قوله هنا (في بيت العزة) يعني في مرحلة الكتاب لأنه أول ما أوحي إلى النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ القرآن أُكْرِمَ بيت العزة في السماء الدنيا بأن جُعل فيه القرآن المكتوب قبل أن يتكلم الله جل وعلا به كله لأنه نزل بالوقائع.
ليس كلام الله جل وعلا به قديما، بالقرآن، لا هو جل وعلا يتكلم به فإذا تكلم به سمعه جبريل فبلغه النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ في ثلاث وعشرين سنة، هذه مرتبة الكتاب.
كذلك من مرتبة الكتابة المكتوب بين أيدينا المصحف الموجود هنا، من حيث كونه مصحفا هو مكتوب، كتاب.
- مرتبة أخرى مرتبة القرآن المتكلَّم به، المسموع.
الله جل وعلا حين أراد أن يبعث نبيه محمدا صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ إلى الناس تكلم بكلام سمعه جبريل وأمره أن يبلغه محمدا صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قرآنا.
هو الكتاب الذي أعطيه النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ.
وهو القرآن الذي هو حجة النبي عليه الصلاة والسلام.
فإذن حين بلغ جبريل النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قول الله جل وعلا ?اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ? كان قد سمعه كذلك غضا طريا ..
فسمعه النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ من جبريل فبلغه الأمة على أنه كلام الله الذي يؤجر المرء بتلاوته
وابتلي به الناس - الذي هو القرآن - وسماه هذه آيات القرآن، فرق بينها وبين الفتوى أو الحديث القدسي إلى آخره." اهـ
والقول بأن جبريل عليه السلام أخذ القرآن من اللوح المحفوظ يلزم منه وجوده فيه وهو ممتنع
وما في اللوح المحفوظ هو " ما هو كائن " من الخلق، وليس القرآن منه لأنه صفة من صفات الله وهي غير مخلوقة
الشيخ إحسان بارك الله فيك تقييدك ما في اللوح المحفوظ مما هو كائن من الخلق، هذا القيد الأخير "من الخلق" ما هو دليله؟
ثانياً: القرآن موجود في المصاحف التي هي الورق والمداد، فلو كان وجود القرآن في اللوح المحفوظ ممتنعاً لأنه مخلوق لامتنع وجوده في المصاحف لأنها مخلوقة، أو للزم منه أن القرآن ليس كلام الله الذي هو صفته.
أخيراً: هذه المصاحف التي بين أيدينا أكتبت في اللوح المحفوظ أم أنها لم تكتب؟
ودمتم بخير.
والله أعلم.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 08:54 ص]ـ
أخي الكريم احسان:
تقول: " العلم هو الذي له تعلق بما لم يكن لو كان كيف يكون "
و أقول: كيف يعلم " كيف شئ " دون علم بحقيقة وجوده؟ وكيف تعلم حقيقة دون وجود؟
يقال علم الله ليس كعلمنا فهو يعلم بلا " وجود مكيف " للاشياء التي علمها؟
فأقول كما أن علم الله ليس كعلمنا فسمعه ليس كسمعنا فمالك لا تقبل بقول من قال أنه قادر على أن يسمع دون أن يكون هناك مسموع على مستوى حسنا و قدرتنا؟
لماذا نتبرأ من قدرتنا عند الحديث عن علم الله و لا نتبرا من سمعنا؟ بل نصر و نقول لا يسمع حتى نسمع؟!!
فيقال لأن العلم عندنا تصور و السمع حسي فلا حقيقة لمحسوس حتى يقع فهو متعلق بالأذن
فاقول و ما دخل الله تعالى بذلك؟
ثم تقول لا تدري هي عقيدة من؟
هي عقيدة الذين يؤمنون بأن الله قال لعباده قبل خلقهم! " ألست بربكم؟ "
فردوا عليه:" بلى شهدنا! ".
فمن قدر على هذه و فعلها فهو قادر على غيرها غير أننا لا نعلم هل فعل أم لم يفعل؟
أم أنك تلزم الله بعلمك فلا يفعل الا ما علمت أنه فعله؟
ثم كيف القول في ردي الأول عن آية " قال الشيطان ... الاية ".
لاحظ أخي الكريم أن النقولات من كتب أهل العلم لا يستهان بها ولكنهم يتحدثون في سياقات و نحن نتحدث في جزئية معينة على من دخل فيها أن يناقشها بنفسه أو يقول " أنا على قول فلان و حسب! "
والله الهادي و اليه المصير.
ـ[فيصل]ــــــــ[26 - 02 - 07, 11:11 م]ـ
كنت سأناقشك في مشاركتك رقم (7)
لكنك قطعتها في رقم (8)
وللعلم فقط
ناقشت الشيخ الألباني رحمه الله فيها فلم يجب وقال: نصف العلم لا أدري وأنا لا أدري
والشيخ العثيمين رحمه الله كان يقول بمثل ما قلته - بل أنا أخذتها عنه - ثم رجع لقول الجمهور
وكان كلامه في الأول مقنعا أكثر، ولم أره يرد على ما استدل به هو رحمه الله
وعلى كل حال:
ما قاله الشيخ البراك هو قول الجمهور لكنه مشكل
والله أعلم
بارك الله فيك وأنا قلت ما قلته في الرد رقم 8 خشية عدم تحرير الألفاظ وإطالة النقاش وكثرة اللغظ ودخول المسألة من ليس بأهلها فآثرت أن ترجع للبراك وأمثاله في الجواب فهو أسلم وأولى وأحكم للجميع، لكن على أي حال المسألة عندي لا إشكال فيها وهي تكون بفهم الفرق بين من يحكي أو يكتب ما سيقوله وبين أن يقوله في حينه ولا يقول أحد أنه في الأول قد قال ما لا يطابق الحقيقة أو كذب.
لا أدري هذه عقيدة من؟ وأنا أبرأ إلى الله منها، ولا تعلق للقدرة بهذا، فالعلم هو الذي له تعلق بما لم يكن لو كان كيف يكون، أما السمع: فليس هذا باعتقادي، ولا اعتقاد أحد من أهل السنة والجماعة فيما أعلم.
هذه عقيدة السالمية التي خالفهم فيها عامة الطوائف وحكم الكل ببطلانها ولشيخ الإسلام كلام في إبطالها أظنه في الفتاوى لكن لا يحضرني الآن وقد تبعهم بعض الجهمية الأشعرية المعاصرين، حذار مسألة حلول الحوادث، والله المستعان.
¥