[الأقوال والأفعال عند رؤية بعض المرئيات]
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[30 - 10 - 02, 02:51 م]ـ
[الأقوال والأفعال عند رؤية بعض المرئيات]
1ـ ما يفعل إذا رأى امرأة تعجبه
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى امْرَأَةً فَدَخَلَ عَلَى زَيْنَبَ فَقَضَى حَاجَتَهُ وَخَرَجَ وَقَالَ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا.
أخرجه مسلم (1403) (9)، وأبوداود (2151) والترمذي (1158) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9121)، و أحمد (3/ 330و341و348و395)، وابن حبان (5572)، والطبراني في ((الأوسط)) (2406)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (7/ 90).
وعن أَبَي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَقَدْ اغْتَسَلَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ شَيْءٌ؟ قَالَ: ((أَجَلْ، مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ، فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا، فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا، فَإِنَّهُ مِنْ أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ)).
أخرجه أحمد (4/ 231) واللفظ له، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (6/ 139)، والطبراني في ((الكبير)) (22/ (888))، وفي ((الأوسط)) (3275)، وفي ((مسند الشاميين)) (2047)، وعنه أبو نعيم في ((حِلية الأولياء)) (2/ 20) من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن أزهر بن سعيد الحَرازي، عن أبي كبشة.
وهذا إسناد حسن، وهو صحيح لغيره، أزهر بن سعيد الحرازي، روع عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وقال: ابن سعد: كان قليل الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.
و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ، فَأَتَى سَوْدَةَ وَهِيَ تَصْنَعُ طِيبًا، وَعِنْدَهَا نِسَاءٌ فَأَخْلَيْنَهُ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ قَالَ:
((أَيُّمَا رَجُلٍ رَأَى امْرَأَةً تُعْجِبُهُ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا)).
أخرجه الدارمي رقم (2261)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/ 69)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (5436) من طريق قبيصة، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن حلام، عن عبد الله بن مسعود.
إسناده حسن، عبد الله بن حلام ترجمه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/ 69)، وابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (5/ 40) ولم يوردا فيه جرحاً و لا تعديلاً، وذكره ابن حبان في ((الثقات)).
تنبيه: سقط من ((شعب الإيمان)): ((عبد الله بن حلام)) فقد ساقه من طريق قبيصة هذا.
2ـ ما يفعل إذا رأى من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه:
أخرج مَالِك في ((الموطأ)) بإسناد صحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ:
اغْتَسَلَ أَبِي، سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ـ بِالْخَرَّارِ ـ موضع قرب الجحفة ـ، فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ، قَالَ: وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِلْدِ، قَالَ:
فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ عَذْرَاءَ.
قَالَ: فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ، وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ ـ أي: قوي ـ. فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرَ: أَنَّ سَهْلًا وُعِكَ. وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِ عَامِرٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ أَلَّا بَرَّكْتَ. إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ، تَوَضَّأْ لَهُ)).
فَتَوَضَّأَ لَهُ عَامِرٌ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
ومن طريق مالك أخرجه ابن حبان (615)، والطبراني في ((الكبير)) (5580)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7619)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (202).
3 ـ ما يفعل إذا رأى آية:
عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ مَاتَتْ فُلَانَةُ بَعْضُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَّ سَاجِدًا فَقِيلَ لَهُ أَتَسْجُدُ هَذِهِ السَّاعَةَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا رَأَيْتُمْ آيَةً فَاسْجُدُوا)). وَأَيُّ آيَةٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَهَابِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أخرجه الترمذي (3891)، وأبو داود (1197)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (4/ 158).
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وحسنه الألباني ((صحيح الجامع)) رقم (564) و ((صحيح السنن)) (1881)، و ((المشكاة)) (1491).
قال المناوي ((فيض القدير)) (1/ 360): ((قال الطيبي: ((وقوله: ((إذا رأيتم آية فاسجدوا)) مطلق فإن أريد بالآية كسوف الشمس والقمر فالمراد بالسجود الصلاة وإن كانت غيرها كمجيء نحو ريح شديد وزلزلة فالسجود هو المتعارف ويجوز الحمل على الصلاة أيضاً لما ورد كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة إلى هنا كلامه. وما جرى عليه من مشروعية السجود وقد يقال إن هذا الحكم في اندفاع النقمة للذي يسن السجود له فإن موت من يدفع بوجوده النقمة نقمة)).
وللبحث صلة ..... إن شاء الله.