هو دين وشرع يؤخذ من مظانه؟
أما دعوى أن من نال ذلك فقد أدرك شهوته فيردها الواقع والأحكام الشرعية المعلقة بالإيلاج ولو دون قذف.
،، اى واقع وأحكام تقصد؟؟
اليس الذى أنزل قد نقض وضوئه الأكبر سواء بمجامعة أم بغيره، نعم يفترق إذا فعل ذلك فى حرام، فهذا مرده الى باب الحدود وليس موضوعنا،،
،، ولما رخص بعض العلماء، لمن خشى الوقوع فى الزنا بالاستمناء؟،، اليس استغناءا به؟؟ أهذا هو الواقع الذى تنشده، أم الذى خفى عليك؟
،، وانظر الى حبر الأمة رضى الله عنه، كيف عرف الإنزال المصحوب بالشهوة:-
عن مجاهد قال: بينا نحن جلوس أصحاب ابن عباس عطاء وطاووس وعكرمة إذ جاء رجل وابن عباس قائم يصلى فقال هل من مفت فقلت سل فقال إنى كلما بلت تبعه الماء الدافق فقلنا الذى يكون منه الولد قال نعم فقلنا عليك الغسل فولى الرجل وهو يرجع وعجل ابن عباس فى صلاته فلما سلم قال يا عكرمة على بالرجل فأتاه به ثم أقبل علينا فقال أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرجل عن كتاب الله قلنا لا فعن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا لا فعن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا لا فعمن قلنا عن رأينا فقال لذلك يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ثم أقبل على الرجل فقال أرأيت إذا كان منك هل تجد شهوة فى قلبك قال لا قال فهل تجد خدرا فى جسدك قال لا قال إنما هذا أبرده يجزئك منه الوضوء (ابن عساكر وسنده حسن)
،، والأهم والأعم من هذا الأثر، أنه - رضى الله عنه، قد زر من قال برأيه فى دين الله - عز وجل، ولو كان عطاء وطاووس وعكرمة، وهم من خواص تلاميذه، فحد الحد لمن أراد أن يعمل عقله، [ان لا يتجاوز الكتاب والسنة والصحابة - رضوان الله عليهم.
ونعم والله، إن من حرم نفسه فرج امرأته صيانة لصيامهما ليصدق عليه أنه وادع شهوته من أجل الله، ولو سفح منيه بين فخذيها.
كلام مردود يرده أقوال الصحابة والتابعين والجمهور، وليس لك من أقوالهم سلف،، فمن حرم فرج إمرأته حال الصيام، فقد صان نفسه من الوقوع فى حرام، ومن سفح منيه كما صورت، فقد أتى شهوته كاملة، ولا يصدق عليه أنه ترك شهوته لله عز وجل
ثم أليس المرأة تمني كالرجل، فما وجه تجاهلها في القضية برمتها وكأن الأمر لا يعنيها؟ أوليس ممكنا أن تمني بالمباشرة؟ خصوصا إذا وضع يده على فرجها؟ فأين الاحتراز عن إثارة شهوتها وإيقاعها فيما يفسد صومها؟ خصوصا مع استحياء كثير من النساء وكتمانهن دفق المني عن الرجل، أم أنها خفف عنها في ذلك لعدم بروزه خارجا؟! ولم نر في شيء من الآثار الموردة سابقا تنبيها للأزواج المباشرين أنهم وإن ملكوا آرابهم فعليهم الاستيقان من ملك أزواجهم لآرابهن، كما لم نر تحذيرا للصائمات المباشَرات بأن عليهن الامتناع حال بلوغهن الذروة عند مباشرة أزواجهن إياهن، ومعلوم أن بعضهن وشيكات القذف، خصوصا مع بعد العهد، فهل هذا إلا لأن القذف مقصود المباشرة الطبيعي، ولازمها البدهي، ونتيجتها المطلوبة المتوقعة المنتظرة؟
هذا كلام من ليس له أدنى حظ بأصول الفقه، ويحسن بك أن تطالع أبواب الحكم التكليفى فى كتاب مبسط من كتب الأصول، لتعرف أن الحكم التكليفى يأتى بإسم الرجل، وتندرج المرأة تحته، ولا يفرق بينهما فى حكم الا بنص، وجميع الأحكام هى مخاطبة للرجال والنسواء على السواء، وإن كان النداء يأتى للرجال.
،، فالمرأة مطلوب منها شرعا الا تمكن زوجها مما يؤدى الى انتهاك حرمة الصيام إتباعا للقاعدة العامة ((لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق))، الا ان يقهرها عن نفسها، ولذلك اوجب علماء المسلمين - فى أصح الأقوال - الكفارة المغلظة على الزوجة التى وقع عليها زوجها فى نهار رمضان إذا كان لها يدا فيه، فتأمل
فهل من جواب على هذه التساؤلات؟ أم على عقول أغلالها؟!
بل هى تخرصات لا حظ لها من ابتغاء طريق الحق ومرضات الله عز وجل، اللهم الا اتباع حظ النفس، وشهواتها، و لا يوجد دليل نقلى صحيح، او عقلى سليم يسمح لكم بهذه التخرصات.
،، وأما الأغلال التى على العقول،، فنعما هى إن كانت مغلولة بقيود الشرع وتقف عند حدوده وتنتهى بنواهيه،، وهو خير لها من الشتت والشطح والقول فى دين الله عز وجل على غير بينة او بصيرة،، أن تأتى يوم القيامة فتقول يا حسرتا على ما فرطت فى جنب الله
،، والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
¥