· قال الإمام النووي (الشافعي) في كتابه الأذكار باب ما يقوله الماشي مع الجنازة
: " و أمّا ما يفعله الجهلة من القراءة على الجنازة بدمشق و غيرها من القراءة بالتمطيط و إخراج الكلام عن موضوعه فحرام بإجماع العلماء، وقد أوضحتُ قبحه و غلظ تحريمه و فِسْقَ من تمكَّن من إنكاره فلم ينكره في كتاب آداب القراء، و الله المستعان " ا. هـ
· جاء في حاشية ابن عابدين (الحنفي) ج1صـ492
_ مطلب في بطلان الوصيّة بالختمات و التهاليل:
قال: { .... و به ظهر حال وصايا أهل زماننا فإن الواحد منهم يكون في ذمّته صلواتٌ كثيرة و غيرها من زكاة و أضاحٍ و أيمانٍ، ويوصي لذلك بدراهم يسيرة، و يجعل معظم وصيّته لقراءة الختمات و التهاليل التي نصَّ علماؤنا على عدم صحّة الوصيّة بها، و أن القراءة لشيءٍ من الدنيا لا تجوز، و أن الآخِذَ و المُعْطِي آثمان، لأن ذلك يشبه الاستيجار على القراءة، و نفس الاستيجار عليها لا يجوز فكذا ما يشبهه، كما صُرِّح بذلك في عدة كتب من مشاهير كتب المذهب. و إنما أفتى المتأخرون بجواز الاستيجار على تعليم القرآن لا على التلاوة وعللوه بالضرورة، و هي خوف ضياع القرآن، ولا ضرورة في جواز الاستيجار على التلاوة كما أوضحتُ ذلك في "شفاء العليل" وسيأتي بعض ذلك في باب الإجارة الفاسدة إن شاء الله تعالى. انتهى
_ وفي أيّامنا هذه صارت مجالس العزاء تقابل " الإسعاد " في الجاهليّة؛ فمعظم الناس يحضرون هذه المجالس من باب ردِّ الدَّيْن الذي عليهم، أو خشية أن ينتقدهم أهل الميت ومن حولهم، وبمعنى أوضح، من باب الخوف من الخروج عن الأعراف السائدة، وقد يعترض بعضهم، فيزعم أنه إنما يَحْرِصُ على حضور هذه المجالس من باب تطبيق السنّة و التقرّب إلى الله؛ فيُقالُ له: لماذا إذاً لا تحرص على حضور الجنائز و الصلاة عليها وشهود الغسل والتكفين والدَّفن؟ مع أن النصوص الشرعية قد وردت في الحضِّ عليها، بخلاف مجالس العزاء؟!
_ وبعد أن ذكرنا صفة هذا المجلس وما يحدث فيه، و أقوال العلماء في البدع المستحدثة فيه ونصُّهم على تحريم الدِّين لها، أُورِدُ لك، أخي المؤمن، أقوالَ العلماء بخصوص مجلس العزاء نفسه.
· روى الإمام أحمد في مسنده عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي قال: (كنّا نعدّ الاجتماع إلى أهل الميت و صَنعَةَ الطعام بعد دفنه من النياحة).
قال الشوكاني في الشرح: يعني أنهم كانوا يعدون الاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه، و أكل الطعام عندهم نوعاَ من النياحة لما في ذلك من التثقيل عليهم و شغلهم مع ما هم فيه من شَغْلَة الخاطر بموت الميت وما فيه من مخالفة السنّة لأنهم مأمورون بأن يصنعوا لأهل الميت طعاما فخالفوا ذلك و كلفوهم صنعة الطعام لغيرهم. ا. هـ نيل الأوطار ج4 صـ118.
· و جاء في حاشية ابن عابدين ج1صـ603:
_ مطلب في كراهة الضيافة من أهل الميت:
قال: " .... ويُكره اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت لأنه شُرِعَ في السرور لا في الشرور، وهي بدعة مستقبحة. روى الإمام أحمد وابن ماجه بإسناد صحيح عن جرير بن عبد الله قال: (كنا نعدُّ الاجتماعَ إلى أهل الميت وصَنعةَ الطعام من النياحة). وفي "البزازية ": ويكره اتخاذ الطعام في اليوم الأول والثالث وبعد الأسبوع ... واتخاذ الدعوة لقراءة القرآن وجمع الصلحاء والقرّاء للختم أو لقراءة سورة الأنعام أو الإخلاص. والحاصل أن اتخاذ الطعام عند قراءة القرآن لأجل الأكل يكره .... وأطال في ذلك في " المعراج" و قال: وهذه الأفعال كلها للسُّمعة ِو الرياء فيُحتَرَزُ عنها لأنهم لا يريدون بها وجه الله تعالى. ثم قال: مع قطع النظر عما يحصل عند ذلك غالباً من المنكرات الكثيرة كإيقاد الشموع والقناديل ... و الغناء بالأصوات الحسان .. و أخذ الأجرة على الذكر وقراءة القرآن وغير ذلك مما هو مشاهد في هذه الأزمان، وما كان كذلك فلا شك في حرمته وبطلان الوصية به ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. انتهى
· و جاء في حاشية ابن عابدين ج1 صـ604:
¥