[سؤال عن المذهبية واللامذهبية]
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 12:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة الكرام: لدي سؤال يحيرني، فأرجو إفادتي بالجواب كي يطمئن قلبي.
لا أصف نفسي بأنني مذهبي، بل أقول إنني لا أسير إلا خلف الدليل.
ولكني أقرأ عن علمائنا القدامى أن منهم من كان شافعيا كالنووي، أو مالكيا كابن العربي، أو حنبليا كابن رجب، وهكذا.
وسؤالي هو:
هل يمكن أن يزعم أحد إذن أن الدعوة إلى اللامذهبية فيها تنكّب لطريق أولئك الأسلاف العظام؟ فلو كان خيرا لسبقونا إليه.
فإن قيل: إن تلك الدعوة تعني الرجوع إلى منهج الصحابة الذين لم يكونوا بالتأكيد حنفيين ولا شافعيين ولا غير ذلك، أفلا يقال حينئذ: إذن لماذا لم يتبنَّ أولئك العلماء مثل تلك الدعوة؟ هل علِمْنا نحن الآن ما لم يكونوا هم يعلمونه؟!
الله يعلم أن هدفي هو الوصول إلى الحق، لا غير، فأرجو الإفادة.
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 10 - 10, 08:07 م]ـ
وعليكم الشلام ورحمة الله وبركاته
أنصحك بالاستماع إلى الشريط الثاني من سلسلة"شرح حديث الافتراق" للشيخ يوسف الغفيص حفظه الله فقد تناول المسألة تناولا جيدا، وقد سقت هنا تفريغ كلامه جزاه الله خيرا من موقع الشبكة الإسلامية جزى الله القائمين عليها خير الجزاء:
شرح حديث الافتراق [2]
القول بأن من السلفية ترك التمذهب ليس بصحيح، كما أنه يقال: ليس من السلفية لزوم التمذهب، ولكن التمذهب ترتيب علمي لا جدل حوله، فحين يصبح تقليداً لمعين أو لطائفة أو مذهب من أجل الانتصار له فلا شك أنه غلط، أما حين يكون التقليد مبني على الأخذ بالتراتيب العلمية للأئمة فعندها يكون التمذهب جائزاً.
المذهبية
هنا بعض المسائل التي أحب أن أؤكد عليها تبعاً للمقدمة التي سبق بيانها، وأبرزها مسألةُ المذهبية. أقول أولاً: هذا الكلام لا يقصد به التثريب على أحد، فقد تكلم في هذه المسألة بعض الشيوخ الفضلاء، وفي بعض الأحايين يتكلم بهذا أئمة في هذا العصر كالإمام الألباني رحمه الله، وهو ممن يشار إليهم، بل إنه يعتبر من أئمة السلفيين، فلا يطعن فيه إلا جاهل. ولا يلزم أيضاً أن هذا الكلام الآتي سيكون كلاماً للشيخ الألباني رحمه الله، لكن بعض هذه الاستدلالات تأخذ من الشيخ رحمه الله أو بعض من يقابله من المذهبيين الذين يبالغون في تصحيح المذهبيات وتغليط الشيخ في طريقته. الشيخ رحمه الله لم يأخذ مذهباً فقهياً كما هو معروف، وإنما التزم أنه يستدل بحسب ما يظهر له من الكتاب والسنة ولا يخرج عن الإجماع .. وهذا المنهج للشيخ وأمثاله يُعد منهجاً سلفياً شرعياً صحيحاً درج عليه الأكابر من الأئمة، بل هو فضيلةٌ من فضائله رحمه الله: أنه وصل إلى هذا المقام في هذه الأمة في عصره هذا؛ لما عنده رحمه الله من سعة العلم والأصول والتفقه وما إلى ذلك، فهو رحمه الله وإن كان عارفاً بالحديث إلا أنه إمام في الفقه، ولا يجوز أن يؤخر مقامه عن الفقه؛ لكونه لم ينتسب إلى مذهب من المذاهب الأربعة. لكن السؤال في تقرير بعض اللوازم من هذه الطريقة: هل هذه طريقةٌ لازمة لآحاد طلبة العلم، أو حتى لعلماء المسلمين في هذا العصر؟ وأشدُ من ذلك: هل يصح أن يقال عن مجرد انتساب من ينتسب إلى مذهب من المذاهب -الحنبلي أو الشافعي أو المالكي أو الحنفي- أنه انتساب بدعي مخالفٌ للسلفية؟ هذا هو القدر الذي يقصد إلى مراجعته. أحياناً مثل هذه المسائل من المهم أن تضبط بالإجماعات وبالاطراد، فإن الاطراد إذا درج لا يمكن أن يكون غلطاً. الانتساب إلى المذاهب الأربعة المعروفة: الشافعية ... إلخ، والتي استقرت عند المسلمين ابتدأ من القرن الرابع، بمعنى: أن جماهير علماء المسلمين حتى السلفيين منهم -أي: من عقيدتهم ومنهجهم سلفيٌ محض- كانوا إما حنابلة أو شافعية أو مالكية أو حنفية. قد يقول قائل: وجد في تلك القرون بعضُ العلماء الذين كانوا يعتبرون طريقة أهل الحديث .. فما الجواب؟ يقال: ليس المقصود هنا أن نقول أن الانتساب للمذاهب هو الشرعي أو هو المقصود، فإن بقاء طائفة من العلماء في كل القرون السابقة متمسكة بالاستقلال والاستدلال بالأثر، وعدم الاتصال بمذهبٍ ما، أمر لا ينكر، إذا كان القائم به أهلاً له، لكن قد حصل التوارد في الانتساب للمذاهب،
¥