تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه العبارة باطلة حتى وإن أرادوا بها معني صحيحاً، لأن هؤلاء بحثوا وتعمقوا وخاضوا في أشياء كان السلف لم يتكلموا فيها، فإن خوضهم في هذه الأشياء هو الذين ضرهم وأوصلهم إلى الحيرة والشك، وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال: " هلك المتنطعون "، فلو أنهم بقوا على ما كان عليه السلف الصالح ولم يتنطعوا، لما وصلوا إلى هذا الشك والحيرة والتحريف، حتى إن بعض أئمة أهل الكلام كان يتمني أن يموت على عقيدة أمه العجوز التي لا تعرف هذا الضلال، ويقول بعضهم: ها أنا أموت على عقيدة عجائز نيسابور.

وهذا من شدة ما وجدوا من الشك والقلق والحيرة، ولا تظن أن العقيدة الفاسدة يمكن أن يعيش الإنسان عليها أبداً، لا يمكن أن يعيش الإنسان إلا على عقيدة سليمة، وإلا ابتلي بالشك والقلق والحيرة، وقد قال بعضهم: أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام، وما بالك والعياذ بالله بالشك عند الموت يختم للإنسان بضد الإيمان.

لكن لو أخذنا العقيدة من كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسهولة وبما جري عليه السلف، ونقول كما قال الرازي وهو من علمائهم ورؤسائهم: رأيت أقرب الطرق طريقة القرآن: أقرأ في الإثبات: {الرحمن على العرش استوس} [طه: 5]، يعني: فأثبت، وأقرأ في النفي: {ليس كمثله شيء} [الشوري: 11] {ولا يحيطون به علماً} [طه: 110]، ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي، لأنه أقر هذا الكلام، فقال: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريق القرآن.

والحاصل أن هؤلاء المنكرين لما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله عز وجل اعتماداً على هذا الظن الفاسد أنها تقتضي التمثيل قد ضلوا ضلالاً مبيناً، فالصحابة رضي الله عنهم هل ناقشوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا؟ والذي نكاد نشهد به إن لم نشهد به أنه حين يمر عليهم مثل هذا الحديث يقبلونه على حقيقته، لكن يعلمون أن الله لا مثل له، فيجمعون بين الإثبات وبين النفي].

" القول المفيد ... "

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:34 ص]ـ

أشكرك أخي علي على اثرائك للموضوع بهذه الدرر ,

ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:36 ص]ـ

بارك الله فيكم

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 02:37 ص]ـ

وفيك بارك.

ـ[ابو حمزة السوسي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 03:45 م]ـ

السلام عليكم

ارجوا من الإخوة الأفاضل أن يزودوني بكتاب قضية التكفير في الفكر الإسلامي

او دراسة في هذا الباب

ـ[أبو زيد أسامة الليبي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 06:26 م]ـ

جزاكم الله خيرا ...

ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 11:15 م]ـ

و انظر الفتوى الحموية (أولها) فقد نقض شيخ الاسلام هذه المقالة.

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 05:13 ص]ـ

شكرا لكم.

ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 03:08 ص]ـ

هُمْ رجالٌ ونحنُ رجال"

هذه الكلمة مأثورة عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله- قال أبو محمد بنُ حزم: ((هذا أبو حنيفة يقول: ما جاءَ عن اللهِ تعالى فعلى الرأسِ والعينين، وما جاءَ عن رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم فسمعاً وطاعةً، وما جاءَ عن الصحابةِ رضي الله عنهم تخيرنا من أقوالهم، ولم نخرجْ عنهم، وما جاءَ عن التابعين فهُمْ رجالٌ ونحنُ رجالٌ)) [1].

إذنْ قائلُ هذه الكلمة السائرة الإمامُ المشهورُ: أبو حنيفةَ النعمانُ بنُ ثابت فقيهُ العِراق، رأى أنس بنَ مَالك، وسمع عطاء بن أبي رباح، ونافعاً مولى ابن عمر، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، وُلد سنة ثمانين، وماتَ سنة خمسين ومائة على الصحيح [2]، وعُرِفَ أنَّ المقصود بقوله "هم رجال" أقرانه ونظراؤه من التابعين.

إذا تبين مَا تقدم عُلِمَ أنَّ هذه الكلمةُ ابتذلتْ عندَ كثيرٍ مِنْ الناس في هذا الزمان -خاصةً المتعالمين منهم ممن يسمون مفكرين، وكذلك من الناشئة في طلب العلم!! - فلم يراعوا مكانة القائل، ولا قدر من قيلت فيه هذه الكلمة.

نعم إذا قال "هم رجال ونحن رجال" من كان في منزلة أبي حنيفة في نظرائه من أهل العلم فحُقَّ له ذلك، لأنَّ قول بعضهم ليس حجةً على بعض.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير