تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الثانية: في المتن، فإنّ قوله "بين السجدتين" إنما يعني بهما الركعتين؛ الثانية و الثالثة.

و رواه عاصم الأحول بلفظٍ قريب من لفظ معاذ بن معاذ، أخرجه البخاري في جزء رفع اليدين (19 - 64). فروايته هي أصح الروايات و أبينها و أصوبها. قال أحمد بن حنبل: معاذ بن معاذ قرة عين في الحديث. وقال في موضع آخر: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة ... و قال يحيى بن سعيد: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت من معاذ بن معاذ، وما أبالي إذا تابعني من خالفني ... وقال: النسائي ثقة ثبت " اهـ من (تهذيب الكمال للمزي 28/ 132)

- حديث وائل بن حجر رضي الله عنه: رواه أبو داود (723)، و من طريقه ابن حزم (4/ 91 - 92)، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي ثنا عبد الوارث بن سعيد قال: ثنا محمد بن جحادة حدثني عبد الجبار بن وائل بن حجر قال: كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي قال فحدثني علقمة بن وائل عن أبي وائل بن حجر قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا كبر رفع يديه. قال: ثم التحف ثم أخذ شماله بيمينه وأدخل يديه في ثوبه. قال: فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ثم رفعهما، وإذا أراد أن يرفع رأسه من الركوع رفع يديه، ثم سجد ووضع وجهه بين كفيه، وإذا رفع رأسه من السجود أيضا رفع يديه،حتى فرغ من صلاته. قال محمد فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن فقال: هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعله من فعله وتركه من تركه "

قلت: ذِكْرُ رفع اليدين في السجود، في هذا الحديث شاذ، نبّه على ذلك أبو داود نفسه فقال عقبه: روى هذا الحديث همام عن أبي جحادة لم يذكر الرفع مع الرفع من السجود.

قلت: رواية همام أخرجها أبو عوانة في صحيحه (1596) و البيهقي في الكبرى (2345)

و الخطأ في الرواية الأولى ليس من عبد الوارث، فقد روى ابن حبان في صحيحه (1862) فقال: أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا محمد بن جحادة قال حدثنا عبد الجبار بن وائل بن حجر قال كنت غلاما لا أعقل صلاة أبي فحدثني وائل بن علقمة عن وائل بن حجر قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا دخل في الصف، رفع يديه وكبر ثم التحف فأدخل يده في ثوبه فأخذ شماله بيمينه، فإذا أراد أن يركع أخرج يديه ورفعهما وكبر ثم ركع، فإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه فكبر فسجد ثم وضع وجهه بين كفيه قال ابن جحادة: فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن، فقال: هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله من فعله وتركه من تركه "

فتبيّن مما سبق، أنّ زيادة الرفع في السجود إنما هي من (عبيد الله بن ميسرة)، شيخ أبي داود.

و روى حديث وائل، عن علقمة:

قيس بن سليم العنبري بلفظ: " قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا قال: سمع الله لمن حمده هكذا. فأشار قيس إلى نحو الأذنين " أخرجه البخاري في جزء رفع اليدين (10) و النسائي في الكبرى (64)

وعمرو بن مرة، بلفظ: " أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حين يفتتح الصلاة وإذا ركع وإذا سجد " الدارقطني (13)

و ليس بين اللفظين اختلافًا إلا في التعبير، و أما المعنى فواحد. و قوله " و إذا سجد " يريد؛ إذا استتمّ قائمًا من الركوع و أراد السجود. و قد ورد ذلك صريحًا في رواية عن عاصم بن كليب عن أبيه، حيث قال: " ... ولما أراد أن يركع رفع يديه ولما أراد أن يسجد رفع يديه ... " أخرجه الطبراني في الكبير (89)

و قد نبّهت على مثل هذا فيما مضى من البحث فارجع إليه و تذكره، فإنه مهمّ في هذا الباب.

و روى الحديث عن وائل نفسه، (كليب) من طريق ولده (عاصم)، بألفاظ متقاربة، منها قوله: " ثم لما أراد ان يركع رفع يديه مثلها فوضع يديه على ركبتيه ثم رفع رأسه فرفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه " هذا لفظ زائدة بن قدامة.

الحديث أخرجه ابن الجارود (202 - 208) و ابن خزيمة (697 - 698) و الدارمي (1357) و أبو داود (626 - 627) و عبد الرزاق (2122) و غيرهم.

و الخلاصة؛ أن حديث وائل كغيره مما سبق من الأحاديث، ليس فيه أي دليل على رفع اليدين في غير المواطن الثلاثة، و ما سوى ذلك، فإما شاذّ أو غريب أو منكر أو مجمل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير