زادك الله علما ونورا0
ـ[الأحمدي]ــــــــ[04 - 04 - 05, 11:42 م]ـ
لله درك شيخنا حارث
ولا حرمنا الله من فوائدك.
ـ[خالد أبوعاصم]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواننا الأفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
إعلموا بارك الله فيكم أن أهل السنة لهم في هذه المسألة ثلاثة أقوال كما ذكر أخونا حارث جزاه الله خيرآ وأن شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله قد إختار جواز ذلك وتبعه على ذلك الشيخ إبن عثيمين رحمه الله ومن قبلهما أبو ثور رحمة الله على الجميع , و إني قد كنت قمت بإعداد مبحث صغير في هذه المسألة أبين فيه أن هذا هو القول الحق إن شاء الله تعالى وأنه هو الذي فهمه الصحابة كعمر بن الخطاب رضى الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم , و أنا أذكره هنا للفائدة , أسأل الله أن يهدينا إلى الحق فأقول:
إختار شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله أن من أجمعت الأمة على الثناء عليه فإنه يُشهد له بالجنة وإن لم يَرد فيه نص فقال (ولا يُشهد بالجنة إلا لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم أو إتفقت الأمة على الثناء عليه.) , وهذا الكلام إختاره الشيخ السعدي رحمه الله في كتابه (الطريق المأمول إلى علم الأصول) وهو عبارة عن قواعد إ ختارها من كلام إبن تيمية من كتبه المتفرقة , وكذلك حكاه الشيخ إبن عثيمين عن إبن تيمية ولم يُنكره بل ظاهر كلامه يبدوا منه أنه يوافق عليه لأنه حكاه أكثر من مرة ,
قلت: وكلام شيخ الإسلام هذا قوي وله وجه وأحسب أن دليله على ذلك هو:
1 = ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال {مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيرآ فقال النبي صلى الله عليه وسلم (وَجَبَت) , ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شرآ فقال (وَجَبَت) فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ما وجبت؟ قال (هذا أثنيتم عليه خيرآ فوجبت له الجنة , وهذا أثنيتم عليه شرآ فوجبت له النار , أنتم شهداء الله في الأرض)} , فهنا علّق النبى صلى الله عليه وسلم الحكم على شهادة المسلمين ,
فإن قال قائل: هذا أمر خاص لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد وشهادته نص ولا يقاس عليه غيره.
قلنا له: لا هذا الكلام نرده بأمرين ,
الأول: أنه صلى الله عليه وسلم بعد أن علّق الشهادة على كلامهم قال (أنتم شهداء الله في الأرض) , فبين بذلك أن الأمر ليس خاص في هذه الواقعة ,
ثانيآ: أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قد وقع منه هذا (أى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم) كما هو عند البخاري والترمذي وغيرهما عن أبي الأسود الدؤلي قال: قدمت المدينة وقد وقع بها مرض فجلست إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فمرت بهم جنازة فأُثنى على صاحبها خيرآ فقال عمر رضي الله عنه وجبت , ثم مُرّ بأخرى فأثنى على صاحبها خيرآ فقال عمر رضي الله عنه وجبت , ثم مُرّ بالثالثة فأثنى على صاحبها شرآ فقال: وجبت , فقال أبو الأسود: فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة) , فقلنا وثلاثة؟ قال (وثلاثة) , فقلنا و إثنان؟ قال (وإثنان) , ثم لم نسأله عن الواحد.) , واللفظ للبخاري ,
فهذا الفعل من عمر رضى الله عنه يدل على أن الأمر ليس خاص بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم بل وبما إتفقت الأمة على الثناء عليه أيضآ ,
وأيضآ فإيراد البخاري رحمه الله لهذا الأثر بعد حديث أنس السابق ذكره يشعر بأنه أراد أن يبين ذلك المعنى إذ فقهه رحمه الله في تبويبه ,
2 = والدليل الثاني على هذه المسألة:
هو أن الأمة لا تجتمع على ضلالة , وهذه قاعدة شرعية متفق عليها , ومدلولها أن الأمة إذا أجمعت على أمر ما فهو حق وذلك لأن الأمة في مجموعها معصومة.
قال النووي رحمه الله: قال بعضهم معنى الحديث أن الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهل الفضل وكان ذلك مطابقآ للواقع فهو من أهل الجنة , فإن كان غير مطابق فلا وكذا عكسه ,
قال: والصحيح أنه على عمومه وأن من مات منهم فألهم الله تعالى الناس الثناء عليه بخير كان دليلآ على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة , وهذا إلهام يستدل به على تعيينها , وبهذا تظهر فائدة الثناء.
قلت: ويؤيد ذلك أن حديث أنس جاء عند البخاري بلفظ (المؤمنون شهداء الله في الأرض) ,
فائدة:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله (أنتم شهداء الله في الأرض) أي المخاطبون بذلك من الصحابة ومن كان على صفتهم من الإيمان , وحكى إبن التين أن ذلك مخصوص بالصحابة لأنهم كانوا ينطقون بالحكمة بخلاف من بعدهم ,
قال - أي ابن التين - والصواب أن ذلك يختص بالثقات و المتقين.
و الله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم , والحمد لله رب العالمين
¥