أما الأول، فإليك ترجمة القوم له كما أوردها ابن حجر: (تهذيب التهذيب 1/ 271): قال معاوية بن صالح عن ابن معين: هو وأبوه ضعيفان. وعنه أيضا: ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث. وعنه: مخلّط، يكذب، ليس بشيء. وقال النسائي: ضعيف. وقال في موضع آخر: غير ثقة. وقال اللالكائي: بالغ النسائي في الكلام عليه إلى أن يؤدي إلى تركه، ولعله بان له ما لم يبن لغيره؛ لأن كلام هؤلاء كلهم يؤول إلى أنه ضعيف. وقال ابن عدي: روى عن خاله أحاديث غرائب لا يتابعه عليها أحد. وقال الدولابي في الضعفاء: سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول: ابن أبي أويس كذاب.
وقال العقيلي في الضعفاء: حدثنا أسامة الزفاف –بصري- سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي أويس لا يسوي فلسين. وقال الدارقطني: لا أختاره في الصحيح. وقال ابن حزم في المحلى قال أبو الفتح الأزدي: حدثني سيف بن محمد: أن ابن أبي أويس كان يضع الحديث. قال سلمة بن شبيب: سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم.
وأما الثاني فإليك ترجمته كما أوردها ابن حجر (تهذيب التهذيب 4: 354):
قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أيضا: صالح وإسحاق ابنا موسى ليسا بشيء ولا يكتب حديثهما. وقال هاشم بن مرثد عن ابن معين: ليس بثقة. وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث على حسنه. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف الحديث جدا، كثير المناكير عن الثقات. قلت: يكتب حديثه؟ قال: ليس يعجبني حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث عن سهل بن أبي صالح. وقال النسائي: لا يكتب حديثه، ضعيف. وقال في موضع آخر: متروك الحديث. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد، وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، وليس يشبّه عليه ويخطئ، وأكثر ما يرويه عن جده من الفضائل ما لا يتابعه عليه أحد. وقال الترمذي: تكلم فيه بعض أهل العلم. وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فقال: ما أدري، كأنه لم يرضه. وقال العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه. وقال ابن حبان: كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به.
وقال أبو نعيم: متروك، يروي المناكير.
4ـ هكذا رأيتم أيها الإخوة حال هذا الحديث الموضوع، والذي وضع قبالة الحديث الصحيح الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وآله-، وهو:"ألا أيها الناس إنَّما أنا بشر يوشك أنْ يأتي رسول ربي فأُجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أوَّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
وفي لفظ آخر: إنِّي تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله عزَّ وجلَّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
(انظر: سنن الترمذي 5: 662 و 663 صحيح مسلم 4: 1873, 2408 مسند أحمد 3: 17 و5: 181، مستدرك الحاكم 3: 109، أُسد الغابة 2: 12، السيرة الحلبية 3: 336، مجمع الزوائد 9: 163 الصواعق المحرقة: 230)
وهو حديث تواتر نقله عن الصحابة والتابعين، حتى إن ابن حجر المكي مثلا قال: «إنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرةً وردت عن نيف وعشرين صحابّياً".
رغم أن التتبع يظهر بأنها بلغت نيفا وثلاثين صحابيا، ولكن لا يهم.
انتهى كلام الرافضي.
أجاب عن السؤال الشيخ/د0 الشريف حاتم العوني (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى)
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حدّه. أما بعد:
فجواباً على السؤال أقول وبالله التوفيق:
إن الحديث المذكور أورده الإمام مالك في الموطأ بلاغاً (معلقاً) غير متصل، رقم (2618)، ووصله بعض أهل العلم من طرق لا تصح، وليس في طرقه ما يُقوي بعضها، هذا ما يترجح لديّ وإن كان من أهل العلم من صحح أو قبل بعضها، بل منهم من اعتبره مستغنياً بشهرته عن الإسناد، كابن عبد البر في التمهيد (24/ 331).
لكن لي مع كلام ذلك الرافضي وقفات، لن أستوعب فيها إلا أهم ضلالاته وتلبيساته:
الأولى: اعتباره الحديث موضوعاً، هذا لا يُقبل منه ولا من غيره، بل الحديث ضعيف فقط، فبلاغات الإمام مالك، وإن كانت ضعيفة حتى نقف على إسنادها، فهي من أقوى المنقطعات.
¥