تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أَنَّ بَعْض الْأَعْمَال يُطْلَق عَلَيْهِ الْكُفْر تَغْلِيظًا. وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَاهُ مُسْلِم: " لَعْن الْمُسْلِم كَقَتْلِهِ " فَلَا يُخَالِف هَذَا الْحَدِيث؛ لِأَنَّ الْمُشَبَّه بِهِ فَوْق الْمُشَبَّه، وَالْقَدْر الَّذِي اِشْتَرَكَا فِيهِ بُلُوغ الْغَايَة فِي التَّأْثِير: هَذَا فِي الْعَرْض، وَهَذَا فِي النَّفْس. وَاَللَّه أَعْلَم. وَقَدْ وَرَدَ لِهَذَا الْمَتْن سَبَب ذَكَرْته فِي أَوَّل كِتَاب الْفِتَن فِي أَوَاخِر الصَّحِيح.

شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 159)

97 - السَّبُّ فِي اللُّغَة الشَّتْم وَالتَّكَلُّم فِي عِرْض الْإِنْسَان بِمَا يَعِيبهُ. وَالْفِسْق فِي اللُّغَة: الْخُرُوج. وَالْمُرَاد بِهِ فِي الشَّرْع الْخُرُوجُ عَنْ الطَّاعَة.

وَأَمَّا مَعْنَى الْحَدِيث فَسَبُّ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقّ حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّة وَفَاعِلُهُ فَاسِقٌ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَأَمَّا قِتَاله بِغَيْرِ حَقّ فَلَا يَكْفُر بِهِ عِنْد أَهْل الْحَقّ كُفْرًا يَخْرُجُ بِهِ مِنْ الْمِلَّة كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِي مَوَاضِع كَثِيرَةٍ إِلَّا إِذَا اِسْتَحَلَّهُ. فَإِذَا تَقَرَّرَ هَذَا فَقِيلَ فِي تَأْوِيل الْحَدِيث أَقْوَالٌ.

أَحَدُهَا: أَنَّهُ فِي الْمُسْتَحِلِّ،

وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد كُفْر الْإِحْسَان وَالنِّعْمَة وَأُخُوَّة الْإِسْلَام لَا كُفْر الْجُحُودِ.

وَالثَّالِثُ أَنَّهُ يَئُول إِلَى الْكُفْر بِشُؤْمِهِ،

وَالرَّابِع أَنَّهُ كَفِعْلِ الْكُفَّار. وَاَللَّه أَعْلَم.

ثُمَّ إِنَّ الظَّاهِر مِنْ قِتَاله الْمُقَاتَلَة الْمَعْرُوفَة. قَالَ الْقَاضِي: وَيَجُوز أَنْ يَكُون الْمُرَاد الْمُشَارَّة وَالْمُدَافَعَة. وَاَللَّه أَعْلَم.

- اتضح فيما سبق:

- الكفر الأكبر سواء باعتقاد أو بعمل يكون جحد وستر للفطرة الأولى و جحد وإنكار للإيمان المنزل.

- الكفر الأصغر (عملي) وهو كفر نعمة الإسلام، وستر محاسنه وفعل فعال أهل الكفر (كما سبق من شرح الأحاديث للنووى وابن حجر وكلام ابن القيم رحمهم الله تعالى) بعدم أداء حقوقه (كالتهاون بأداء الواجبات من ترك بعض الصلوات مما أطلق عليه الشرع مسمى الكفر (على خلاف بين أهل العلم فهناك من يعتبر تارك الصلاة كافر كفر أكبر، ومن يعتبره من الكفر الأصغر والله أعلم)، أو حقوق أهله (كقتال المسلمين كما ورد في الحديث).

والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم

{سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (البقرة: من الآية32)

ـ[يحيى بن زكريا]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:18 م]ـ

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

ـ[المجدد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:09 ص]ـ

حياك الله أبا المنذر

وليهنك العلم

وشاكر لك هذا الجهد، واستقطاعك جزءا من وقتك للكتابة

ولدي تعقيب بسيط، أتمنى أن تتلقاه بصدر رحب

لما ذكرت في المقالة الأولى (ما هو الكفر) ذهبت تشرح الكفر لغويا

ولم تألوا جهدا في إيضاحه وتبيانه، وتشكر على ذلك ولا يستغرب منك ذلك،

إلا أنني تعجّبتُ منك عند شرحه شرعا، فلم تذكر تعريفا واضحا وبيناً كما فعلت في المعنى اللغوي إلا أنك ذكرت قولا للإمام ابن حزم أرى أنه خير ما ذكرت من التعريفات فقلت: ((وهو في الدين صفة من جحد شيئا مما افترض الله تعالى الإيمان به بعد قيام الحجة عليه ببلوغ الحق إليه بقلبه دون لسانه أو بلسانه دون قلبه أو بهما معا أو عمل جاء النص بأنه مخرج له بذلك عن اسم الإيمان)).

فهل هذا هو تعريف الكفر شرعاً لديك؟

وبالنسبة لتعريف شيخ الإسلام: ((الكفر عدم الإيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو إعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو إتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن إتباع الرسالة)).

فهذا تعريف صحيح ولكن ليس جامعا وليس مانعا كذلك.

ولعلي أوضح لك سؤالي مرة أخرى

لو جاءك رجل مسلم وقال لك أخبرني عن الكفر الذي نهى الله عنه في كتابه مرارا لاجتنبه، فما هو جوابك عليه؟

وأتنمى من أبي المنذر والأخوة، ترك التقسيمات التي ليست من صلب الموضوع أعني أقسام الكفر والأدلة على الكفر الأكبر والأصغر وتفريعات ليس هذا مجالها، مع العلم أن التقسيم إلى كفر أكبر وأصغر أمر حادث، لا يعرف في خطاب الشارع.

ولدي تعقيبات على ما ذكرت في ثنايا جوابك إلا أني أرى تركها الآن

وعذرا على التأخر في الرد فقد كنت في ذاهبا في نزهة مع الأهل.

ـ[المجدد]ــــــــ[06 - 04 - 07, 01:31 ص]ـ

للفائدة

فقد اجتهدت أن أعرف الكفر شرعا والله أسأل أن يعصمني عن الخطأ

فأقول مستعينا بالله

الكفر شرعا: هو رد ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما

ولك أن تقول هو تكذيب أو ترك ما جاء في الوحيين بعد بلوغهما

ولا تسمى شعب الكفر كفرا إلا عند قيام الكفر، فلا يسمى الكذب مثلا كفرا إلا إذا وجد الكفر

وإلا فإنه من خصال الكفر أو شعب الكفر.

وكذلك العكس بالنسبة لشعب الإيمان فلا تسمى إيمانا حتى يوجد الإيمان، وإلا فإنها من خصال الإيمان أو من شعب الإيمان كالحياء.

وهاهنا مسائل تحتاج إلى بسط مرة أخرى

والله الموفق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير