تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بو الوليد]ــــــــ[07 - 11 - 02, 03:05 م]ـ

الأخ خالد بارك الله فيك .. وبقية الإخوة جزاهم الله خيراً ..

موضوع مهم، وكنت أحاور نفسي فيه منذ عام تقريباً، عندما كنت إمام مسجد، وكنت أقرأ عليهم من رياض الصالحين بعد صلاة العصر، واخترت أن تكون القراءة غباً يوماً بعد يوم.

ولكن تضايق بعض الشيبان وطلب الموعظة كل يوم حتى لا يدعني أتصرف كيفما يحلو لي، فذكرت له حديث ابن مسعود هذا؛ فقال:

وشو ذا، أول مرة نسمع به من يوم أنا صغير إلين صار عمري ستين سنة ما سمعت بذا!!

فقلت له: هذا حديث صحيح في صحيح البخاري.

فقال: لا لا، نبي الحديث كل يوم.

فلم أجاورهم فيه بعدها إلا قليلا.

ومن خلال تجربتي هذه اتضح لي أن القراءة على ضروب بحسب ما يقرأ، كما تفضل بعض الإخوة:

- فالقراء كل يوم بعد الصلاة مباشرة؛؛ فيه تشويش على المصلين الذين يقضون ما فاتهم، وفيه تأخير للأذكار المشروعة عقب الصلاة عن محلها المسنون، وربما قام بعضهم ولم يأت بها، وهذا في نظري كافٍ في إعادة النظر في المسألة.

- والقراءة من رياض الصالحين، أو ما شابهه؛ فيه عدة أمور:

1. كثرة سماع العامة للحديث يقلل من هيبة الآثار في نفوسهم، وهذا معروف مشاهد؛؛ فكم هي الأحاديث التي يسمعها الناس في السنن والواجبات وغير ذلك لا تحرك فيهم ساكناً، والله المستعان.

2. القراءة في الأحاديث مجردة عن الشرح والإيضاح كثيراً ما يجعل بعض العامة يفسر الحديث على هواه أو يخطئ في فهمه على أقل تقدير أو يسيء الظن بالشرع لقصور فهمه، ولذلك كان عمر رضي الله عنه يأمر الصحابة بالإقلال من التحديث عند العامة، وهذا والله عين الفقه، والشرح والإيضاح يحتاج لوقت طويل شيئاً ما، وتعويد الناس على فهم كل حجة فيه خير؛؛ لكنه أحيانا يجعل بعضهم يتعالم بل ويرد على بعض العلماء بحديث حفظه أو قاعدة فهمها أو ما أشبه ذلك، ثم والله رأيت بعض العامة نصّب نفسه مفتياً، فصار يرد كلام العلماء بكلامهم لجهله وقلة تقواه!!.

3. يمر أثناء القراءة الكثير من الأحاديث الضعيفة التي لا يتمكن أكثر الناس من تمييز بعضها. وكثيراً ما تكون في الأحكام.

أما الوعظ أو التنبيه على بعض الأخطاء عند العامة؛ فإنه أمر مهم لكن يتنبه لقضية التخول فهي سنة عظيمة أغفلها كثير من الناس.

وأما تعليم الناس أحكام دينهم فأمر مطلوب وواجب؛؛ لكن يتنبه لقضيتين مهمتين:

الأولى:

أولاً: ألا يتوسع في بيان الأحكام بل يلقى عليهم الراجح فقط وإن احتاج الأمر إلى ذكر الدليل عليه فذاك.

ثانياً: ألا يؤدي ذلك إلى مفسدة؛ كالتشويش على المصلين، أو تأخير الأذكار عن محلها المسنون أو غير ذلك؛ كان يكون التعليم بعد الانتهاء من الأذكار، وانتهاء المصلين من صلاتهم.

والله أعلم.

ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 11 - 02, 01:18 م]ـ

لعل رأي الأخ أبو عمر أقرب والله أعلم ونحوه ذكر ابن حجر في الفتح فقد قال: " وَيُسْتَفَاد مِنْ الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب تَرْك الْمُدَاوَمَة فِي الْجِدّ فِي الْعَمَل الصَّالِح خَشْيَة الْمَلَال , وَإِنْ كَانَتْ الْمُوَاظَبَة مَطْلُوبَة لَكِنَّهَا عَلَى قِسْمَيْنِ: إِمَّا كُلّ يَوْم مَعَ عَدَم التَّكَلُّف. وَإِمَّا يَوْمًا بَعْد يَوْم فَيَكُون يَوْم التَّرْك لِأَجْلِ الرَّاحَة لِيُقْبِل عَلَى الثَّانِي بِنَشَاطٍ , وَإِمَّا يَوْمًا فِي الْجُمُعَة , وَيَخْتَلِف بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَال وَالْأَشْخَاص , وَالضَّابِط الْحَاجَة مَعَ مُرَاعَاة وُجُود النَّشَاط. وَاحْتَمَلَ عَمَل اِبْن مَسْعُود مِنْ اِسْتِدْلَاله أَنْ يَكُون اِقْتَدَى بِفِعْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فِي الْيَوْم الَّذِي عَيَّنَهُ , وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُون اِقْتَدَى بِمُجَرَّدِ التَّخَلُّل بَيْن الْعَمَل وَالتَّرْك الَّذِي عَبَّرَ عَنْهُ بِالتَّخَوُّلِ , وَالثَّانِي أَظْهَر ".

وكذلك كلام أبوخالد السلمي وجيه، فالذي يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات كان يعلم أصحابه في كل يوم، وهذا ظاهر لمن تأمل بعض الأحاديث كما ورد في باب الحج مثلاً.

فيحمل هذا على الموعظة خاصة.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 05 - 03, 10:14 م]ـ

• قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص/266): ((ومن ذلك القصص وقد سبق قول غضيف بن الحارث: إنه بدعة، وقال الحسن: إنه بدعة ونعمت البدعة؛ كم من دعوة مستجابة، وحاجة مقضية، وأخ مستفاد.

وإنما عني هؤلاء بأنه بدعة الهيئة الاجتماعية عليه في وقت معين؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له وقت معين يقصُّ على أصحابه غير خطبته الراتبة في الجمع والأعياد، وإنما كان يذكرهم أحياناً، أو عند حدوث أمر يحتاج إلى التذكير عنده.

ثم إن الصحابة رضي الله عنهم اجتمعوا على تعيين وقت له؛ كما سبق عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يذكر أصحابه كل يوم خميس.

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (حدث الناس في كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاثاً؛ ولا تمل الناس).

وفي المسند عن عائشة رضي الله عنها: أنها وصت قاص أهل المدينة بمثل ذلك.

ورويَ عنها: أنها قالت لسعيد بن عمير: (حدِّث الناس يوماً،ودع الناس يوماً).

وروى عن عمر بن عبد العزيز: أنه أمر القاص أن يقص كلَّ ثلاثة أيام مرة.

وروى عنه أنه قال: روِّح الناس، ولا تثقِّل عليهم، ودع القصص يوم السبت ويوم الثلاثاء)).

• قال أبو عمر يقصد بالذي تقدَّم عن غضيف ما ذكره في (ص/265): ((وخرج الإمام أحمد من رواية غضيف بن الحارث الثمالي قال: بعث إليَّ عبد الملك بن مروان؛ فقال: إنا قد جمعنا الناس على أمرين، رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد صلاة الصبح والعصر.

فقال: أما إنهما أمثل بدعتكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة)، فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير