تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأجهوري]ــــــــ[08 - 04 - 05, 05:37 ص]ـ

الشيخ: (ياسر) حفظه الله فصَّل في هذه المسألة تفصيلاً حسناً فقال:

فالوا جب على الإنسان حسب مرتبته في العلم:

1 - العالم المجتهد ...............

2 - طالب العلم المميز ................

3 - والعامي المقلد ........................

سمعت شرح بحث "فقه الخلاف" من أستاذنا الشيخ ياسر برهامي حفظه الله أكثر من ثلاث مرات، وكان كل مرة حينما يأتي على ذكر النوع الثالث من هذه المراتب أعني مرتبة (العامي المقلد) يقول:

وطالب العلم المبتدئ في طلب العلم ملحق بالعوام ويجب عليه السؤال ...

وسألته مرة عنها فأجابني بمثل ذلك حفظه الله وهو أن طالب العلم المبتدئ لايجوز له أن يرجح في مسائل الاجتهاد بل عليه السؤال.

وهنا تنبيهان:

الأول: لا يخفى عليكم جميعا أن العلم يتجزأ وأن بحوره واسعة وعليه فطلب العلم يتجزأ وعليه فلاجتهاد يتجزأ ..... ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه. والواجب على الإنسان الرجوع إلى كل متخصص فيما هو مختص به، فقد يكون أحد العلماء وبالتبع طلبة العلم أقوى في باب عنه في آخر (عبادات، معاملات، أحكام الأسرة، حديث، تفسير، لغة ..... إلخ) وقليل من العلماء من هو متأهل في كل الأبواب. وقديما قال الإمام الشافعي رحمه الله ورضي عنه لأحد طلبته:

أتريد أن تجمع بين الفقه والحديث! هيهات!

وقد نبه على هذا المعني شيخنا الفقيه أحمد حطيبة عند شرح مبحث الاجتهاد من "المذكرة" وكلام المصنف حول تجزء الاجتهاد، وبين أنه ليس المقصود بذلك أن إنسانا يجتهد في مسألة من الوضوء فقط ولكن بعض المسائل قد ترتبط بغيرها من وجه لا يعلمه إلا من درس عدة أبواب من الفقه مجتمعة كالعبادات مثلا ...... وهذا المعنى قرأته أيضا للإمام الماوردي رحمه الله أظن في "أدب الدنيا والدين"

أقول (أجهوري): وعندي مثال لذلك أضربه دائما وهو فقه المعاملات المالية فلا يجوز لأحد -في رأيي- أن يجتهد في الرهن مثلا دون أن يدرس أحكام المعاملات من أولها إلى آخرها ويضبط أصولها وأدلتها وذلك نظرا لتداخلها وتآزرها معا في إنتاج حكم. والله أعلم

التنبيه الثاني: هذه القسمة الثلاثية المذكورة في كلام أستاذنا الشيخ ياسر حفظه الله لها أصل في كثير من كلام العلماء القدامي كابن عبد البر وغيره ولكن بألفاظ مغايرة كقولهم (عالم ومتبع ومقلد) ولو دققت النظر فيها تجد أنه لاتصح مرتبة الاتباع إلا لطالب العلم المميز. وأساس هذه القسمه لعله -في رأيي- اسنباط عقلي منطقي بحت لأن الناظر في أحكام الشرع إما:

- أن يكون قادرا على جمع الأدلة التي تفيده في الحكم من أول وهلة ثم قادر على الاسنباط منها مباشرة وهذه مرتبة: العالم المجتهد.

- أن يكون عاجزا عن ذلك لأنه يعتمد أولا على غيره في معرفة الأدلة المتعلقة بالمسألة ثم هو بعد ذلك يستطيع أن يدقق في الثبوت والدلالة. وهذه مرتبة: طالب العلم المميز، والتي إذا تدرب بها زمن يلتحق بالمجتهدين وخاصة في المستجدات لأن ملكته تكون قد نمت، ولا شك أن أغلبنا اليوم يصل إلى هذه المرتبة أعني الطالب المميز أحيانا وينزل عنها أحايين كثيرة أخرى.

واعتبر ذلك بأي مسألة خلافية اجتهادية قوية تشعبت أدلتها وتعددت تفهم ما أريد مثل: مسألة كفر تارك الصلاة تكاسلا، مسألة جواز (أي وقوع) الطلاق الثلاث، مسألة وجوب تغطية المرأة الحرة المسلمة البالغة وجهها أمام الأجانب، مسألة الصلاة في أوقات النهي بله ما هي أوقات النهي أصلا؟ مسألة إجزاء القيمة في الزكوات عامة وفي الفطرة خاصة .......

لا شك أن الناظر فيما مثلت به من مسائل للخلاف السائغ يعلم أنها تنفرد عن بقية مسائل الخلاف السائغ بأن أدلتها متشعبة ومتعددة والنظر فيها من كل النواحي يحتاج لرسوخ قدم وطول نفس سواء من ناحية الثبوت أو من ناحية الدلالة أو من ناحية التقديم والإعمال. والله أعلم

يأتي الطالب المميز مثلا اليوم لا يستطيع مهما علا كعبه في الطلب أن يستقل بجمع ومعرفة الأدلة التي انبنى عليها الخلاف في هذه المسائل بل لابد أن يعتمد على المجتهدين المتقدمين له أولا، بخلاف العالم المجتهد الذي حوى معظم أدلة الشريعة في صدره يستطيع بداهة أن يبدي رأيه في هذه المسائل دون الاحتياج إلى أن يعتمد على غيره اللهم إلا على سبيل الاستشهاد.

تذييل:

أولا: اصطلاح "مسأله خلافية - مسألة اجتهادية" بالتفريق الذي ذكره الإخوة هنا هو اصطلاح خاص بالإمام ابن تيمية رحمه الله وهو غير منتشر بل الاستخدام الشائع عند عامة العلماء المتقدمين والمتأخرين هو الترادف بين الكلمتين، ولا مشاحة في الاصطلاح ولكن لزم التنويه حتى لايقع اللبس إذا قرأت هذه الألفاظ عند غير الإمام ابن تيمية رحمه الله.

ثانيا: أعتذر للأخ صاحب المشاركة الأولى بتمثيلي بمسألة القنوت في الفجر للمسائل القوية المتشعبة الخلاف مع عدم مخالفتي له في الترجيح النهائي ولكن هذا رأيي وجرب بنفسك جمع وبحث أدلة وكلام العلماء في هذه المسألة لتعلم.

والله أعلى وأحكم وماكن من خطأ وزلل فمني ومن الشيطان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير