أولاً: أن التوحيد الذي جاءت به الرسل هو توحيد العبادة، وهذا مأخوذ من معنى "الإله"، فمعناه بإجماع أهل اللغة وعلماء التفسير والفقهاء هو المعبود، فيكون المراد بكلمة الشهادة: لا معبود بحق إلا الله، أي صرف جميع أنواع العبادات لله وحده، وإثباتها له وحده – سبحانه، ونفيها عما سواه عز وجل ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn5)).
وقد بين الله تعالى في كتابه أن الشرك واقع في هذه الأمة, و أن كثيراً من الناس يخلطون مع إيمانهم الشرك، قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}. قال طائفة من السَّلف: تسألهم من خلق السموات والأرض فيقولون الله, وهم مع ذلك يعبدون غيره، فإيمانهم هو إقرارهم بتوحيد الربوبية، وهذا الإيمان بتوحيد الربوبية لا يدخلهم في الإسلام وهم يعبدون غير الله، أي يشركون به في توحيد الألوهية.
ثانياً: أن حد الشرك "أن يصرف العبد نوعاً أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله .. فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع، فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn6)). مع بيان ما قرره أهل السنة من أن الكفر أنواع وشعب كما أن الإيمان شعب, وأن ليس كل كفر يخرج عن الملة, وأن بعض الذنوب والمعاصي التي توصف بأنها كفر تعني كفرا دون كفر كما جاءت بذلك السنة ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn7)).
ثالثاً: أن الشرك حكم شرعي من استحقه أطلق عليه بشرط توفر الشروط وانتفاء الموانع، ومن أنواع هذا الشرك: سجود المريد للشيخ، ومن أنواعه التوبة للشيخ فإنها شرك عظيم، ومن أنواعه النذر لغير الله، والتوكل على غير الله، والعمل لغير الله والإنابة، والخضوع، والذل لغير الله، وابتغاء الرزق من عند غيره.
ومن أنواعه طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم. وهذا أصل شرك العالم. فإن الميت فد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلاً لمن استغاث به. بل الميت محتاج إلى من يدعو له كما أوصانا النبي r إذا زرنا قبور المسلمين أن نترحم عليهم ونسأل الله لهم العافية والمغفرة. فعكس المشركون هذا، وزاروهم زيارة العبادة وجعلوا قبورهم أوثاناً تعبد، فجمعوا بين الشرك بالمعبود، وتغيير دينه ومعاداة أهل التوحيد ونسبتهم إلى تنقص الأموات، وهم تنقصوا الخالق بالشرك، وأوليائه المؤمنين بذمهم ومعاداتهم. وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص إذ ظنوا أنهم راضون منهم بهذا.
وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد التوحيد لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله .. ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn8)) .
رابعاً: أنه لا يلزم من الحكم على القول أو الفعل أنه كفر تكفير المعين, وقد أقر الشيخ الإمام ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية: أنه من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير أو تفسيق أو معصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى.
خامساً: أن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب قد التزم قواعد التكفير المعتبرة عند علماء الأمة ومن ذلك:
1 - أنه لا يكفر بالذنوب كما تفعل الخوارج كقوله: ولا أكفر أحدا من المسلمين بذنب ولا أخرجه من دائرة الإسلام ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn9)). وقال في رسالته إلى عالم العراق ابن السويدي في سياق ذكر ما أشيع عن الشيخ من البهتان: ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn10)).
2- أنه لا يكفر بالعموم قال رحمه الله: وأما القول أنا نكفر بالعموم، فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين, ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=58#_ftn11)).
¥