تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما فيما يتعلق بالتسمية فيقول البيروني: " ... وشهر رمضان للحجارة ترمض فيه ". ويقول: " ... ثم رمضان حين بدأ الحر وأرمضت الأرض ". وفي اللسان عن ابن دريد: " ... لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته فسمي به ... " وهو يوافق شهر نافق (وفي كثير من الروايات ناتق) من الأشهر القديمة (سيأتي الكلام عنها).

أما جذر " رمض " فلا شك في أنه يفيد الحرارة وشدتها. ويرد في اللغة الآرامية بشكل " رمع " والضاد العربية تقابلها العين الآرامية ويلاحظ أن وزن رمعان الآرامية (العامية في الشام اليوم) يتفق مع وزن رمضان، فالكلمة واحدة والمعنى واحد.

8 - شوال:

ويقال الشوال، وينعت بالمكرم. وكان يعرف في الجاهلية بوعل (وفي بعض روايات وغل)، وكانوا يتشاءمون منه، فلا يعقدون فيه زواجا، غير أن الاسلام أبطل ذلك. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِي شَوَّالٍ فَأَيُّ نِسَائِهِ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟.

أما عن وجه التسمية فيقول البيروني: "وشوال لارتفاع الحر وإدباره"، ثم يقول: " ثم شوال لأنه قيل فيه شولوا أي ارتحلوا. وقيل بل سمي بذلك لأن الإبل كانت تشول فيه في ذلك الوقت أذنابها من شهوة الضراب، ولذلك كرهت العرب فيه التزويج ". وفي اللسان: " ... سمي بتشويل ألبان الإبل، وهو توليه وإدباره، وكذلك حال الإبل في اشتداد الحر وانقطاع الرطب. وقال الفراء سمي بذلك لشولان الناقة فيه بذنبها .. ".

إن معنى مادة " شول " الأصيل يفيد الارتفاع والعلو. وقد حافظت العامية على هذا المعنى القديم فيقولون: " شال الحمل أو الحجر " أي رفعه. ويقولون " شالت البقرة حليبها " أي امتنعت عن الدراعتقاداً منهم بأن البقرة تستطيع أن " ترفع " الحليب إلى أعلى الضرع فتمنع الاحتلاب. ويمكن الجمع بين المعنيين فإن الابل أو البقر إذا اشتهت التناسل منعت لبنها.

9 - ذو القعدة.

وهو الشهر الذي يسبق الحج. وكان شهر سوق تجارية. وأكثر المفسرين على أن التسمية تقوم على فكرة القعود عن الحرب. يقول البيروني: " ... وذي القعدة للزومهم منازلهم ". ويقول: " ثم ذو القعدة لما قيل فيه اقعدوا أو كفوا عن القتال ". وفي اللسان: " ... وقيل سمي بذلك لقعودهم في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلأ ". وجاء في المصباح المنير، عند تفسيره أسماء الأشهر الإسلامية " وذو القعدة لما ذللوا القعدان ... " والقعدان جمع قعود وهو ابن الجمل، وأما في السريانية فإنه يفيد الركوع وحني الركب. فيكون قد سمي ذا القعدة استعدادا للحج، أو لأنه كان في الجاهلية شهرا مقدسا محرما لا يحل فيه القتال.

10 - ذو الحجة:

وهو آخر شهور السنة، يحجون فيه إلى مكة للنسك والتعبد. والحج معروف في الشرائع السابقة، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، قال تعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، سورة الحج، الآية 27. وقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، سورة آل عمران، الآية 97. وقال: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ، سورة البقرة، الآية 196.

أما وجه التسمية فظاهر. الحج لفظة سامية مشتركة كانت تفيد في الأصل معنى الرقص ثم الطواف ثم العيد. وأما حج بمعنى قصد واتجه وزار الأماكن المقدسة فهو تطور في المعنى. ومعلوم أن الرقص كان طقسا تمارسه الشعوب القديمة، ولا سيما في المواسم والأعياد الدينية. ولم يشذ العرب عن سائر الأمم، والأخبار القليلة التي وصلتنا عنهم تشير إلى أنهم كانوا يرقصون في أعيادهم. وقد ورد في جملة أسماء الأشهر السبئية " ذو حجتان ".

وفي شهر ذي الحجة يؤدي المسلمون الركن الخامس من أركان الاسلام ألا وهو الحج لبيت الله الحرام.

المصدر: مقاتل من الصحراء

www.mokatel.com

ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[06 - 12 - 06, 10:27 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[فيصل عوض]ــــــــ[09 - 12 - 06, 12:23 م]ـ

مشاركات موفقه بارك الله فيكم لكن ماذا عن السنن فى هذه الاشهر والبدع 0

ابدأ بان فى كل شهر من السنة سنة صيام ثلاثة ايام البيض

وفى محرم صيام يوم عاشورا

والاكثار من الصيام فى شهر المحرم عموما

نرجو المشاركة فى السنن والبدع فى الاشهر لتعم الفائدة وينبه عليها من قبل الإئمة والخطباء فى مساجدهم

ـ[خالد جاد الحق]ــــــــ[11 - 12 - 06, 03:41 ص]ـ

اخى الكريم اوصيك بكتاب لابن رجب الحنبلى واسمه (لطائف المعارف) وحبذا الطبعة المحققة فسيغنيك ان شاء الله عما سواه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير