وهذه من مقدمة البحث:
وإن من المسائل التي كثر الكلام عليها بين أهل العلم مسألة الجلوس للتعزية، وخاصة في هذا الزمن، بل قد سمعت من بعضهم من يقول بأن الجلوس للتعزية بدعة منكرة، وآخر يقول بقاء الناس في مجلس العزاء ثلاثة أيام يتقلبون في لعنة الله، وغير ذلك من الكلام فأحببت أن أجلي هذه المسألة وأوضحها لكل طالب حق بالدليل، والتعليل، وفقه سلف الأمة.
وقد أسميت هذا الرسالة [التجلية لحكم الجلوس للتعزية]، لعلَّني أوفق فيها لتجلية هذه المسألة تجلية يتضح بها الحق، ويقرب فهمها لطالب العلم، وفقني الله ـ تعالى ـ وإياكم للإخلاص والصواب إنه وليُ ذلك والقادر عليه، علماً أن هذه المسألة هي ضمن مباحث كتابي [التعزية وأحكامها في ضوء الكتاب والسنة]، وقد أفردتها هنا لأهميتها ولكثرة السؤال عنها.
وهذا تقديم شيخنا العلامة عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
تقديم فضيلة الشيخ العلامة
عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقاً
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، وصلى الله على عبده ورسوله سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وبعد: فقد اطلعت على هذه الرسالة المباركة التي ألفها الابن ظافر بن حسن بن علي آل جبعان، وسماها "التعزية وأحكامها في ضوء الكتاب والسنة" فوجدتها رسالة مفيدة في بابها، جامعة لأغلب ما ورد في أحكام التعزية وآدابها، مما هو مشروع وممنوع وما بين ذلك من الفروع، وهذه المسألة مهمة وكثيرة الوقوع، والناس محتاجون إليها في أغلب أحوالهم لأن كلا منهم إما معزي أو معزى، فنصيحتي لإخواني وأبنائي الاطلاع عليها وتأمل ما تضمنته من الأحكام المتناثرة للاستفادة والإفادة، فما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يعلموا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:" بلغوا عني ولو آية"، فهي في الحقيقة رسالة أصولية فروعية مفيدة للمبتدي والمنتهي تفيد طالب العلم وتفيد العامي ولا يستغني عنها المسلم الذي يرغب التقيد بما ورد من أحكام الشرع الشريف في هذا الصدد، لا سيما ما نبهت عليه من البدع والمنكرات وبيان جملة مما وقع فيه الناس في هذه الأزمنة وبيان حكم الندب والنعي والنياحة والبكاء على الميت والإحداد عليه وحكم الجلوس للتعزية وبيان مدتها وغير ذلك، والحقيقة أن مخْبَرهَا خير من مَنْظَرِها، فجزى الله مؤلفها خير الجزاء ووفقنا وإياه للعلم النافع والعمل الصالح، قال ذلك الفقير إلى الله عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى سابقاً حامداً الله مصلياً مسلماً على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. كتبت بتاريخ 1/ 8/1425هـ.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 05, 01:18 ص]ـ
نفع الله بك
ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[05 - 05 - 05, 10:02 م]ـ
أيها الإخوة المشاركون السلام عليكم أما بعد:
في البداية أشكر لكم اهتمامكم بالموضوع المعروض، وأقول للأخ ظافر إنه لمن الطريف حقاً أن نتفق على عنوان الرسالة ثم نختلف في النتيجة. علماً أنني لم أكن على معرفة بوجود رسالته أو ما يشابهها، وإنما جاءت تسميتي لرسالتي موافِقَةً لتسميته من باب القدر.
وأود أن أخبركم أنني كنت ممن يواظب على حضور مجالس العزاء، إلى أن وجدت أن المذاهب الفقيهة الأربعة و أهل الحديث أيضاً متّفقون على كراهية الجلوس للعزاء، ثمّ تبيّن لي أن معظم العلماء في بلادنا (الشام) كانوا في القرن الماضي ينهون عن مجالس العزاء ولا يحضرونها ولهم وصايا مطبوعة في هذا الخصوص. فعندها توقفتُ عن حضورها وراجعتُ أهل العلم ببلدنا فقالوا لي: إن عدم الحضور هو الصحيح ولكننا نحضر من باب التحبب إلى الناس الذين ابتعدوا عن أهل العلم في هذا الزمن ومن باب إلقاء المواعظ، وأيضاً من باب كف أذى الناس عنّا!!
وقد احتجّ بعضهم بأنها عادة وليست عبادة، مما دفعني إلى البحث في هذه المسألة فكانت رسالتي السابقة، وخلاصتها:
1 ـ أنّ قضايا الموت لم يتركها الشرع دون بيان بل إن الشرع قد ألغى كل ما كان في الجاهلية وشرّع لنا أحكاماً جديدة يلزمنا العمل بها. فصار كل ما في الجنائز وتوابعها من العبادات لا من العادات.
¥