[من أحكام المساجد وآدابها]
ـ[محمود المقدسي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:43 ص]ـ
قال تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
وقال النبي r : ( أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها). وذلك لأنها مكان الصلاة، والعبادة، وذكر الله تعالى.
والمساجد لها أحكام وسنن وآداب ينبغي للمسلم أن يراعيها عند حضوره لها، فمن ذلك:
1. التجمّل، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، وليس المقصود من اللباس للصلاة هو ستر العورة فقط، وإنما يراد مع ذلك التجمّل للوقوف بين يدي ربِّ العالمين.
2. ذكر الدعاء الوارد عند الدخول للمسجد والخروج منه، قال النبي r : ( إذا دخل أحدكم المسجد فليصلِّ على النبي r ، وليقل: اللهمّ افتح لي أبواب رحمتك، و إذا خرج فليسلم على النبيّ r ، وليقل: اللهم إني أسألك من فضلك).
3. تقديم الرِجل اليمنى، فعن أنس y أنه قال: (من السُّنّة إذا دخلتَ المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجتَ أن تبدأ برجلك اليسرى).
4.الصلاة قبل الجلوس، قال النبي r : ( إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين).
5. التقدم للصف الأول، قال رسول الله r: ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول).
6. شغل الوقت بذكر الله، وتلاوة القرآن، والدّعاء، قال النبي r : ( لا يُرد الدعاء بين الأذان والإقامة)، وليحرص القارئ على التأدب بآداب التلاوة، وألا يقطعها لمحادثة أحد، إلا لرد السلام وإجابة المؤذن، وما لا بُدّ منه كتنبيه غافل أو إرشاد أعمى.
مخالفات تقع في المساجد:
1.رفع الصوت، قال النبي r : ( لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن). فإن كان رفع الصوت بتلاوة القرآن فيه تشويش على القارئيين والمصلّين لا يجوز، فكيف برفع الصوت بالكلام الذي لا خير فيه، أو بالخصام والجدال، أو السبّ، فهذا يكون أشدّ منعاً.
عن السائب بن يزيد قال: كنت نائماً في المسجد فحصبني رجل، فنظرتُ فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، فقال: ممن أنتما أو من أين أنتما، قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله r.
2. المرور بين يدي المصلي، قال النبي r : ( لو يعلم المارّ بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمُرّ بين يديه).
3. إيذاء المصلين بالروائح الكريهة، قال النبي r : ( من أكل من هذه الشجرة ـ يريد الثوم ـ فلا يغشانا في مساجدنا). وأشدّ من ذلك الدّخان، فرائحته كريهة مؤذية، وشربه محرّم.
4. عدم إتمام الصفوف، وقد قال النبي r : ( أتموا الصف الأول ثم الذي يليه، فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخّر).
5. التساهل في تسوية الصفوف، فعلى أئمة المساجد - وفقهم الله تعالى - أن يهتمّوا بذلك، ويأمروا المأمومين بألفاظ التسوية، مثل: استووا ولا تختلفوا فتختلفَ قلوبكم، اعتدلوا، أتمّوا الصفَّ الأول فالأول. ولا يكفي أن يقول الإمام ذلك دون أن يلتفت إلى المأمومين، ثم يكبر ويترك الخلل والفرجات، وعلى الإمام أن يحيي السنة المهجورة، فيأتي بنفسه إلى ناحية الصف لتسويته، أو يرسل رجلاً لتسوية الصف. يقول البراء
y : كان رسول الله r يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: (لا تختلفوا فتختلف قلوبكم).
6. جلوس الجنب أو الحائض وكذلك النّفساء في المسجد، لقول الله تعالى: (ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا)، ولقول النبي r : ( لا أُحِلُّ المسجد لحائض ولا جنب)، لكن إن توضأ الجنب جاز له المكث في المسجد على ما قال الإمام أحمد.