ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 08:57 ص]ـ
الأخ الحبيب الفهم الصحيح .. سدده الله ...
نعم .. فهمت مقصودك ...
يتوجه عندي أن تشديد العلماء (السلف والخلف) على عدم الاعتداد بالحساب
في ابتداء الشهور القمرية لأمرين:
الأول: النص النبوي ... لا نحسب ...
فغالب من رد الحساب لم يتعرض ليقينية الحساب، ولكن تعرض لموقف الشرع
من الحساب جملة .. وشيخ الإسلام ابن تيمية حينما تحدث عن الحساب تعرض
لمسألتين: الأولى حساب الاقتران، وكأنه مال إلى أنه يقيني أو شبه
يقيني، ثم تكلم عن حساب الرؤية وجزم بأنه يعرض له اختلاف كبير وهذا صحيح
لا ريب فيه والفلكيون يقرون بذلك ... وكلامنا ليس في حساب الرؤية ولكن في
حساب وقت الاقتران.
الثاني: أن العمل بالحساب في الشرعيات مخالف لأصول الشريعة المطردة
والتي تجنح للتيسير، والعجيب في الأمر أن قضية الحساب التي يصر عليها
بعض الفقهاء ليس لها أي نظير في فروع الشريعة، فكيف يمكن أن يجعلوا
هذا الشاذ أصلا مكينا يصححون عليه عبادات الناس؟؟؟
ولكن بدا لي أيضا أي الكريم أن حسابات الفلكيين اليقينية في حساب
الاقتران وإن كانت دقيقة جدا إلا أن الفيزياء الفلكية لها رأي آخر،
وهناك بحث قرأته في هذا الصدد يجعل كل هذه الحسابات عبارة عن دقة
عددية، ولكن مايبدو للعيان قد يكون خداعا للنظر، وأمور الكون
والفضاء لا يمكن أن نجزم فيها بشيء، وبعض الفيزيائيين يقول إن
النظريات الرياضية والفيزيائية التي نكتشفها ونحلل بها ظواهر
الكون ما هي إلا محاولة لتفسير الظاهرة وليس هو الكاشف لحقيقة
الظاهرة .. فتأمل ...
وقد عرض بعض الفلكيين لظاهرة على كوكب الزهرة ما زالت تحير العلماء
وهي أن الشاخص في الزهرة يكون له ظل من الجانبين، الجانب المواجه
للشمس والجانب المعاكس أيضا، وهذه الظاهرة ليس لها تفسير علمي حتى
الآن ...
فلماذا لا نفترض أن حسابات العلماء للاقتران هي من حيث العدد يقينية
أما من حيث واقع الأمر فلا يستطيع أحد منهم أن يجزم أن الظواهر والمرئيات
لها وضع آخر في الكون، والشرع إنما طالبنا بالرؤية، وما نراه غير
ما نحسبه ....
وللحديث بقية.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 10 - 04, 01:28 ص]ـ
أخي رضا صمدي –وفقه الله لكل خير-
قولك: الحساب كان موجودا في عند النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك قال (لا نحسب)
وقوله دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن هناك أناس يحسبون
دخول الشهر بالعدد وليس بالرؤية .. فأثبت للأمة ما رضيها لها ربها
قال بعض أهل العلم: إن المخاطبين بقوله- صلى الله عليه وسلم- (لا نكتب ولا نحسب) لم يكونوا يعرفون من حساب النجوم وتسييرها إلا النزر اليسير، ولذلك علق الحكم بالصوم وغيره بالرؤية لرفع الحرج عنهم في معاناة حساب التسيير ...
قلت: فإن قيل: بل العرب – في جاهليتهم وإسلامهم-كانوا يعلمون علم النجوم حسابا واستدلالا، وأن الله خاطبهم بما يعلمون من ذلك كله، غاية الأمر أنهم لم يعرفوا عن النجوم الثوابت إلا القليل بسبب قصر وسائط الرصد وبعد النجوم. ومما يستدل به لذلك حديث: (أصبح من عبادي مؤمن بي ... وأما من قال مطرنا بنوء كذا .. ) الحديث.
ثم فيما أورده الباحثون – عند حديثهم على إثبات تدوين السنة في عهده صلى الله عليه وسلم- من روايات لجماعة كثيرة عرفوا بالكتابة، وما أورده أهل الأدب من ذكر جماعة ممن كتب الشعر الجاهلي في القديم = دليل على تفشي الكتابة فيهم ومعرفتهم بها.
فما وجه تسميتهم بالأميين مع ذلك كله؟
قال بعضهم: إنما سموا بالأميين بالنسبة لليهود والنصارى، لأنهم لم يكن لهم كتاب كما كان لهم، فكانوا أميين بهذا المعنى.
وما قاله الأول أصوب- وإن كان كلا القولين من أقوى ما فسر به معنى الأمية- لأن من كان يعلم ما ذكر لم يكن يمثل نسبة عالية من العرب في الجاهلية والإسلام، مهما حاول البعض من الاستكثار من ذكر أخبارهم في ذلك. ثم إنه الموافق لخبره صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا نكتب ولا نحسب)، وقد حاول البعض دفع ما يرد على ما تقدم في قوله بأن الأمية المراد بها عدم وجود كتاب سماوي عند العرب، بأن المراد بقوله – صلى الله عليه وسلم- هو نفسه –صلى الله عليه وسلم- والإخبار عنه بأنه أمي لا يكتب ولا يحسب كما هو الواقع، وله في ذلك أعظم الفخر وأكمل الشرف ... وقوله هذا هو أحد المعاني التي ذكرها الشراح لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنا أمة أمية .. ).
وقولك: والرسول صلى الله عليه وسلم يقرر في الحديث (خبرا وإنشاء) مبدأ في عد
الشهور لا يجوزا لمحيد عنه، لأنه المعمول به من لدن الصحابة وعبر القرون
الخيرية الثلاثة
لقائل أن يقول: ليس في الأحاديث ما يدل على حصر معرفة دخول الشهر بالرؤية فقط، بل في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا نحسب) دليل على خلاف ذلك، وسيأتي بيانه.
وقولك: (خبرا وإنشاء).
أما كونه خبرا فبين لا خلاف فيه، وهو الظاهر من قوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما كونه إنشاء، فهو خروج عن الظاهر، فلم هو؟ ثم إن الأوجه المختلفة لإعراب جملة (لا نكتب ولا نحسب) لا تساعد على هذا، وهي كلها لا تصلح للإنشاء، وأعني بها الخبرية والصفة والحالية. فإن من شرط هذه الثلاثة أن تكون خبرية لفظا ومعنى، كما هو معروف في كتب النحو.
وقولك -بارك الله فيك-: لأنه المعمول به من لدن الصحابة وعبر القرون
الخيرية الثلاثة
اعترضه البعض بقوله: إنه يمكن أن السلف لم يعملوا به واكتفوا بالرؤية، ولم يجمعوا على منع العمل به. قال من حكاه: وهذا الاعتراض جيد، ومن قال من أصحابنا وغيرهم بجواز الصوم أو وجوبه على من قلد الحاسب كيف يسلم هذا.
وقولك: أما أقاويل بعض أهل العلم في اعتماد الحساب فلم يقل أحد باعتماده في
حق ألأمة، بل أجاز الاعتماد عليه في خاصة نفسه كما كان يفعل مطرف بن
عبد الله بن الشخير، وكذلك ابن سريج.
فهو خلاف المعروف في النظر إلى اجتهادات أهل العلم، وقد صرح البعض- وهو من هو عند علماء مذهبه- بأنه يختار قول ابن سريج ومن وافقه في جواز الأخذ بقول الحاسب عند الإغمام.
¥