تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب) نظرته إلى مدرِّسي هذه المقرَّرات على أنَّهم من علماء الدين وشيوخه، وأنهم سينجحونه ببذله أقلَّ الجهد؛ لأن تديُّنهم يدفعهم للرحمة به والإشفاق عليه، ويمنعهم من معاقبته، والرسوب عقوبة في نظرهم، يُعاقِبُ به المدرِّس الطالب، وليس نتيجة لسوء تحصيله، فإذا فوجئ بالرسوب نَقَمَ على المادَّة ومدرِّسها والقسم كله!!

ج) اللامبالاة التي تبدو من بعضهم إزاء دراسته، بسبب ظروفٍ يعيشها أو مشاكل يعانيها وتؤرّقه، مثل همِّ الوظيفة، أو مشاكل الأسرة، أو مشاكله الخاصَّة ... فيبدو سلبيًّا غير متجاوب مع مدرّسيه؛ لانشغاله عنهم.

5 - أوضاع الجامعات وإمكاناتها:

وتتلخَّص المآخذ عليها في الجوانب الآتية:

أ) تسجيل العدد الكبير من الطلاب في الشُّعبة الواحدة؛ بحيث يصبح مسألة مشاركة جميع الطلاب أو أكثرهم في المحاضرة، أو فتح باب الحوار والمناقشة داخل القاعة الدراسيَّة - مَضْيَعَةً للوقت أو ضربًا من المستحيل.

ب) عدم توفير المستلزمات التي من شأنها أن تمكِّن أستاذ المقرَّر من استخدام التَّقنيات الحديثة في إلقاء محاضرته؛ كتزويد المدرِّسين بالأجهزة والوسائل الحديثة، وتزويد القاعات الدراسية بالشاشات ونحوها.

ج) عدم توافُر العدد الكافي من العنصر النسائي للقيام بتدريس الطالبات، الأمر الذي يتطلَّب تكليف الرجال، ويتمّ ذلك عن الطريق الدَّارة المغلقة، غير أن المدرِّس يصطدم بعقبات كثيرة تواجهه في تدريسه لهنَّ؛ منها: عدم تهيئة البثوث بالصورة الكافية، من حيث أجهزة الإرسال والاستقبال، الأمر الذي يتسبَّب في حرمان كثيرٍ منهنَّ من المشاركة في الحوار والمناقشة، ومنها: النَّقْصُ في عَدَدِ المُشْرِفات اللواتي يُشْرِفْنَ على الطالبات داخل القاعات الدراسية، ومنها: صعوبة متابعة وضع الطالبة، وصعوبة اتصالها بمدرِّسها ومراجعتها له فيما أشكل عليها من العبارات أو المسائل، أو فيما تودُّ الاستفسار عنه خارج قاعات التدريس؛ نظرًا لعدم تعلُّقه بموضوع الدَّرس بصورة مباشرة.

التوصيات والحلول المقترحة للحدِّ من تلك السلبيَّات:

إنَّ ما توفِّره هذه المقرَّرات من إمكانية الاتصال بالطلاب والطالبات - لَهِيَ فرصةٌ ثمينةٌ لا تقدَّر بثمن، ويجب على كلِّ واحدٍ منا أن يبذل قُصارى جهده في السعي إلى استثمارها على أفضل وجه وأكمله وأتمه، من خلال غرس عقائد الإسلام وقِيَمه في نفوسهم، وجعل ولائهم خالصًا لله ولدينه، وتحصينهم ضد الأفكار والشبهات التي يثيرها أعداؤهم، وإقناعهم بأنه لا شرع ولا قانون ولا فلسفة على وجه الأرض أفضلُ ولا أتمُّ ممَّا جاء به ديننا الحنيف؛ لأنه حكم الله الذي أرشدنا إليه ليصلح لنا أمر ديننا ودنيانا: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].

ولعلَّ في الخطوات التي أطرحها هنا ما يساعد على تحقيق هذا الهدف الذي ننشده جميعًا، وهي جميعها ممكنة – ليست متعذّرة ولا متعسّرة- إلا أنها تحتاج إلى تضافر الجهود وحسن التعاون بين الجهات المختلفة والمسؤولة، ويمكن إجمالها في الآتي:

أ) تقوم وزارة التعليم العالي بعقد ندوة تدعو إليها ذوي الخبرة والتخصُّص والكفاءة من مختلِف جامعات المملكة، ليقوموا بتوزيع الوحدات الدراسية المخصَّصة للثقافة الإسلامية على أربعة مقرَّرات، تشمل أهمَّ ما يحتاجه الطالب الجامعي من الثقافة الدينية، ويَتِمُّ تعيين أسماء هذه المقرَّرات وموضوعاتها ومستوياتها، وتوضع الخِطَط الدراسية المناسِبة لها.

وذلك لأننا نعيش عصر الاجتهاد الجماعيِّ ممثَّلاً في المجامِع الفقهية والهيئات الشرعية، والمؤتمرات والندوات، وقد تيسَّر سُبُل ذلك ولله الحمد، وهو أقرب إلى الصواب والكمال من الاجتهادات الفردية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير