تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((أيهما تُقدم اليدين أم الركبتين حال السجود)))؟؟

ـ[ abu mohmad] ــــــــ[28 - 10 - 02, 10:56 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين القائل:"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، وَالصلاة والسلام على نبينا محمد القائل:" صلوا كما رأيتموني أصلي "

أما بعد:

فإن من المتعارف عند طلبة العلم أنهم إذاأرادوا أن يتكلموا في مسألة من مسائل الدين سلكوا المنهج العلمي في بحثهم وَ اعتمدوا على الضوابط والقواعد التي قررها أهل العلم وأبتعدوا عن الأهواء المذمومة ومن جملة هذه القواعد:

1) النظر في المتن فرعُُ عن النظر في الإسناد

فلا نستطيع أن نبدي رأينا في المتن حتى نعرف هل هو ثابت أم ليس بثابت؟

2) المسألة المطروحة للبحث لا تأخذ شكلها النهائي إلا بعد المرور بأربع مراحل:

أولاً: التحقيق وهو الإتيان بالحُكم مع دليله.

ثانياً: التدقيق وهو الإتيان بالحُكم السابق المراد إثباته من طريق آخر أي من غير دليله المشهور أو المعتمد.

ثالثاً: التنميق وهو تحسين العبارة عند الوصول إلى الحُكم وذلك بإسلوب لُغوي سهل.

رابعاً: التوفيق وهو سلامة الحُكم في المسألة عن المُعارض المُسقط له.

3) لا يُكتفى في البحث المتعلق بالحديث النظر فقط إلى الإسناد مُجرداً عن النظر إلى المتابعات وَ الشواهد واللغة و مقتضى الذوق السليم والنظرالصحيح وكلام أهل العلم عموماً من المتقدمين والمتأخرين بل وَالمعاصرين، وَ رحم الله من قال:

قُل لمن لا يرى للأواخر شيئا ويرى للأوائل التقديما

د كان ذاك القديم جديدا و سيغدو هذا الجديدُ قديما

4) لا يجوزالتقليدفي دين الله لمن كان له أهليةالبحث والمعرفة بضوابط وقواعدالعلماء،أما من كان عامياً أو طالب علم مبتدئ فإنه يُقلد من يثق بدينه و علمه وأمانته.

5) لابدأن تعرف سِرالخِلاف في المسألة المطروحة بين يديك، فقد تجد في المسألة اعتراضات كثيرة مبناها على أساس واحد، فتعمدإلى معالجة أصل الخِلاف حتى تتساقط هذه الاعتراضات.

.................................................. ...........................................

وَ المسألة التي بين أيدينا هي هل إذا سجدت بعد قيامك تُقدم يديك أم ركبتيك؟؟

وَ الجواب على ذلك: أن نقول هذه المسألة مبنية على عِدة محاور:

1 - المحور الحديثي بتفاصيله.

2 - المحور الفقهي بخِلافه.

3 - المحور الُلغوي بدلالته.

4 - المحور النظري بحججه.

http:// mypage.ayna.com/yasser02/given5.jpg

ـ[ abu mohmad] ــــــــ[28 - 10 - 02, 11:05 م]ـ

وَنلاحظ أن سِرَ الخِلاف يكمن في المحور الحديثي، وَنناقش أدلة المختلفين في التصحيح والتضعيف على حسب القواعد التي تحكم الجميع ونجعلها كأرضية مشتركة بين الفريقين:

أخرج أبوداود عن عبدالعزيزالداروردي حدثنا محمدبن عبدالله الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كم يبرك البعير، وَليضع يديه قبل ركبتيه)) وَأخرجه النسائي وَغيره من أصحاب السُنن.

هذا الحديث تكلم فيه المُضعفون له بسبب " الدراوردي " وَ " محمد بن عبدالله الحسن " فقالوا أن الداروردي تُكلم فيه من قِبل حفظه مع العلم أنه من رجال مسلم وَحديثه لا ينحط عن درجة " الحسن " لا سيما وقد تابعه " عبدالله بن نافع " عن " محمدبن عبدالله بن الحسن " عن أبي الزناد به مختصراً بلفظ

((يعمد أحدكم فيبرك في صلاته برك الجمل))، فهذه متابعةُُ قوية من ابن نافع أخرجها النسائي والترميذي وأبوداود،فاندفعت بذلك العلة الأولى وَ بشِدة وَ عبدالله بن نافع ثقة من رجال مسلم، ومن المعلوم في علم المصطلح أن تفردالثقة لا يضر، فما بالك إذا تُوبعَ براوِ ثقةٍ أيضا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير