تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال: (كان بعض الصوفية ببغداد لا يكاد يأكل شيئا إلا بِذُلّ السؤال).

ويروي الهجويري عن ذي النون المصري أنه قال:

(كان لي رفيق موافق دعاه عز وجل إليه , وأنتقل من محنة الدنيا إلى نعمة العقبى , ورأيته في النوم فقلت له: ما فعل الله بك؟.

قال: غفر لي.

قلت: بأي خصلة؟.

قال: أوقفني وقال: يا عبدي , لقد تحملت كثيرا من الذّل والمشقة من السفلة والبخلاء ومددت إليهم يدك , وصبرت في ذلك , وقد غفرت لك بذلك).

ونقل السهروردي عن إبراهيم بن أدهم أنه كان معتكفا بجامع البصرة مدة , وكان يفطر في كل ثلاث ليال ليلا , وليلة إفطاره يطلب من الأبواب.

كما نقل عن أبي جعفر الحداد وكان أستاذ الجنيد أنه كان يخرج بين العشائين , ويسال من باب أو بابين.

وذكر عن النوري أنه كان يمدّ يده ويسأل الناس.

وذكر النفزي الرندي عن أبي سعيد الخراز أنه كان يمدّ يده ويقول: (ثمّ شيء لله).

وذكر الشعراني أشياء طريفة عن فقراء الزاوية التي بناها يوسف العجمي , الذي قال عنه: هو أول من أحيا طريقة الشيخ الجنيد بمصر بعد إندراسها , يقول الشعراني عن هذا الصوفي وتلاميذه:

(كانت طريقة التجريد , وأن يخرج كل يوم من الزاوية فقيرا يسأل الناس إلى آخر النهار فمهما أتى به يكون قوت الفقراء ذلك النهار كائنا من كان.

وكان الفقراء يأتي أحدهم بالحمار محملا خبزا وبصلا وخيارا وفجلا ولحما , ويوم سيدي يوسف يأتي ببعض كسيرات يابسة يأكلها فقير واحد , فسألوه عن ذلك , فقال:

أنتم بشريتكم باقية , وبينكم وبين الناس ارتباط فيعطونكم , وأنا بشريتي فنيت حتى لا تكاد ترى فليس بيني وبين التجّار والسوقة وأبناء الدنيا كبير مجانسة.

وكان صورة سؤاله أن يقف على الحانوت أو الباب ويقول: الله , ويمدّها حتى يغيب , ويكاد يسقط على الأرض , فيقول من لا يعرفه: هذا العجمي راح في الزقزية.

وكان رضى الله عنه يغلق باب الزاوية طول النهار لأحد إلا للصلاة.

وكان إذا دقّ داق الباب يقول للنقيب:

اذهب فانظر من شقوق الباب , فإن كان معه شيء من الفتوح للفقراء فافتح له , وإلا فهي زيارات فشارات).

فلاحظ ما فيه من الطرائف و الأضحوكات.

وابن عجيبة الحسني ذكر عن التجيبي ابن ليون أنه بين أصل السؤال ومسألة الزنبيل , فيقول:

(كيفيته: أن يتوضأ الرجل ويصلي ركعتين , ويأخذ الزنبيل (يعني وعاء) بيده اليمنى , ويخرج إلى السوق ومعه رجل آخر يذكر الله ويذكر الناس , والناس يعطونه في ذلك الزنبيل حتى يجمع ما تيسر من الطعام , ويعبّه بين الفقراء فيأكلون طعاما حلالا بلا تكلف ولا كلفة , هذا ما تيسر لنا في حكم السؤال).

وأما من عاش في الصحارى , وتجوّل في البراري فكثيرون جداً , وقد نقل السهروردي عن بشر بن الحارث أنه قال:

(يا معشر القراء , سيحوا تطيبوا).

وقال:

أو من جملة المقاصد في السفر: رؤية الآثار والعبر , وتسريح النظر في مسارح الفكر , ومطالعة أجزاء الأرض والجبال ومواطئ أقدام الرجال , واستماع التسبيح من ذوات الجمادات , والفهم من لسان حال القطع المتجاورات , فقد تتجدد اليقظة بتجدد ومستودع العبر والآيات , وتتوفر بمطالعة المشاهد والمواقف الشواهد والدلالات. قال الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.

وقد كان السري يقول للصوفية: إذا خرج الشتاء ودخل آذار وأورقت الأشجار طاب الانتشار.

ومن جملة المقاصد للسفر: إيثار الخمول وإطراح حظ القبول).

وكان قسم منهم يسافر دوما , ولذلك سمو بالسياحيين كما قال الكلاباذي:

(ولكثرة أسفار سمّوا: سياحين , ومن سياحتهم في البراري وإيوائهم إلى الكهوف عند الضرورات سماهم بعض أهل الديار شكفتية. والشكفت بلغتهم الغار والكهف).

وقد ذكر أصحاب الطبقات وكتب الصوفية أحوال الكثيرين منهم.

فيذكر أحد الصوفية القدامى الهجويري عن أبي عثمان المغربي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير