[عندي إشكال: قرأت كلام بعض العلماء من أهل السنة حول " الطاغوت " و أريد توضيحا]
ـ[سهل]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:10 م]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام طلبة العلم
قرأت في المدة الأخيرة كلام علماء التوحيد في معاني (الطاغوت) إلى أن قرأت كلاما مفاده أن كل من أطاع الشيطان فهو طاغوت.فهل معنى هذا أنه يجوز أن أطلق على الزاني أو السارق بأنه (طاغوت) انطلاقا من أنه أطاع الشيطان فيما أتاه من معصية أو أنه طاغوت بحسب تلك المعصية؟
أفيدونا يا طلبة العلم و خاصة جلساء العلماء
ـ[الحارثي أبو معاذ]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:24 م]ـ
المراد حفظك الله بطاعة الشيطان ــ كما في تعريف الطاغوت كل ماعبد من دون الله وزاد ــ يعني
طاعة الاتباع والعبادة، كما ظهر أخيراً في بعض بلاد المسلمين من طاعة الشياطين وعبادتها،
وكم هو حال السحرة والمشعوذين، الذين يتقربون للشياطين بأنواع من العبادات لاتصرف إلا لله تعالى، وليس مجرد أفراد الطاعة.
ولذلك من أطاع مخلوق في معصية الله، لكان عاصياً , و مثل هذا أخي مبسوط في
كتب العقيدة وشروح كتب التوحيد.
ـ[أبو ربانى]ــــــــ[23 - 03 - 07, 06:52 م]ـ
أخى فى الله كما قال لك أخونا الحارثى هذا الموضوع مظانه كتب التوحيد ولكن هذا لايمنع أن أنقل لك بعض ما قاله الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمه فى تعريف الطاغوت مستندا الى أقوال أهل العلم.
4ـ الطاغوت.
ـ التحقيق اللغوي: طغى يطغى طغْيا ويطغو طغيانا: جاوز القَدْرَ وارتفعَ وغَلا في الكفر. وكل مجاوز حدَّه في العصيان طاغ.
و طغى الماء والبحر: هاجت أمواجه، وكل شيء جاوز القَدْرَ فقد طغى كما طغى الماء على قوم نوح، وكما طغت الصيحة على ثمود.
و الطاغوت: يقع على الواحد، والجمع، والمذكر، والمؤنث، وزنه فعَلوت إنما هو طغيوت، قدمت الياء قبل الغين وهو مفتوحة وقبلها فتحة، فقلبت ألفا، فصار طاغوت.
و جمع الطاغوت: طواغيت، وفي الحديث: "لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطوغي، وفي الآخر: ولا بالطواغيت"، فالطواغي جمع طاغية، وهي ما كانوا يعبدونه من الأصنام وغيرها، ومنه: هذه طاغية دَوْس وخثعَم أي صنمهم ومعبدهم، ويجوز أن يكون أراد بالطواغي من طغى في الكفر وجاوز الحدَّ، وهم عظماؤهم وكبراؤهم.
ـ أقوال أهل العلم في الطاغوت:
1ـ ابن جرير الطبري: والصواب من القول عندي في "الطاغوت"، أنه كل ذي طغيان على الله، فقبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شي.
و أرى أصل "الطاغوت"، الطغووت من قول القائل: طغا فلان يطغو، إذا عدا قدره فتجاوز حده.
2ـ ابن تيمية: الطاغوت فعلوت من الطغيان، والطغيان: مجاوزة الحد وهو الظلم والبغي. فالمعبود من دون الله إذا لم يكن كارها لذلك طاغوت، ولهذا سمى النبي ? الأصنام طواغيت في الحديث الصحيح لما قال: "و يتبع من يعبد الطواغيت الطواغيت".
و المطاع في معصية الله، والمطاع في اتباع غير الهدى ودين الحق سواء كان مقبولا خبره المخالف لكتاب الله، أو مطاعا أمره المخالف لأمر الله هو طاغوت، ولهذا سمى من تحوكم إليه من حاكم بغير كتاب الله طاغوت، وسمى فرغون وعاداً طغاة …
3ـ ابن القيم: الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا من عبادة الله إلى عبادة الطاغوت، وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول إلى التحاكم إلى طاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته.
قلت: هذا حال الناس في عهد ابن القيم - رحمه الله - قبل أكثر من سبعمائة عام، فكيف لو رأى ابن القيم الناس في زماننا، فماذا تراه يقول .. ؟!
4ـ القرطبي: الطاغوت الكاهن، والشيطان، وكل رأس في الضلال.
5ـ النووي: قال الليث، وأبو عبيدة، والكسائي، وجماهير أهل اللغة: الطاغوت كل ما عبد من دون الله تعالى.
6ـ محمد بن عبد الوهاب: الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت.
¥