تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2ـ أن التعزية ليس فيها أي حديث صحيح يحضّنا عليها أو يأمرنا بها، وإنما جاءت في معرض بعض الأحاديث يقول فيها الراوي مثلاً كلمة: (يعزّيه)

إذاً لا يوجد نص صحيح فيه أن النبي يأمرنا بها أو نص يخبرنا أن النبي كان يواظب عليها.

ولذلك تجد العلماء يقولون عن التعزية: إنها مستحبّة فقط. أُنظر الفتاوى لابن تيمية والأذكار للنووي وغيرها. وقولهم ذلك لأنهم اعتبروها من الآداب.

3ـإن تعريف التعزية عند جميع العلماء لا يخدم أبداً الرأي القائل بتجويز مجالس ما يسمّونه العزاء. لأنهم يقولون التعزية: هي التصبير وذكر ما يسلّي صاحب الميت ويخفف حزنه. والذي يحدث في تلك المجالس أنها تنشأ بعد الدفن وإلى اليوم الثالث، أي بعد الصدمة الأولى التي تحدّث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيها لا تصبير و لا مواساة، بل يجلسون بصمت ويستمعون للقرّاء المأجورين ويشربون القهوة. (وأنا أتكلّم على ما يحدث في بلاد الشام)

4ـ أن النياحة كلمة تشمل أفعالاً متعددة ذكر منها العلماء: الصراخ و العويل والندب وتعداد شمائل الميّت وفضائله وهي لاتكون إلا في مجالس يجتمع لها النساء أو الرجال وسمّاها النبي الكريم الإسعاد، وقال: لا إسعاد في الإسلام. ومن ثمَّ فإن مجالس العزاء في أيامنا هذه مندرجة تحت مفهوم النياحة، وهذا ما فهمه سلف الأمّة.

(وسيأتي مزيد لتوضيح ذلك)

5ـ ونقلت في رسالتي اتفاق العلماء على تسمية هذا المجلس بالبدعة المنكرة.

ولكنني فوجئتُ عندما قرأت رسالة الأخ ظافر فإني وجدته يقول عن التعزية:

ومعلومٌ أن التعزية عبادة من العبادات ........

وكذلك يقول: ...........

وقد جعل الإسلام هذا الأصل من حق المسلم على المسلم، في تشييع جنازته، والصلاة عليه، والمشاركة في دفنه، وتعزية أهله من بعده، ورتب على ذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل، كل ذلك لأجل التقارب والتراحم والتعاطف، وشرع أيضا مواساة أهله، والوقوف معهم، وتصبيرهم وتذكيرهم بالله U، حتى لا يُقَطِّع الحزن جنانهم، ولا يدخل الشيطان عليهم بالوسوسة، وبالتحزين، وحتى لا يجرهم ذلك لفعل البدع والمنكرات.

· ثم قال: وإذا عُلم أن التعزية سنة مشروعة، فإن البدعة لا تحيي سنة،

وقال: فإن التعزية مقصد، لما ورد من مشروعيتها، وفضلها، ولا وسيلة لتحصيلها في مثل هذه الأزمنة إلا باستقبال المعزين، والجلوس ..........

والذي أريد أن أسأله للأخ ظافر من أين استقيت هذه الأحكام عن التعزية؟ أعني قولك عنها: سنة مشروعة، أو مقصد شرعي، وعبادة من العبادات، ومن حق المسلم على أخيه المسلم؟؟؟؟؟؟؟؟ حبّذا لو تدلني على مراجعك العلمية لأستفيد منها.

· والذي فاجأني أيضاً قوله: وإن من المسائل التي كثر الكلام عليها بين أهل العلم مسألة الجلوس للتعزية، وخاصة في هذا الزمن، بل قد سمعت من بعضهم من يقول بأن الجلوس للتعزية بدعة منكرة، انتهى

فكلامه يوحي أنها مسألة جديدة في زمننا وأنّ القول ببدعيّتها محدث وجديد. مع أننا نعلم أن العلماء من لدن الصحابة إلى زمننا يصفون التصدي للعزاء بأنه بدعة منكرة، وقد ذكر الأخ ظافر بعض كلامهم في رسالته، فلماذا نسيه؟

ثمّ عاد ففاجأني بقوله: اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في مسألة الجلوس للتعزية على قولين: ............ انتهى

فأوحى للقارئ أنّ المسألة فيها خلاف بين العلماء أو المذاهب قديماً. واستدلّ لكلامه فقال:

1ـ نُقل عن الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ الرخصة في ذلك، فقد نَقل ابن مفلح (ت 884هـ)، والمرداوي (ت885هـ) ـ رحمهما الله تعالى ـ عنه (الرخصة لأهل الميت، نقله حنبل واختاره المجد؛ وورد عنه أيضاً الرخصة لأهل الميت ولغيرهم، وقال بكراهته إذا كان فيه تهيج للحزن) (2).

2ـ وقال ابن قدامة (ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وجملته أنه يستحب إصلاح طعام لأهل الميت، يبعث به إليهم، إعانة لهم، وجبرا لقلوبهم؛ فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم).

فقول ابن قدامة: (وبمن يأتي إليهم) فيه دليل على أن الاجتماع للعزاء هو قوله. ا. ه

والكلام الذي نقله عن الإمام أحمد غير واضح و لا مفهوم والمعروف عنه خلافه وهو المنصوص عليه في كل كتب الحنابلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير