تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - أما الدليل الثاني (الإجماع) ففرق بين ثناء الأمة على شخص بخير وبين شهادة أفراد لمعين بالجنة، قال أبو الوليد الباجي في المنتقى قال إثر الأثر أنتم شهداء الله في الأرض: "وما يجوز الثناء عليه بفعله ولايخبر عما يصير إليه، لأنه أمر مغيب عنا، ولذلك روي عن أم العلاء ... " وذكر الحديث الآتي ذكره. فهذا معنى أخص من حيث شهوده ومن حيث المشهود عليه وليس بإجماع، وكيف يصح زعم حصوله وجمهور أهل السنة يرفضون القطع للمعين؟ وطائفة منهم ترفضه إلاّ للأنبياء، فمع وجود هذا القول تبطل دعوى الإجماع بجلاء.

5 - ماهو تعليقكم على ما ذكر من أدلة للمانعين وهي نصية ظاهرة منها:

- حديث الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة"، وهذا في حديث الذي قتل نفسه بعد أن أثنى عليه الناس.

- الحديث الآخر: "إن الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة". والشاهد من هذه الأحاديث أن خاتمة السوء لاتؤمن فكيف يقطع للرجل بالجنة؟

- حديث أبي هريرة في الصحيح قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إلا الأموال والثياب والمتاع فأهدى رجل من بني الضبيب يقال له رفاعة بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما يقال له مدعم فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى حتى إذا كان بوادي القرى بينما مدعم يحط رحلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سهم عائر فقتله فقال الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا.

فهذا مع شهادة الناس له بالجنة بين النبي صلى الله عليه وسلم أن حقيقة حاله على خلاف ما شهد له به.

- حديث أم العلاء في البخاري قالت: "سكن عندنا عثمان بن مظعون فاشتكى فمرضناه حتى إذا توفي وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم وما يدريك أن الله أكرمه فقلت لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما عثمان فقد جاءه والله اليقين وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به قالت فوالله لا أزكي أحدا بعده أبدا وأحزنني ذلك قالت فنمت فأريت لعثمان عينا تجري فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ذاك عمله"، والشاهد من الحديث نص وإقرار، أما النص فالقصة وما وجه به النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وأما الإقرار فلقولها لا أزكي أحداً بعده.

وهذا كالصريح في النهي، قال ابن كثير: " وفي هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعين بالجنة إلا الذي نص الشارع على تعيينهم كالعشرة وبن سلام والعميصاء وبلال وسراقة وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر والقراء السبعين الذين قتلوا ببئر معونة وزيد بن حارثة وجعفر وبن رواحة وما أشبه هؤلاء رضي الله عنهم" (سورة الأحقاف 4/ 156) ومثله قال العيني في العمدة.

وقد بوب عليه البيهقي: "باب لايشهد لأحد بجنة ولانار إلاّ لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بها" (الكبرى 4/ 76).

هذا مع أن عثمان بن مظعون (أبو السائب) رضي الله عنه بدري قال الله له اصنع ما شئت فقد غفرت لك، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم السلف الصالح يوم مات زينب، وقد روي أنه قبله وسالت دموعه، وهو أول من دفن بالبقيع ومع ذلك يقول: "وما يدريك؟! .. وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به".

وهنا آثار أخرى في هذا المعنى.

وجزاكم الله خيراً

ـ[أبو العلاء السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:16 م]ـ

جزاك الله خيرا0

ونفع الله بك وسدد على طريق الحق مسعاك0

ـ[أبو العلاء السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 11:02 م]ـ

الشهادة للإنسان بالجنة أو بالنار

من شرح الشيخ عبد العزيز الراجحي للطحاوية

ولا ننزل أحدا منهم جنة، ولا نارا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير