تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول عبد الله بن المبارك: الله على العرش بحد ما المقصود بالحد؟]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 03 - 07, 05:05 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:

1 - أصل الكلام على الحد هو سؤال وجه للإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: قال علي بن الحسن بن شقيق قلت لعبد الله بن المبارك: بما نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه. قلت: بحد قال: بحد لا يعلمه غيره.

"السنة" (1/ 175) لعبد الله بن أحمد بن حنبل , و "الأسماء والصفات" للبيهقي (538)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وهذا مشهور عن ابن المبارك ثابت عنه في غير وجه , وهو أيضاً ثابت عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وغير واحد من الأئمة.

"مجموع الفتاوى" (5/ 184)

2 - إن هذا اللفظ من الألفاظ التي لم ترد في الكتاب والسنة

قال الإمام الذهبي رحمه الله: الصواب الكف عن إطلاق ذلك إذ لم يأت فيه نص , ولو فرض أن المعنى صحيح؛ فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة.

"سير الأعلام النبلاء " (20

86)

3 - وجه ما ثبت عن السلف من إثبات الحد ونفيه

قال القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل

إذا ثبت استواؤه سبحانه , وأنه في جهة , وأن ذلك من صفات الذات فهل يجوز إطلاق الحد عليه؟

قد أطلق أحمد القول بذلك في رواية المروزي؛ وذُكر له قول ابن المبارك نعرف الله على العرش بحد فقال أحمد: بلغني ذلك وأعجبه.

وقال الأثرم، قلت لأحمد: يحكي عن ابن المبارك نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد.

فقال أحمد: هكذا هو عندنا.

ثم ذكر عن أبي داود قال: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل فقال له: لله تبارك وتعالى حد؟ قال: نعم لا يعلمه إلا هو قال الله تبارك وتعالى {وترى الملائكة حافين من حول العرش} يقول محدقين فقد أطلق أحمد القول بإثبات الحد لله تعالى.

" بيان تلبيس الجهمية" (2

173)

قال ابن القيم -رحمه الله - على هذه الألفاظ المبتدعة المخترعة التي يستخدمها أهل البدع من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم:

:" ويقولون نحن ننزه الله تعالى عن الأعراض والأغراض والأبعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث؛ فيسمع الغر المخدوع هذه الألفاظ فيتوهم منها أنهم يمجدونه ويعظمونه , ويكشف الناقد البصير ما تحت هذه الألفاظ؛ فيرى تحتها الإلحاد وتكذبت الرسل وتعطيل الرب تعالى عما يستحق من كماله.

"الصواعق المرسلة" (3

934)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-:

وكذلك إذا قالوا إن الله منزه عن الحدود والأحياز والجهات أوهموا الناس بأن مقصودهم بذلك أنه لا تحصره المخلوقات , ولا تحوزه المصنوعات , وهذا المعنى الصحيح ومقصودهم أنه ليس مبايناً للخلق ولا منفصلاً عنه , وأنه ليس فوق السموات رب ولا على العرش إله , وأن محمدا لم يعرج به إليه , ولم ينزل منه شيء , ولا يصعد إليه شيء , ولا يتقرب إليه شيء , ولا ترفع الأيدي إليه في الدعاء ولا غيره , ونحو ذلك من معاني الجهمية.

"درء التعارض" (1

241)

وقال - رحمه الله -:

وقال محمد بن مخلد قال أحمد: نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله

وقال يوسف بن موسى: إن أبا عبد الله قيل له: ولا يشبه ربنا شيئاً من خلقه قال: نعم {ليس كمثله شيء} فقول أحمد أنه ينظر إليهم ويكلمهم كيف شاء وإذا شاء.

وقوله: هو على العرش كيف شاء وكما شاء وقوله: وهو على العرش بلا حد كما قال: {ثم استوى على العرش} كيف شاء المشيئة إليه والاستطاعة إليه والاستطاعة له ليس كمثله شيء.

قلت:وهو خالق كل شيء وهو كما وصف نفسه سميع بصير شيء يبين أن نظره وتكليمه وعلوه على العرش واستواءه على العرش مما يتعلق بمشيئته واستطاعته

وقوله: بلاحد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده حد نفى به إحاطة علم الخلق به وأن يحدوه أو يصفوه على ما هو عليه إلا بما أخبر به عن نفسه ليبين أن عقول الخلق لا تحيط بصفاته كما قال الشافعي في الرسالة:: الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه , وفوق ما يصفه به خلقه.

ولهذا قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية.

فنفى أن يدرك له حد أو غاية فهذا أصح القولين في تقسيم الإدراك…

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير