[(القرآنيون وشبهاتهم) تأليف رياض السعيد]
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[16 - 04 - 07, 12:37 ص]ـ
(القرآنيون وشبهاتهم)
تأليف
الفقير إلى الله
رياض بن عبد المحسن بن سعيد
بسم الله الرحمن الرحيم
(التعريف بهم ونشأتهم):
في أواخر القرن الثاني الهجري قام في الأمة من يدعو إلى إلغاء السنة بالكلية، وعدم الاعتداد بها في مصدرية التشريع نتيجة للشبهات التي خلفها الشيعة والخوارج والمعتزلة.
وقد ذكر الإمام الشافعي مناظرة جرت بينه وبين أحد أفراد هؤلاء، وذلك في كتاب (جماع العلم) المطبوع مع الأم (7/ 273).
في باب (حكاية قول الطائفة التي ردت الأخبار كلها).
وهذه الطائفة تنكر السنة وقد ناظرهم الشافعي، «وتتلخص حجة هؤلاء في رد الأخبار كلها في قولهم:
1 - إن القرآن حوى بين دفتيه تبيان كل شيء وتفصيل ما تحتاج إليه الأمة ما لا يدع مجالاً للسنة في دين الله عز وجل.
2 - إذا جاءت الأخبار بأحكام جديدة لم ترد في القرآن كان ذلك معارضة من ظني الثبوت وهي الأخبار – لقطعية القرآن ولا يقوى الظنى على معارضة القطعي البتة، وإن جاءت مؤكدة ومؤيدة لحكم القرآن كان الاتباع للقرآن لا للسنة، وإن جاءت مبينة لما أجمله القرآن كان ذلك تبياناً للقطعي الذي يكفر منكر حرف منه بظني لا يكفر من أنكر ثبوته.
3 - تروى السنة عن طريق رجال لا يرتفع احتمال الكذب وخيانة الذاكرة عنهم، فالسنة على هذا كلها لا تعدو مرحلة الظن والوهم». أفاده الأستاذ خادم بخش في كتابه (القرآنيون ص 94).
وهذه الطائفة الذين ناظرهم الشافعي يذهب الدكتور مصطفى السباعي في كتابه (السنة ومكانتها في التشريع) إلى أنهم معتزلة البصرة، وخالفه الأستاذ خادم حسين بخش في كتابه (القرآنيون) (ص95) وذهب إلى أنهم الخوارج، ولا أعرف ثمرة الخلاف، فالمهم هو أن طائفة المبتدعة في القرن الثاني انكرت السنة، وإن كان المرجح أنهم الخوارج.
ومن المعلوم أن هذا الاتجاه لإنكار السنة لم يكن منتشراً في الأقطار بل وجد عند بعض الأفراد ولا يشكل ظاهر.
هذا وبعد القرن الثاني لا نرى في كتب التاريخ والعقائد ومن ألف في الفرق والمذاهب ظهور هذه الفرقة وهذا المذهب واستمر الوضع هكذا أحد عشر قرناً على وجه التقريب، كما ذكره الأعظمي في (دراسات في الحديث النبوي) (ص26).
وفي القرن الثالث عشر الهجري ظهرت هذه الفتنة من جديد فكانت نشأتها في مصر وترعرعت وقويت في الهند.
«إن الدعوة إلى الاعتماد على القرآن دون السنة في التشريع الإسلامي بدأت تغزو الهند منذ نهاية القرن التاسع عشر، على إثر انتشار الأفكار التي بثها أعضاء حركة أحمد خان، غير أن مفعولها سرى بشكل واضح في بنجاب بأواسط الهند الموحدة ففي سنة 1900م نهض من تلك البقعة غلام أحمد القادياني وأدعى النبوة، ومنها في عام 1902م بدأ غلام نبي المعروف بعبد الله جكرالوي مؤسس الحركة القرآنية نشاطه الهدام، بإنكار السنة كلها متخذاً مسجداً بلاهور مقراً لحركته تلك، وقد تزعم حركة القرآنيين في بداية الأمر شخصيتان: محب الحق عظيم أبادي في بهار – شرقي الهند – وعبد الله جكر الوي في لا هور في آن واحد من منبع متحد»
أفاده الأستاذ خادم بخش في كتابه (القرآنيون ص 19 - 20)
وقال في ص (21 - 24):
«ويمكننا القول في ضوء دراسة الظروف التي أدت إلى نشأة الحركة القرآنية بأن نشأتهم تعود إلى أسباب عديدة أهمها ما يلي:-
1 - اتفقت المصادر التي بحثت عن نشأة القرآنيين وخروجهم إلى حيز الوجود، أنهم الثمرة التي بذر بذورها أعضاء حركة أحمد خان.
2 - الاستعمار بأساليبه المختلفة ومنها:
أ*- تشجيع أهل الإسلام على الجهل في العلوم الدينية والعصرية مما نتج عنه فقدان العلم الصحيح بين الأوساط الإسلامية.
ب*- شجعت الدولة المستعمرة جميع من يمد إليها العون حرصاً على بقائها في الهند بتقديم الأفكار والمقترحات، ومن ثم منحها للأوسمة والمعونات لأولئك الأفراد، وقد كان على رأس هؤلاء أحمد خان وأتباعه.
ج- استغلال الدولة تربية بعض الأفراد من المسلمين وشحن أفكارهم لصالحها، وكان على رأس هؤلاء غلام أحمد القادياني وعبد الله جكر الوي وأتباعها.
د- سياسة (فرق تسد) من ذلك إدخال بعض المعتقدات غير الإسلامية إلى الإسلام مما تسبب عنه تشطير الصف الإسلامي الموحد.
¥