نداء الصَيِّت بما جاء في ورقة مصحف البحر الميت
ـ[عبدالله الموسى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:32 م]ـ
نداء الصَيِّت بما جاء في ورقة مصحف البحر الميت
مات (أركون) ناقد الفكر و العقل الإسلامي!!
مات محقق التاريخ و التراث
مات ففقدت الأمة بموته حكيما من حكمائها و أستاذا من أساتيذها!!
مات ليترك وراءه فراغا لا يُسَد
مات و بقي مشروعه الذي نادى به حلما لم يتحقق
مسكينة هذه الأمة ما أشد تفجعها و أعظم مصابها
ها هي ودعت (أركون) و لما يرقأ دمعها بعد على (الجابري) و (أبو زيد)
حقيق أن نسمي هذا العام بـ (عام الحزن)
هذه الرثائيات و المدائح التي كالتها صحفنا بسخاء لـ (أركون) كانت داعية للمصلحين أن يبينوا حقيقة هذا الـ (أركون) و يكشفوا غاية دعواه، و إظهار مدى التضليل الذي يمارسه قطاع كبير من الإعلاميين لهذه الأمة. و كان قصب السبق فيما أظن للشيخ إبراهيم السكران – ثبتنا الله و إياه على الحق – و ذلك في ورقته الرائعة (مصحف البحر الميت).
و رغبة في تقريب هذه الورقة للجميع فإني أستخلصت ما ورد فيها من نقولات ذكرها الشيخ _ سدده الله_ عن أركون و بعض أهل الصحافة يحصل بها بيان قدر كبير و جوهري في فكر أركون و دعوته، و أضفت إليها بعض ما اجتمع لدي من قراءة كتبه أو ما كتب عنه.
و لعل هذه النقولات من الوضوح بمكان يدع نقلها كافٍ عن تكلف الرد عليها و بيان بطلانها،على أن في الأصل من اللفتات و القضايا المنهجية ما توجب الرجوع إليه، و إنما غايتي هو نقل ما يعرف به حقيقة أركون من كلامه _ نفسه_.
و هذه القضايا التي ستراها أخي الكريم ليست أمورا هامشية في دعوة أركون و مشروعه بل هي جلية واضحة في مؤلفاته و حواراته.
و رغبت أن أعرض شيئا مما جاء في الصحف بجانب ما أنقله عن أركون. ليصل القارئ بعد ذلك إلى أحد أمرين:
الأول: أن هؤلاء الكتاب لا يعرفون حقيقة أركون و لم يقرؤوا له شيئا , ثم هم بعد ذلك يمجدونه كل ذلك التمجيد و هذه مصيبة.
الثاني: أنهم قرؤوا له و اقتنعوا بما يقول، حينها تكون المصيبة أعظم.
فإلى المقصود ...
قال أركون:
(المعركة التي جرت من أجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني؛ لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الألماني وبلاشير الفرنسي) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 44]
(نحن نعلم كيف أنهم راحوا يشذبون "قراءات القرآن" تدريجياً، لكي تصبح متشابهة أو منسجمة مع بعضها بعضاً، لكي يتم التوصل إلى إجماع أرثوذكسي) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 111].
(الفرضية الأولى: أن الصحة التاريخية للمصحف قد تأكدت منذ الجمع الذي تم في خلافة عثمان، وكل تشكيك بظروف هذا التشكيل يعتبر زندقة)
ثم انتقد هذه التي يسميها فرضية وقال (إن طراز وجود الإسلام في التاريخ مرتبط بالحفاظ على هذه الفرضيات، على الرغم من التكذيب القاطع الذي تلقاه من جهة الواقع والنقد العلمي الحديث معاً) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 66]
(الخطاب القرآني-وهو- البلاغ الشفهي من الرسول في مواقف استدعت الخطاب، ولن تنقل جميعها بأمانة إلى المدونة الرسمية المغلقة) [نافذة على الإسلام، أركون، 65].
(نحن نجد أنفسنا اليوم عاجزين أكثر من أي وقت مضى عن فتح الإضبارات التي أغلقت منذ القرنين الثالث والرابع الهجريين والتي تخص المصحف وتشكله) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 30].
(إن أساطير غلغامش، والاسكندر الكبير، والسبعة النائمين في الكهف؛ تجد لها أصداء واضحة في القرآن) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، 84].
(ينبغي القيام بتحليل بنيوي لتبيين كيف أن القرآن ينجز أو يبلور بنفس طريقة الفكر الأسطوري الذي يشتغل على أساطير قديمة متبعثرة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203].
(مهمة التحليل التاريخي لا تتركز في الكشف عن المؤثرات التي أتت من مصدر موثوق وصحيح وهو التوراة، وبالتالي إدانة الأخطاء والتشويهات والإلغاءات والإضافات التي يمكن أن توجد في النسخة القرآنية بالقياس إلى النسخة التوراتية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 130].
¥