ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 06:35 م]ـ
أخي الكريم مجدي أبو عيشة جزاكم الله خيرا ولا شئ عليك فالحوار دائما مفيد للجميع طالما بعيدا عن الهوى والإنتصار للنفس أسأل الله الصدق والإخلاص.
نعم لا بد من التسليم للنصوص فهذه أحسب أنه لا خلاف عليها، لكن نحن نناقش طرفين وربما ثالث ولابد في الحوارات المفتوحة من قرائن وأدلة ربما تقول النصوص الوارده يكفي التسليم بها هذا عندي وعندك لكن طرفين أساسيين أمامي في مائدة المناقشات مسلم يطرح هذا الطرح السالف الذكر وهذا يحتاج إلى أقوال أخري لتفسير النصوص (نقطة بنقطة) وفي نفس مائدة الحوار غير مسلم إما يبحث عن الحقيقة _ وهذا موجود _ أو غير مسلم محاور أي إلى حد باحث معتدل يمكن أن يسلم بالحق في حالة وجود القرائن ولا يعنية أن يكون مسلما هذا في ظاهره أو غير مسلم متحامل وهذا أسهل مايمكن أن أتعامل معه من خلال تحاملة أو مايحمله. وأنا إذ أود من طرح هذه المسائل في هذا المنتدى الوصول إلى صيغية نتعبد بها الله أولا وندعوا غير المسلمين للحق أو على أقل تقدير الدفع بالشبهات أمامهم ورد غير المسلم إلى الجادة مع العلم أن هذه أولى المسائل التي سوف أتلوها بأخرى وياليت السادة المشرفين على هذا المنتدى الكريم المساعدة والمشاركة في هذا الحوار مع تكراري القول بالأسلوب العلمي المقرون بالنصوص بعيدا عن الأسلوب الخطابي أو العاطفي.وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:40 م]ـ
قال تعالى {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [النساء /129].
أ- قال الشافعي رحمه الله: فقال بعض أهل العلم بالتفسير: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء} بما في القلوب، فإن الله عز وجل وعلا تجاوز للعباد عما في القلوب، {فلا تميلوا} تتبعوا أهواءكم {كل الميل} بالفعل مع الهوى، وهذا يشبه ما قال والله أعلم. "الأم" (5/ 158).
ب- قال البخاري رحمه الله: باب العدل بين النساء {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء} إلى قوله {واسعاً حكيماً}.
قال الحافظ ابن حجر: أشار بذكر الآية إلى أن المنتهى فيها العدل بينهن من كل جهة، وبالحديث إلى أن المراد بالعدل: التسوية بينهن بما يليق بكل منهن، فإذا وفّى لكل واحدة منهن كسوتها ونفقتها والإيواء إليها لم يضره ما زاد على ذلك من ميل قلب، أو تبرع بتحفة …. قال الترمذي: يعني به الحب والمودة. كذلك فسرّه أهل العلم …. وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ولن تستطيعوا} الآية، قال: في الحب والجماع. وعن عبيدة بن عمرو السلماني مثله.أ. هـ. "فتح الباري" (9/ 391).
ج- قال القرطبي رحمه الله: أخبر تعالى بنفي الاستطاعة في العدل بين النساء، وذلك في ميل الطبع في المحبة والجماع والحظ من القلب. فوصف الله تعالى حالة البشر وأنهم بحكم الخلقة لا يملكون ميل قلوبهم إلى بعض دون بعض، ولهذا كان عليه السلام يقول " اللهم إن هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (1) ثم نهى فقال {فلا تميلوا كل الميل}. قال مجاهد: لا تتعمدوا الإساءة بل الزموا التسوية في القسم والنفقة، لأن هذا مما يستطاع أ. هـ. "تفسير القرطبي" (5/ 407).
د- قال الإمام ابن كثير رحمه الله: أي لن تستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين النساء من جميع الوجوه فإنه وإن وقع القسم الصوري ليلة وليلة فلا بد من التفاوت في المحبة والشهوة والجماع كما قال ابن عباس وعبيدة السلماني والحسن البصري والضحاك بن مزاحم.أ. هـ. " تفسير ابن كثير" (1/ 564).
ه- قال الإمام العيني رحمه الله: المنفي في الآية: العدل من كل جهة، ألا ترى كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم " فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" وقال الترمذي: يعني به الحب والمودة، لأن ذلك مما لا يملكه الرجل ولا هو في قدرته. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تستطيع أن تعدل بالشهوة فيما بينهن ولو حرصت. وقال ابن المنذر: دلت هذه الآية على أن التسوية بينهن في المحبة غير واجبة، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن عائشة أحب إليه من غيرها من أزواجه" فلا تميلوا كل الميل بأهوائكم حتى يحملكم ذلك على أن تجوروا في القسم على التي لا تحبون.أ. هـ. "عمدة القاري" (20/ 199).
و- قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: هذا العدل الذي ذكر الله تعالى هنا انه لا يستطاع هو العدل في المحبة والميل الطبيعي لأنه ليس تحت قدرة البشر، بخلاف العدل في الحقوق الشرعية فإنه مستطاع.
وقد أشار تعالى إلى هذا بقوله {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم، ذلك أدنى ألا تعولوا} أي: تجوروا في الحقوق الشرعية.أ. هـ. "أضواء البيان" (1/ 375).
===
(1) رواه الترمذي (3/ 446) وصحح إرساله، وأبو داود (2/ 242) والنسائي (7/ 64) وابن ماجه (1/ 634) وضعفه شيخنا الألباني. ونقل تضعيفه عن أبي زرعة وابن ابي حاتم والنسائي "الإرواء" (7/ 82).
¥