تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[موضوع للنقاش حول حديث ((عمرة في رمضان تعدل حجة ـ وفي بعض الأحاديث ـ معي))]

ـ[أبوحاتم]ــــــــ[07 - 11 - 02, 11:35 م]ـ

[موضوع للنقاش حول حديث ((عمرة في رمضان تعدل حجة ـ وفي بعض الأحاديث ـ معي))]

لا يخفى على أمثال رواد هذا الملتقى العامر بالعلم والمعرفة، مدى أهمية هذه المسألة في هذه الفترة،لأهل

مكة خاصة، ولطلبة العلم عامة، لذا فأرجوا من الإخوة الفضلاء المشاركة بما يزيل الإشكال عن هذه

المسألة 0 وفق الله الجميع للعلم النافع، والعمل الصالح.

وها أنا ذا أبدأ بما ذكره شيخ الإسلا م وتلميذه ابن القيم ـ رحم الله الجميع ـ.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (الفتاوى 26/ 291ومابعدها):

فصل:

وأما الاعتمار فى شهر رمضان ففى الصحيحين والسنن عن عطاء سمعت ابن عباس يحدثنا قال قال: رسول الله لامرأة من الأنصار سماها ابن عباس فنسيت اسمها ((ما منعك أن تحجى معنا فقالت لم يكن لنا إلا ناضحان فحج أبو ولدها على ناضح وترك لنا ناضحا ننضح عليه قال فإذا جاء شهر رمضان فاعتمرى فإن عمرة في رمضان تعدل حجة)) وفي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) وفى الصحيحين أن النبي صلى الله عليه سلم قال لأم سنان امرأة من الأنصار: ((عمرة في رمضان تقضى حجة معى))

وروى البخارى هذا الحديث من طريق جابر تعليقا، وعن أم معقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) رواه ابن ماجه والترمذى وقال حديث حسن 0

وعن يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل قالت لما حج رسول الله حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله وأصابنا مرض وهلك أبو معقل وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من حجته جئته فقال: ((يا أم معقل ما منعك أن تحجي قالت لقد تهيأنا فهلك أبو معقل وكان لنا جمل هو الذى نحج عليه فأوصى به أبو معقل في سبيل الله قال فهلا خرجت عليه فإن الحج من سبيل الله)) رواه أبو داود وروى احمد في المسند عن أم معقل الأسدية أن زوجها جعل بكرا في سبيل الله وأنها أرادت العمرة فسألت زوجها البكر فأبى فاتت النبي فذكرت ذلك له فأمره أن يعطيها وقال رسول الله: ((الحج والعمرة في سبيل الله)).

فهذه الأحاديث تبين أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد بذلك العمرة التي كان المخاطبون يعرفونها وهى قدوم الرجل إلى مكة معتمرا فأما أن يخرج المكي فيعتمر من الحل فهذا أمر لم يكونوا يعرفونه ولا يفعلونه ولا يأمرون به فكيف يجوز أن يكون ذلك مرادا من الحديث؟! مع أن هذه المرأة كانت بالمدينة النبوية وعمرتها لا تكون إلا عن الميقات ليست عمرتها مكية.

وكيف يكون قد رغبهم في عمرة مكية في رمضان؟! ثم أنهم لا يأتون ما فيه هذا الاجر العظيم مع فرط رغبتهم في الخير وحرصهم عليه وهلا أخبر النبي صلى الله علية وسلم بذلك أهل مكة المقيمين بها ليعتمروا كل عام في شهر رمضان وإنما أخبر بذلك من كان بالمدينة لما ذكر له مانعا منعه من السفر للحج فأخبره أن الحج في سبيل الله وأن عمرة في رمضان تعدل حجة وهذا ظاهر لأن المعتمر في رمضان إن عاد إلى بلده فقد أتى بسفر كامل للعمرة ذهابا وإيابا في شهر رمضان المعظم فاجتمع له حرمة شهر رمضان وحرمة العمرة وصار ما في ذلك من شرف الزمان والمكان يناسب أن يعدل بما في الحج في شرف الزمان وهو أشهر الحج وشرف المكان وإن كان المشبه ليس كالمشبه به من جميع الوجوه لا سيما في هذه القصة باتفاق المسلمين وإن أقام بمكة إلى أن حج في ذلك العام فقد حصل له نسكا مكفرا أيضا بخلاف من تمتع في أشهر الحج فإن هذا هو حاج محض وإن كان متمتعا ولهذا يكون داخلا في الحج من حين يحرم بالعمرة.

يبين هذا أن بعض طرقه في الصحيح أنه قال للمرأة: ((عمرة في رمضان تعدل حجة معي)) ومعلوم أن مراده أن عمرتك في رمضان تعدل حجة معي فإنها كانت قد أرادت الحج معه فتعذر ذلك عليها فأخبرها بما يقوم مقام ذلك وهكذا من كان بمنزلتها من الصحابة ولا يقول عاقل ما يظنه بعض الجهال: أن عمرة الواحد منا من الميقات أو من مكة تعدل حجة معه فإنه من المعلوم بالاضطرار أن الحج التام افضل من عمرة رمضان والواحد منا لو حج الحج المفروض لم يكن كالحج معه فكيف بعمرة؟! وغاية ما يحصله الحديث: أن تكون عمرة أحدنا في رمضان من الميقات بمنزلة حجة وقد يقال هذا لمن كان أراد الحج فعجز عنه فيصير بنية الحج مع عمرة رمضان كلاهما تعدل حجة لا أحدهما مجردا .......... الخ

وقال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ (حاشية ابن القيم على سنن أبي داود 7/ 36، وانظر زاد المعاد 2/ 89):

كثير من قاصري العلم يحتجون بعموم نص على حكم، ويغفلون عن عمل صاحب الشريعة، وعمل أصحابه الذي يبين مراده، ومن تدبر هذا علم به مراد النصوص وفهم معانيها.

وكان يدور بيني وبين المكيين كلام في الاعتمار من مكة في رمضان وغيره، فأقول لهم:كثرة الطواف أفضل منها فيذكرون قوله صلى الله عليه وسلم: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) فقلت لهم: أثناء ذلك محال أن يكون مراد صاحب الشرع العمرة، التي يخرج إليها من مكة إلى أدنى الحل وأنها تعدل حجة، ثم لا يفعلها هو مدة مقامه بمكة أصلا لا قبل الفتح ولا بعده، ولا أحد من أصحابه مع أنهم كانوا أحرص الأمة على الخير وأعلمهم بمراد الرسول وأقدرهم على العمل به، ثم مع ذلك يرغبون عن هذا العمل اليسير والأجر العظيم يقدر أن يحج أحدهم في رمضان ثلاثين حجة، أو أكثر ثم لا يأتي منها بحجة واحدة وتختصون أنتم عنهم بهذا الفضل والثواب حتى يحصل لأحدكم ستون حجة أو أكثر هذا ما لا يظنه من له مسكة عقل، وإنما خرج كلام النبي صلى الله عليه وسلم على العمرة المعتادة التي فعلها هو وأصحابه وهي التي أنشأوا السفر لها من أوطانهم وبها أمر أم معقل وقال لها عمرة في رمضان تعدل حجة ولم يقل لأهل مكة اخرجوا إلى أدنى الحل فأكثروا من الاعتمار فإن عمرة في رمضان تعدل حجة، ولا فهم هذا أحد منهم. وبالله التوفيق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير