وهناك من عرفه بأنها:مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي. وهناك تعاريف كثيرة أخرى كلها تدور حول معنى الانفلات المطلق من كل قيد إلا من قيد القانون وفي أضيق الحدود سواء كانت الحرية المطلقة في الميدان السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو ... أو .. , وبمعنى آخر هي الاعتراف للفرد لمجال خاص يتمتع فيه باستقلال ولا يخضع فيه لغير سلطة القانون. إلا أن السمة البارزة في هذا الانفكاك: هي في الميدانين الاقتصادي والسياسي ,
النشأة والتطور:إن الجذور الفكرية لما يسمى بالليبرالية يمتد إلى العهد اليوناني والممارسات الديمقراطية في المدن الإغريقية ثم في العديد من المدن التجارية الإيطالية في العصور الوسطى وعصر النهضة – كما يحلو لهم أن يسموه – حتى وصل إلى ما وصل إليه في عصرنا هذا.فالفكر الليبرالي ( Libralisme) لم يبلوره مفكر واحد في عصر واحد، بل اشترك في وضع أصوله العديد من المفكرين في أزمنة وأمكنة مختلفة، حتى صارت له أسسٌ تشمل نواحي الحياة في جوانبها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وبما أننا نتكلم عن الليبرالية المبكرة فيجدر بنا أن نبين أن الليبرالية بالمفهوم القديم:
هي الحق في المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية فقط.
وأحد المذاهب الرئيسية لليبرالية المبكرة هو التمرد ضد الحكومات التي تقيد الحرية الشخصية ولذا فقد أوحت الليبرالية المبكرة بالثورة الإنجليزية عام 1688م وبالثورة الأمريكية عام 1775م وبالثورة الفرنسية عام 1789م وقد أدت الثورات الليبرالية إلى قيام حكومات عديدة تستند إلى دستور قائم على موافقة المحكومين!
الجزء الثاني: ما الفرق بين الليبرالية والعلمانية؟
(حواشي):
الموسوعة العربية العالمية (21/ 247)
مجلة الفكر السياسي العدد 21 السنة الثامنة.
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة (2/ 1135)
قلت: على سبيل المثال ففيما يتعلق بالحرية الثقافية: وجدنا عند بعضهم أبيات غاية في الكفر كقول أحدهم فيما سماه ديوانا عبارة: نافذتي أوسع من ثغر الله!! وقائل يقول: لقد أطعت الله حتى ظننت أنني أغضبت الشيطان والله معا!! ولما يناقش أحدهم يقول: ربك رب قلوب , فنزع من حيث لا يدري ربوبية الله من أعمال الجوارح مع أن الحديث قد صح بلفظ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم , وهكذا تتوالى التأويلات على المرء حتى يبتعد – عافانا الله وإياكم – عن الإسلام , وقد نصحنا أصحاب بعض التأويلات: فقال مدللا على صفاء قلبه: أنه لو أراد أن يلحس أرض الحرم لفعل قربة!! مع أن النبي صلى الله عليه وسلم وأم سلمة كلاهما طاف راكبا , وليس في هذا الفعل مزية فترك ما ينبغي من احترام الله إلى ما لا ينبغي بل إلى ما يحرم. وهذا يدلك على التغريب الذي وصل إلى المسلمين فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من أجل الإصلاح السياسي ص 17 وفيه: أنهم يرضون بسلطة قانون قاضي الأرض ولا يرضون بشريعة رب السماء!
المصدر السابق ص 16
ـ[أشرف الغمري]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:10 م]ـ
القسم الثاني: أقول وبالله التوفيق:
الفرق بين الليبرالية والعلمانية:
أما عن هذا الفرق: فالعلمانية هي فصل الدين عن الدولة! وهي بذلك أعم من الليبرالية التي هي الحرية المطلقة في شتى مجالات الحياة:الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ... بحيث لا يخضع لغير سلطة القانون.
فكل ليبرالية علمانية وليست كل علمانية ليبرالية , لكن كلاهما يشترك في إقصاء الدين وتنحيته عن الدور القيادي في الحياة!!
الأنظمة العلمانية ليست بالضرورة أنظمة ليبرالية أو ديمقراطية , فالاتحاد السوفيتي السابق كان نظاما علمانيا قائما على مبدأ الفصل بين الدين والسياسة , ولكنه ليس نظاما ليبراليا ديمقراطيا , بل كان نظاما استبداديا ظالما يحكم الشعب بالحديد والنار علاوة على إقصائه للدين عن جوانب الحياة.
وفي موقعهم على الشبكة , تحت سؤال:
هل الليبرالي علماني؟
أجابت الجماعة الليبرالية الكويتية:نعم! كل الليبراليين علمانيون ولا يلزم من كل علماني أن يكون ليبراليا.
¥