تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صفة الضحك لله جل وعلا]

ـ[عبدالعزيز العلي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 02:54 م]ـ

الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله

أحبتي في الله

سؤال/ هل ثبت في الصحيح صفة الضحك لله جل وعلا؟

وجزاكم الله خير 000

ـ[أبو حمزة محمود نجيب]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:17 م]ـ

حياك الله أخي الكريم

قال الإمام مسلم - طيب الله ثراه -: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن ابن مسعود أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها؛ التفت إليها، فقال:

تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين.

فترفع له شجرة، فيقول: أي رب، أدنني من هذه الشجرة؛ فلأستظل بظلها، وأشرب من مائها،

فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها.

فيقول: لا يا رب. ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها،

ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول:أي رب أدنني من هذه؛ لأشرب من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها.

فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟

فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟

فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها،

ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين،

فيقول: أي رب أدنني من هذه؛ لأستظل بظلها، وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها.

فيقول: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟

قال:بلى يا رب هذه لا أسألك غيرها.

وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها، فيدنيه منها، فإذا أدناه منها؛ فيسمع أصوات أهل الجنة،

فيقول: أي رب أدخلنيها.

فيقول: يا ابن آدم ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟

قال: يا رب أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟!

فضحك ابن مسعود

فقال ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا مم تضحك؟

قال هكذا ضحك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

فقالوا مم تضحك يا رسول الله؟

قال: من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟

فيقول إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر.

صحيح مسلم (187)

ـ[عبدالعزيز العلي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:44 م]ـ

أسأل الله تعالى أن لايحرمك الأجر أخي أبا حمزة محمود نجيب 0

ـ[أبو حمزة محمود نجيب]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:52 م]ـ

جزاك الله الفردوس أخي الكريم،

هذا وقد جاء في كتاب صفات الله عز وجل لمؤلفه الشيخ: علوي السقاف ما نصه:

(الضَّحِكُ:

صفةٌ من صفات الله عَزَّ وجلَّ الفعليَّة الخبريَّة الثابتة بالأحاديث الصحيحة.

الدليل:

1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة).

رواه: البخاري (2826)، ومسلم (1890)

2 - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عند البخاري ومسلم، وقد تقدم في صفة السخر.

اعلم أنَّ أهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة وغيرها من صفات الله عَزَّ وجلَّ الثابتة له بالكتاب أو السنة الصحيحة؛ من غير تمثيل ولا تكييف، ويسلمون بذلك، ويقولون: كلٌ من عند ربنا.

قال الإمام ابن خزيمة في كتاب ((التوحيد)) (2/ 563): (باب: ذكر إثبات ضحك ربنا عَزَّ وجلَّ: بلا صفةٍ تصفُ ضحكه جلَّ ثناؤه، لا ولا يشبَّه ضَحِكُه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك؛ كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم، ونسكت عن صفة ضحكه جلَّ وعلا، إذ الله عَزَّ وجلَّ استأثر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك؛ فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، مصَدِّقون بذلك، بقلوبنا منصتون عمَّا لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه)).

ومعنى قوله: ((بلا صفةٍ تصفُ ضحكه)) أي بلا تكييف لضحكه.

وقال أبو بكر الآجري في ((الشريعة)) (ص 277): ((باب الإيمان بأن الله عَزَّ وجلَّ يضحك: اعلموا - وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل - أنَّ أهل الحق يصفون الله عَزَّ وجلَّ بما وصف به نفسه عَزَّ وجلَّ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم. وهذا مذهب العلماء مِمَّن اتّبع ولم يبتدع، ولا يقال فيه: كيف؟ بل التسليم له، والإيمان به؛ أنَّ الله عَزَّ وجلَّ يضحك، كذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته رضي الله عنهم؛ فلا ينكر هذا إلا من لا يحمد حاله عند أهل الحق)) اهـ.

وقال أبو عبيد القاسم بن سلام لما قيل له: هذه الأحاديث التي تروى؛ في: الرؤية، والكرسي موضع القدمين، وضحك ربنا من قنوط عباده، وإن جهنم لتمتلئ ... وأشباه هذه الأحاديث؟ قال رحمه الله: ((هذه الأحاديث حقٌ لا شك فيها رواها الثقات بعضهم عن بعض)) انظر: ((التمهيد)) (7/ 149 - 150)

راجع لهذه الصفة:

كتاب ((الحجة في بيان المحجة)) لقوَّام السُّنَّة الأصبهاني (1/ 429، 2/ 456)،

((المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة)) (1/ 315)،

((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (6/ 121)،

((شرح الغنيمان لكتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (2/ 104).) انتهي من الكتاب سالف الذكر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير