تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 03:58 ص]ـ

الأخ الكريم الفهم الصحيح ... وفقه الله.

لو لم يكن المقصود من الحديث إلا الخبر لكان لغوا لا فائدة فيه

لأن مجرد الإخبار عن أمية العرب دون ذكر فائدة الخبر لا يفيد شيئا

وهذا ينزه عنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم ...

وفائدة الخبر مفهومة من السياق وخاصة في آخر الحديث الشهر هكذا

وهكذا ... يعني أن عدم اعتمادنا على الكتابة والحساب في عد الشهور

هو من مميزاتنا (معشر المسلمين) ولو كان كما تقول (وتنقل عن

بعض اهل العلم) أنه للإخبار عن حال الأمة في ذلك العصر فليس لقوله

صلى الله عليه وسلم (الشهر هكذا وهكذا ... ) أي معنى.

إما حكايتك عن ذلك البعض من أهل العلم عدم إجماع السلف على ترك

العمل بالحساب غير سديد ... بل هم مجمعون على ترك العمل به ولاينقل

عن أحد منهم أنهم اعتمده في حق الكافة، وما نقلته أنت ممن يعتد

به في مذهبه (والمقصود به السبكي على الأرجح) لا يعول عليه، بل

غير معمول به في المذهب اصلا، ولا هو من الأقوال ولا الوجوه التي

عول عليها الأصحاب، بل هو رأي للسبكي أو فسمه إن شئت اختيارا

وما أكثر الاختيارات في المذاهب. وابن سريج ليس من القرون الفاضلة

التي يحتج بعمل أصحابها أو يستأنس به ... فخلافه اللاحق محجوج بالإجماع

السابق ...

هذا وفي تفسير الخبر أنه إنشاء (أعني قوله صلى الله عليه وسلم:

لانحسب) تعطيل للنص برمته ... لأن معناها أن هذا الحديث في عصر

النبي صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فلا يؤخذ من الحديث الإذن باستعمال

الحساب بعد عصره ... فتأمل.

وأشرفية الأمة في كونها أمة يقتضي اختصاصها بوظائف لهذا الشرف،

ومن شرف الأمة يسر عبادتها، والحساب عسير (بإجماع الحاسبين

والفلكيين حتى مع وجود الحاسبات) وشرف الأمة مستمر ولا ريب، فاي

شرف في ان تخطو الأمة خطو غيرها وتترك ميراث نبيها صلى الله عليه وسلم

والشرف الذي أعطاها؟؟؟

والله أعلم ...

وللحديث بقية.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[24 - 10 - 04, 10:00 م]ـ

أخي رضا – بارك الله فيك على صبرك على أخيك-

قولك: الأول: النص النبوي ... لا نحسب ...

فغالب من رد الحساب لم يتعرض ليقينية الحساب، ولكن تعرض لموقف الشرع

من الحساب جملة ..

هذا النص النبوي الذي جعلته عمدة أهل العلم من السلف والخلف في عدم الاعتداد بالحسابات الفلكية، من الغريب أن يكون هو نفسه من أقوى الأدلة عند من يرى الأخذ بقول أهل الحساب في تحديد بداية الأشهر القمرية، فاسمع لبعضهم يقول: فهذا الحديث النبوي هو عماد الخيمة، وبيت القصيد في موضوعنا هذا، فقد علل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره باعتماد رؤية الهلال رؤية بصرية لبدء الصوم والإفطار بأنه أمة أمية لا تكتب ولا تحسب، فما من سبيل لديها لمعرفة حلول الشهر ونهايته إلا رؤية الهلال الجديد ما دام الشهر القمري يكون تارة تسعة وعشرين وتارة ثلاثين ..

وهذا المعنى قد أخذه من عالم آخر قبله كان قد قال: وما ذكره صلى الله عليه وسلم من نوط إثبات الشهر برؤية الهلال أو إكمال العدة بشرطه، قد علله بكون الأمة أمية في عهده، ومن مقاصد بعثته إخراجها من الأمية لا إبقاؤها فيها، قال تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين). وفي معناه دعوة إبراهيم في سورة البقرة. ويؤخذ من هذا أن لعلم الكتاب والحكمة حكما غير حكم الأمية.

وبهذا يظهر لك جليا أن خبره صلى الله عيه وسلم عن قومه – أو عن نفسه- بأنهم أمة أمية لا يكتبون ولا يحسبون لم يعر من فائدة كما توهمت من كلامي – أحسن الله إليك-.

ومواقف بعض علمائنا –رحمهم الله أجمعين- من الحساب الفلكي فيها شيء من الخلل عند أهل الفلك، كانوا يتمنون منهم أن لا يخوضوا فيه لقلة معرفة البعض بهذا الأمر. وعندما تكلم شيخ الإسلام في هذا – رحمه الله- وضع يده على نقطة ضعف الحسابات الفلكية، وأعني به مسألة إمكانية الرؤية، هذه التي أعيت الحاسبين سابقا ولا حقا- وإن كان الحال اليوم في هذه أفضل بكثير منه في زمن شيخ الإسلام- وهي في ظني - إذا لم يوجد لها أهل الحساب حلا حاسما- موطن الإعجاز في هذا الأمر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير