تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة في الفرق بين النسخ والبداء]

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[05 - 11 - 02, 06:54 ص]ـ

قال العلامة مرعي بن يوسف الكرمي (رحمه الله):

[فائدة في الفرق بين النسخ والبداء]

إن الله (تعالى) عالم بما فرض وبرفع ذلك الفرض وإزالة حكمه وانقضاء زمن تلك العبادة ووقت الفرض الناسخ للفرض الأول. فهو (تعالى) علام الغيوب، ليس علم شيء عنه بمحجوب، يعلم (سبحانه) عواقب الأمور، وكل شيء عنده في كتاب مسطور.

بخلاف البداء: فإنه من أوصاف أفعال المخلوقين الذين لا يعلمون عواقب الأمور كقول القائل إذا أمر المأمور: افعل كذا، ثم يظهر له بعد الأمر به والعزم عليه خلافه، ويظهر له أن تركه أولى من فعله، ولم يكن ما ظهر له ثانياً في نيّته حين أمر بالأول، ولم يعلم أن ما أمر به سيبدو له وجه المصلحة في الرجوع عنه، ومع ذلك فهو لا يعلم أي الأمرين خير له: ما عزم أولاً أم ما بدا له ثانياً، بل كل ذلك تبعاً للظن تغليباً له بقياس يستعمله العقل ويريه إياه في مرآة التجارب، وكثير من يخطىء في القياس ويغلط فيه للعجز عن إدراك حقائق الأشياء لأن ذلك مما استأثر الله به دون خلقه (تعالى الله علام الغيوب). فهذا هو الفرق بين النسخ والبداء، وهو من دقيق هذا العلم فاعرفه.

قال بعضهم: ولخفائه على كثير من الناس منعت طائفة من الصوفيين وجماعة من الأصوليين كأبي مسلم الأصفهاني جواز النسخ في القرآن، وأثبتوا نسخ الشرائع، فمثلهم مثل قولك: أنت صادق يا فلان فيما أخبرت به وكاذب فيه، جهلاً منهم بمعرفة الفرق بين النسخ وبين البداء الجائز على المخلوقين. ولو تأمل من أنكر النسخ في القرآن ما ذكر من الفرق بينهما لرجع عن معتقده الفاسد، نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى. اهـ.

(الناسخ والمنسوخ ص 43).

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 11 - 02, 09:07 ص]ـ

فضيلة الشيخ هيثم حفظه الله

ماذا سمعتم من أهل العلم في تفسير الحديث الذي في الصحيح (إن ثلاثة من بني إسرائيل بدا لله أن يبتليهم أقرع وأبرص وأعمى ... الحديث) تفسيرا سلفيا لا تأويل فيه نجمع بينه وبين ما تفضلتم بنقله من نفي البداء؟

ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[05 - 11 - 02, 09:24 ص]ـ

أخي أبو خالد ..

ومن قال إن التفسير السلفي لا تأويل فيه؟

بل فيه تأويل الجمع بين نصٍّ، ونصٍّ آخر صار الأوّل به ظاهرًا في المعنى المؤوَّل إليه ..

أي إن الخبر له ظاهر في نفسه لو لم يأت مقيِّد، أو مفسِّر ..

وله ظاهرٌ إذا جمع مع القرائن والنصوص الأخرى ..

كما أنَّ ظاهر قوله تعالى: "قل لا أجد فيما أوحيَ إليَّ .. " مؤوَّل، لنصوص أخرى ظاهر مجموعها غير هذا ..

وهذا كذلك .. فإنَّ الله لم يزل عليمًا قديرًا ..

فكلُّ ما جاء يحتمل البداء .. مدفوع بهذه الكلّية المتيقّنة من الشريعة .. لأنّ الأخذ بالأصلين معًا يصرف هذا عن ظاهره المتبادر .. إلى ظاهره المحقَّق ..

ومعنى بدا لله .. كما لو قال في الحديث .. أراد الله ..

والمراد الإرادة المقارنة للفعل، أما الإرادة العامّة، فهي أزليَّة.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 11 - 02, 01:42 م]ـ

بالنسبة للراوية التي وقعت في بعض طرق الحديث عند البخاري (بدا لله) فهي شاذة والصواب ما ورد في الرواية الأخرى وعند مسلم في نفس الحديث (أراد الله) 0 وقد نبه على ذلك أهل العلم، ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله في مختصر البخاري (2\ 446) حيث قال بعد أن ذكر الرواية الصحيحة بالأعلى أراد الله) (قلت: وهي رواية مسلم، وهذا هو المحفوظ، وفي إسناد الأولى: (عبدالله بن رجاء)، وهو الغداني، وفي حفظه كلام 0 قال الحافظ في التقريب صدوق0

ونسبة البداء إلى الله لايجوز 0 ومال الحافظ إلى أن الرواية الأولى من تغيير الرواة 0 وظني أنه من الغداني كما ألمحت إليه، والرواية المحفوظة لم يستحضرها الحافظ أنها عند المصنف، فعزاها لمسلم وحده) انتهى كلامه رحمه الله0

ولو صحت لكان توجيهها كما ذكر الإخوة بمعنى أراد الله0

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 11 - 02, 04:13 م]ـ

شيخنا الكريم الشيخ عبد الرحمن - حفظه الله -

جزاكم الله خيرا

الأخ الكريم أخا من طاع الله - حفظه الله -

جزاكم الله خيرا، وبناء على ما ذكرتم، فينبغي أن يقال إن المعنى الظاهر هنا من (بدا) هو (أراد) فيكون هو الظاهر، وليس أنها تؤول بأراد، لأن التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه، وهنا الظاهر المتبادر هو (أراد)، فنبقى على الأصل وهو أن مذهب السلف إثبات الصفات بلا تأويل، والله أعلم

ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[21 - 06 - 03, 08:59 ص]ـ

الإخوة الفضلاء.

جمعتُ بحثاً بخصوصِ لفظةِ " بدا لله " الواردة في عددٍ من الأحاديث، وهي ثلاثةُ أحاديث، وجمعتُ أقوالَ أهلِ العلمِ بخصوصها، وكما تعلمون أن الرافضةَ يرمون أهل السنةِ بعقيدةِ البداء المقررة في كتبهم عن طريقِ حديث: " الأعمى والأقرع والأبرص " في الصحيحين.

ولكني مترددٌ في نشرهِ، وقد استشرتُ بعضَ الفضلاءِ من طلبة العلم بخصوص البحث، فأشاروا علي أن لا أضعه حتى أجمع أقوال أهل العلم في الحديث.

وقد رجعتُ إلى غالب شروح البخاري فليس هناك كبير فرق بين أقوالهم في تخريج معنى اللفظة، ومن أجمعها كلام الحافظ ابن حجر.

فمن كان لديه نقولات لشيخ الإسلامِ ابنِ تيمية أو ابن القيم أو غيرهما تتعلق بلفظة " بدا لله " فليضعها هنا، ونكون له من الشاكرين.

محبكم في الله: عبد الله زقيل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير