وغيرها كثير، وللإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله – كلام حسن جداً في هذا الباب في كتبهما. والحمد لله أولاً وآخراً.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=3994
وصية النبي – صلى الله عليه وسلم - بأهل بيته
السؤال (13551): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وردت علينا هذه الشبهة من رافضي وحيث أنها تحتاج إلى متخصص في علم الحديث وهذا ما لا يتوفر في أخيكم فأرجو التكرم بالإجابة عليها من متخصص.
يقول الرافضي:" عندما يقول الشيعة بأن رسول الله -صلى الله عليه وآله- أوصى الأمة بالتمسك بعترته مع القرآن يصر البعض دون خجل وخشية الله تعالى أن يحرف الحقائق، ويصر على الكذب والتشويه، ويتمسك بخبر غير صحيح موضوع على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وهو: "إني تارك لكم كتاب الله وسنتي" وما ذلك إلا محاربة لله تعالى، ولرسوله –عليه الصلاة والسلام-، ولأهل بيت رسوله الأطهار.
ولنناقش تلك الكذبة المفضوحة:
1ـ أي سنة تركها رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاته؟ هل كانت سنته مكتوبة مدونة حتى يتسنى للمسلمين التمسك بها، لاسيما وأن كتابة الحديث كان منهيا عنها حتى سنيين طويلة بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله-، وكان لعمر بن الخطاب مقولة شهيرة يمنع فيها تدوين السنة حتى لا تختلط بالقرآن.
2 ـ أسأل الجميع سؤالاً واضحاً ومحدداً: هل ورد هذا الحديث الموضوع في واحد من كتب الصحاح الستة المشهورة عندكم؟
نريد إجابة محددة، هل ورد أم لا؟
الإجابة واضحة فإنه لم يرد قطعا في أي من كتب الصحاح الستة عندهم.
كما أن الإجابة واضحة أيضا بأنه ورد فقط في كتاب الموطأ لمالك، والمستدرك، وبعض كتب المتأخرين.
سؤال: لو كان هذا الحديث صحيحا لِمَ لم يورده البخاري مثلا في صحيحه، ومسلم والترمذي و .. و .. ؟
3 ـ لنناقش الحديث الموضوع في المصدرين اللذين ذكرناهما:
* ففي (الموطأ) جاء فيه ما نصه:"وحدّثني عن مالك أنه بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه [وآله] وسلم- قال: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه" (1). (الموطأ 2: 899 حديث 3).
وها أنت ترى بأن الحديث لا سند له: وقد قال السيوطي بشرحه: «وصله ابن عبد البر من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده» (تنوير الحوالك في شرح موطأ مالك 3: 93)
إذن فهو حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، فمن هو هذا الراوي: قال ابن حجر (تهذيب التهذيب 8: 377): قال أبو طالب عن أحمد: منكر الحديث، ليس بشيء. وقال عبد الله بن أحمد: ضرب أبي على حديث كثير بن عبد الله في المسند ولم يحدثنا عنه. وقال أبو خيثمة: قال لي أحمد: لا تحدث عنه شيئاً. وقال الدوري عن ابن معين: لجده صحبة، وهو ضعيف الحديث. وقال مرة: ليس بشيء.
وكذا قال الدارمي عنه. وقال الآجري: سئل أبو داود عنه فقال: أحد الكذابين. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: واهي الحديث. وقال أبو حاتم: ليس بالمتين.
وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال أبو نعيم: ضعفه علي بن المديني. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، يستضعف. وقال ابن حجر: ضعفه الساجي. وقال ابن عبد البر: ضعيف، بل ذكر أنه مجمع على ضعفه.
هذا، والحديث عن أبيه عن جده، وقد قال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية إلا على وجه التّعجب. وقال ابن السكن: يروي عن أبيه عن جدّه أحاديث فيها نظر. وقال الحاكم: حدث عن أبيه عن جده نسخة فيها مناكير.
*وأما في المستدرك فقد أخرجه من طريق ابن أبي أويس عن عكرمة عن ابن عباس –رضي الله عنهما-، ثم قال: "وقد وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة" فأخرجه عنه من طريق صالح بن موسى الطلحي (المستدرك على الصحيحين 1: 93).
لكن يكفينا النظر في حال "إسماعيل بن أبي أويس" و"صالح بن موسى الطلحي الكوفي".
¥