كل هذه الأشياء معلومة عند الله سبحانه وتعالى ومكتوبة عنده في اللوح المحفوظ، لأن الله تعالى "لما خلق القلم، قال له: اكتب قال القلم: ماذا أكتب؟ قال: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة"، فكتب في تلك اللحظة ما هو كائن إلى يوم القيامة ثم جعل سبحانه في أيدي الملائكة كتبا تكتب ما يعمله الإنسان، لأن الذي في اللوح المحفوظ قد كتب فيه ما كان يريد الإنسان أن يفعل.
انتهى
ـ[همام بن همام]ــــــــ[27 - 02 - 07, 05:46 ص]ـ
أخي الشيخ إحسان سددك الله.
قلت بارك الله فيك:
دليلي على أن المقصود بـ " ما هو كائن " المخلوقات: أمور:
1. نص الحديث، وفيه لفظ " كائن " أي: موجود، ومعناه: مخلوق.
2. حديث عبد الله بن عمرو " إن الله كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء " أخرجه مسلم في صحيحه.
3. أن " الكتابة " ركن من أركان القدر، سبقها " العلم " ويلحقها " الخلق "، فهل هذا ينطبق على القرآن بحروفه لو كان في اللوح المحفوظ؟
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في "شفاء العليل" ص67 - 77 ما نصه: "وقال ?حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وأنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم? قال ابن عباس في اللوح المحفوظ المقري عندنا قال مقاتل أن نسخته في أصل الكتاب وهو اللوح المحفوظ وأم الكتاب أصل الكتاب وأم كل شيء اصله والقرآن كتبه الله في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض كما قال تعالى ?بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ? وأجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب، وقد دل القرآن على أن الرب تعالى كتب في أم الكتاب ما يفعله وما يقوله فكتب في اللوح أفعاله وكلامه فـ (تبت يدا أبي لهب) في اللوح المحفوظ قبل وجود أبي لهب. وقوله: "لدينا" يجوز فيه أن تكون من صلة أم الكتاب أي أنه في الكتاب الذي عندنا وهذا اختيار ابن عباس ويجوز أن يكون من صلة الخبر أنه علي حكيم عندنا ليس هو كما عند المكذبين به أي وأن كذبتم به وكفرتم فهو عندنا في غاية الارتفاع والشرف والإحكام."
وقال رحمه الله في ص79: " فالرب سبحانه كتب ما يقوله وما يفعله وما يكون بقوله وفعله وكتب مقتضى أسمائه وصفاته وآثارها كما في الصحيحين من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: أن رحمتي غلبت غضبي) "اهـ
وتأمل عموم حديث عمران رضي الله عنه، ففي صحيح البخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كان الله ولم يكن شىء معه وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شىء، ثم خلق السموات والأرض).
أما سؤالك حفظك الله: فهل هذا ينطبق على القرآن بحروفه لو كان في اللوح المحفوظ؟ فقد كنت قد قلتُ في المشاركة السابقة:
ثانياً: القرآن موجود في المصاحف التي هي الورق والمداد، فلو كان وجود القرآن في اللوح المحفوظ ممتنعاً لأنه مخلوق لامتنع وجوده في المصاحف لأنها مخلوقة، أو للزم منه أن القرآن ليس كلام الله الذي هو صفته.
أخيراً: هذه المصاحف التي بين أيدينا أكتبت في اللوح المحفوظ أم أنها لم تكتب؟
وهذه نقولات عن فارس هذا الميدان فإن فيها زيادة بيان:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (12\ 56) "وقد فرق ـ سبحانه وتعالى ـ بين كلامه وبين مداد كلماته بقوله تعالى:} قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا {[الكهف: 109] وكلمات الله غير مخلوقة، والمداد الذي يكتب به كلمات الله مخلوق، والقرآن المكتوب في المصاحف غير مخلوق، وكذلك المكتوب في اللوح المحفوظ وغيره، قال تعالى:} بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ {[البروج: 21، 22]، وقال:} كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ {[عبس: 11 - 14]، وقال تعالى: {يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة: 2، 3] وقال:} إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ ِلَّاالْمُطَهَّرُونَ} [
¥