[50 خمسون فائدة تربوية من الحج]
ـ[رمضان العويد]ــــــــ[23 - 10 - 10, 07:39 م]ـ
[50 خمسون فائدة تربوية من الحج]
عقيل بن سالم الشمري
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على النبي المصطفى، وبعد:
هذه خمسون وقفة تربوية لأثر الركن الخامس على حياة الناس، أسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد.
1 ـ تربية على التوحيد قولاً وعملاً، ويظهر هذا من خلال ما يلي:
أ ـ الإهلال بالتلبية، وهي لفظ توحيد " لبيك اللهم "
ب ـ لفظ " لا شريك لك ".
ج ـ إن الحمد والنعمة لك والملك " أي: وحدك.
د ـ تكرار لفظ " لا شريك لك ".
هـ ـ منع الطواف في غير بيته _سبحانه وتعالى_، فلا يطاف في عرفة ولا الجمرات، ومثلها القبور والمشاهد والمزارات.
2 ـ تربية على كثرة حمد الله، ويظهر هذا من خلال لفظ الحمد في التلبية ويتكرر بتكرارها فيأتي العبد المصا ب بمصيبة والفقير والمريض والغريب والمبتلى، وكلهم يحمدون الله وكأنهم أغنياء وأصحاء وأقوياء.
ولا شك أن حمد الله مطلوب من المسلم في حال السراء والضراء.
3 ـ تربية على أن يكون اللسان رطباً من ذكر الله، ويظهر هذا من خلال ما يلي:
أ ـ السنة التلبية إلى وصول الحرم على قول أو رؤية البيت في قول آخر أو الشروع بالطواف في قول ثالث، وجميع الأقوال يدل على كثرة التلبية.
ب ـ الطواف، يجوز فيه الدعاء والذكر وحمد الله، وكلها ذكر لله.
ج ـ السعي كذلك.
د ـ دعاء يوم عرفة " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " كما جاء في سنن الترمذي بسند صححه الألباني _رحمه الله_.
هـ ـ أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله.
و ـ رمي الجمار إنما شرع لإقامة ذكر الله.
ز ـ السنة التكبير مع كل حصاة.
وغير ذلك من المواطن التي تربي المسلم على أن يكون لسانه رطبا من ذكر الله.
4 ـ تربية على تذكر الموت، وذلك بلبس الكفن، فيتذكر المؤمن تلك النهاية، ويشعر بها فتأثر على قلبه وأعماله.
5 ـ تربية للناس على الزهد في الدنيا وملذاتها، فمهما كان الشخص غنياً أو أميراً أو وزيراً إلا أنه لا يلبس غير ذلك اللباس الأبيض، ولو أراد أن يتفنن بلبس غيره مما يملكه فإنه يمنع.
6 ـ تربية للناس على القناعة، وأنها هي الغنى، فيكفي من اللباس ما يستر العورة، ومن النوم ما يطرد الكسل والعجز، ومن الأكل ما يقيم الصلب.
7 ـ تربية للناس على أن أمور الدنيا ليس لها عند الله اعتبار بحد ذاتها، فالناس متساوون في اللباس والأعمال، وأما غناهم وفقرهم ومناصبهم وأماكنهم فليس لها اعتبار أبداً، إنما الاعتبار في الإخلاص في الأعمال ومتابعة السنة فقط لا غير، فيا لله كم من فقير في ذلك المكان هو أفضل من غني وأمير.
8 ـ تربية على مبدأ الوحدة الإسلامي في أفعالهم وأعمالهم وأماكن تواجدهم وأوقات عباداتهم، وسيأتي للوحدة مزيد بيان.
9 ـ تربية للناس على الصبر عن المعصية، وهذا من خلال ما يلي:
أ ـ صبر المسلم عن محظورات الإحرام.
ب ـ صبر المسلم عن الفسق كما قال الله: " فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق " فيرجع المسلم إلى بلده، وقد تربى على أن يصبر عن المعصية مطلقاً كما صبر عنها في تلك الأيام.
10 ـ تربية للمسلم على الصبر على الطاعة، ومن تأمل مسائل الحج تبين له ذلك حتى أن من أراد أن يتعجل فلا يمكن قبل يوم الثاني عشر وبعد الرمي أيضاً، وبعد طواف الوداع كذلك ولو كان من بلد بعيد، فلا بد أن يأتي بهذه الطاعات ثم ينصرف.
11 ـ تربية للناس على الاستعداد والتهيؤ للطاعة، ولذلك من السنة للمحرم أن يغتسل ويتنظف ويقص أضافره ويحلق شعر عانته وأبطيه ويتطيب لإحرامه، ويتطيب للطواف بالبيت كما فعل النبي _صلى الله عليه وسلم_.
ولا شك أن هذا الفعل له أثر نفسي في أداء العبادة والحضور فيها.
12 ـ تربية للناس على الإخلاص والصدق اللذين هما رأس الأعمال القلبية، وبهما يقبل العمل عند الله، ويقع الموقع الحسن.
13 ـ تربية للناس على التوكل على الله وتفويض الأمر إليه في أداء العبادة وتسهيلها، فيأتي المسلم وقد ترك أهله وأولاده ورزقه، وفوض أمره وأمرهم لربه _سبحانه_ واستعان عليه وتكبد مشاق الطريق خاصة وأنهم يأتون من كل فج عميق.
¥