8) أنه أمركة – إن صحت اللفظة – وتغريب للمجتمع في شتى ميادينه: لأنه يبني مبادئه ورؤاه على الطريقة الأمريكية وإنك ليزيد عجبك إذ تراه – هذا النظام – يفرق بين المتماثلات ويجمع بين المتضادات , فعلى سبيل المثال في مسألة السلطة يقول أحدهم: (كذلك ينبغي الإحساس الدائم بأن التغيير ممكن حتى وإن لم يكن مطلوبا فترة أو فترات. وهكذا لا يتعارض مع جوهر الديمقراطية أن يستمر حزب في الحكم لسنوات طويلة يفوز فيها في دورة انتخابية بعد دورة وهكذا. فبقاء الحزب الجمهوري في رئاسة الجمهورية الأمريكية لأكثر من ثلاث دورات أمرا لا يتعارض مع الديمقراطية وقل مثل ذلك بالنسبة لحزب المحافظين في انجلترا مادام أن المسلم به أن الأحزاب الأخرى قد تفوز يوما ما وقد نجحوا بالفعل في فترات متلاحقة في الوصول إلى الحكم. أما إذا احتكر حزب مقاليد الحكم كما هو الحال في المكسيك في نهاية القرن العشرين لجيل بعد جيل دون أن يتمكن حزب آخر من الوصول إليه فأن ذلك يعني خللا ما ا. ه
فالفارق هو الإحساس!! مع أن كلاهما متربع على عرش الرئاسة!!
والسؤال الذي فات الدكتور المؤلف: هل يعقل أن دولة مثل أمريكا تعداد سكانها قرابة ثلاثمائة مليون نسمة ليس فيها سوى حزبين فقط؟
فهل يستطيع الدكتور الجواب على هذا؟؟
9) أنه نظام يربي أفراده على السلطوية القاسية: من حيث يشعرون أو لا يشعرون! فعلاوة على مثال التناقض في الحرية المزعومة أضيف مثالا آخر عليه:وهو أنهم عندما تصل الحرية إلى الحد التي تطالب فيه بتطبيق شرع الله فهنا يتدخلون ليمنعوا الشعوب من حقها المختار التي رضيت به كاسرين بذلك صنم الحرية المزعومة , ويعللون بأن هذه الشعوب لا تدري أين مصلحتها بعد أن كرروا – وقد ذكرت هذا مرارا – عبارة الفرد لا يحتاج إلى وصاية من أحد ... الفرد يحكم عقله وهذا الذي سينجح المجتمع و .... و .... الخ!
وهذا داعية من دعاتهم يقول: (وهكذا فالديمقراطية الليبرالية لا تستطيع أن تتجاهل " الحرية الجمهورية " وضرورة المشاركة السياسية عبر الانتخابات وتداول السلطة وقيام المسئولية ولكنها لابد وأن تحترم في نفس الوقت الحقوق الأساسية للأفراد بحيث لا يمكن التطاول عليها أو المساس بها ولو باسم الأغلبية).
قلت: وعلى كلامه فهب أن الغالبية رأت أن الانتخابات مرفوضة في مجتمعها , فحتى لو كانت هذه رغبتها وأنها لا تريد مناهجا مستوردة فلا يحق لها الرفض وينزع الخيار من أيديها ليوضع في (يد القانون دستوري الليبرالي الذي يحمي الحريات وهو الحكم والفيصل الأخير).
وسائل التصدي للزحف الليبرالي:
1) التفريق بين طبقات الليبراليين: فكثير ممن شاهدناهم يقول هو ليبرالي وينادي بها لكنه في وسطه يختلف تماما عن هذا التوجه فبعضهم يظن أن الليبرالية: جواز كشف الوجه مثلا!! لكنه لا يرضى في بيئته أن يأتي الناس ليصافحوا ابنته ونحو ذلك , وبعضهم من أهل صلاة الفجر , بل وبعضهم لعلك لو نبهته تنبه ولا يخطر بباله أن هذا المنهج سب لله ولرسوله واتهام الدين الذي جاء من عندهما بالنقص والقصور. فإن حصل هذا اختلفت وسائل دعوة كل فريق.
2) ينبغي على العلماء وطلبة العلم القراءة في مضامين هذا النهج والتبحر فيه والتوسع بحيث يمكن مناظرة أولئك المنادين به فهذا من أعظم الجهاد ولكل عصر سمته ولم يصب من قصر الجهاد على السنان وأغفل دعوة الإيمان , بل إنني أرى أن هذا العصر أشبه ما يكون في شبهاته بعصر القول بخلق القرآن بل أعظم لأن ذلك العصر كانت الشبه واحدة والدعاة محدودون! ولكن في عصرنا تكالبت الأمم والشبهات والشهوات على المسلمين وإنا لله وإنا إليه راجعون.
3) الرد على أولئك في الصحف وفي المنتديات التي لا تحجب بواسطة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية والندوات ...
4) الرفع لولاة الأمر عن مثل هؤلاء ليتم تطبيق حكم الله فيمن تجاوز وظلم وتعدى , والأخذ على يد السفهاء منهم بالجلد والتعزير أمام العامة وهذا مثل فعل عمر لما أتاه أصيبيغ فقال يا أمير المؤمنين ما تقول في كذا وكذا من صفات الله؟؟ فقال أنت؟ وكان قد بلغه من بعض الصحابة ما بلغه عنه فضربه ثلاثة أيام وبعد كل مرة يرميه في القليب حتى تأدب فلما كانت الفتنة بعد موت عمر قالوا له اخرج فقد جاء وقتك! فقال: أدبني العبد الصالح ..
5) منع هؤلاء من الكتابة في الصحف والتضييق عليهم ولو بالحجر وهذا علاج نبوي آخر أو بالتغريب ولعمر الله ما يقولونه أشد عند الله من الزني والقذف فمن يركب الفواحش فهذه من جنس المعاصي , أما من يحارب الله ورسوله ويقصى دينه ويلبس على الناس دينهم ويناقش في مسلمات الدين فهذا هو الكفر والعياذ بالله.
6) العناية بالوسائل الإعلامية مثل القنوات الفضائية الإسلامية والوسائل السمعية والمقروءة صحفا كانت أو مجلات أو على الشبكة لتغطية الفراغ الموجود في الساحة وملئ الجانب الاجتماعي المتعلق بالشباب والمراهقين حتى لا يقعوا في حبال هؤلاء القوم ..
7) فضح مخططاتهم وتدليسهم على الناس – بالمحاضرات مثلا -:
فكثيرا ما يقولون: لم يخبرنا التاريخ عن أية حروب وقعت بين دول تأخذ بالنظم الليبرالية فهي نظم تأخذ بالحوار .... الخ فيكشف تلبيسهم على العامة فنقول:
وماذا نسمي الحرب العالمية الثانية؟؟؟
وماذا نسمي الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان؟؟؟
هل هذا من مقتضيات الليبرالية المزعومة؟؟؟
هل هذه قدرتها على التسامح والتعايش مع مختلف القيم؟؟
وبهذا يكون قد انتهى هذا البحث المتواضع راجيا بذلك الأجر من الله تعالى وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
¥