تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه هي العقبة الأخرى التي تواجه مقرَّرات الثقافة الإسلامية، وتحول دون تحقيقها لأهدافها كما ينبغي؛ إذ لا يكاد مَنْ يدرِّس هذه المقرَّرات يحظى بالكتاب الذي يغطِّي كامل مفردات المنهج حَسَبَ الخُطَّة الدراسية المعتمَدة، إلا أن تكون الخطَّة قد فصِّلَت بحيث تتَّفق مع موضوعات هذا الكتاب أو ذاك، وهو ما يعني غالبًا القصور في التوصيف، وتجاهل كثير من الموضوعات الحيوية التي ما كان ينبغي تجاهلها، وخصوصًا إذا كان قد مضى على تأليف الكتاب فترة زمنية طويلة نسبيًّا، أو أن الجهة التي وضعت الخطة الدراسية هي نفسها التي وضعت الكتاب، وهو نادرٌ، ولا يخلو من عيوب ومآخذ في كثير من الأحيان.

ويُمكِنُ إجمال المآخذ التي تتعلق بالكتاب المقرَّر تدريسه في الآتي [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn4):

أ) قِدَم المعلومات التي يحتويها الكتاب؛ إذ قد يكون مضى على تأليفه عشرات السنين، ومن ثَمَّ فإنه لا يتناسب مع واقعنا اليوم، وما استجدَّ فيه من أمور.

فمثلا: لو نظرنا في كتاب "الاقتصاد الإسلامي" للأستاذ عيسى عبده، أو "النظام الاقتصادي في الإسلام" للأستاذ محمد المبارك - لوجدنا أنهما مراجع في هذا الباب، ولصاحبَيْهما فضل السَّبْق والتأصيل لهذا العلم، ولكنهما لا يصلحان للاعتماد عليهما بصفتهما مناهج دراسية ومقرَّرات، وليس ذلك لعيبٍ فيهما؛ بل لأنهما أُلِّفَا لزَمَنِهِمَا، ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم استجدَّت كثيرٌ من الموضوعات والمسائل التي لابدَّ من التطرُّق إليها في دراسة هذا المقرَّر، وهما يخلوان منها، ويقال مثل ذلك في النظام السياسي والاجتماعي، والتحديات التي تواجه الأمَّة.

ب) الإسهاب في تناول بعض الموضوعات، مع أن الطالب لا يحتاج إلى الخوْض في تلك التفاصيل، أو أن هناك من الموضوعات ما هو أكثر أهميَّة منها؛ فعلى سبيل المثال:

يتحدَّث أحد المؤلِّفين عن التكافل الاجتماعي بصفته الركن الثالث من أركان الاقتصاد الإسلامي في 16 صفحة! فيتحدَّث عن الزكاة، وعاريَّة الماعون، والمَنيحة، والقَرْض، والعُمْرَى، والرُّقْبَى، وصدقة التطوُّع، والضيافة، وصدقة الفطر، والأُضْحِيَّة، والعقيقة، والكفَّارات، والعقوبات المالية، وفي هذه الأخيرة يتحدَّث عن كفَّارة اليمين، والظِّهار، والإفطار في رمضان عمدًا، وجزاء الصيد للمُحْرِم! ..

وعندما ينتقل للحديث عن الملكيَّة نجده قد خصَّص 60 صفحة لها [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn5)، مع أن كثيرًا من هذه الموضوعات ليست بذات أهمية للطالب، وهناك موضوعات أخرى أهم منها وأوْلى بالبحث، كما أن المقرَّر بساعاته المحدودة لا يتحمَّله.

وآخَر يتحدَّث عمَّا يُسَمِّيهِ بالأصول الاعتقادية للاقتصاد الإسلامي؛ فإذا به يتطرَّق لموضوع الإيمان بالله - (توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية) - واليوم الآخِر، والقضاء والقَدَر [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn6)، مع أن مكانه المناسب ليس هنا؛ بل مقرَّر العقيدة.

وآخَر يُكثِر من نقل نصوص علمائنا الأقدمين في المسائل ذات الصِّلة بالاقتصاد؛ لإقناع القارئ بأنه لا يأتي بهذه الأفكار من الاقتصاد الوضعي، ويُسقطها على مؤلفات علمائنا- كما يقول - بل هي مذكورة في مؤلفاتهم [7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn7).

ولا شَكَّ أنَّ هذا جيّد ومفيد وفي غاية الأهمية ولكن للمتخصِّص في الاقتصاد، لا لمن نريد أن نعطيه ثقافة اقتصاديَّة إسلاميَّة عامَّة وشاملة، ومن خلال هذا المقرَّر فقط.

جـ) الاختصار الشديد في معالجة بعض الموضوعات مع شدَّة أهميتها، وتجاهل بعضٍ آخَر منها لا ينبغي تجاهلُه مُطْلقًا، وعلى سبيل المثال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير