تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بإجماع، يقال أجمع أهل السنة والجماعة على أن السمع والطاعة وعدم الخروج على أئمة الجور واجب، وهذا مع وجود الخلاف عند بعض التابعين وتبع التابعين لكن ذلك الخلاف قبل أن تَقَرّرَ عقائد أهل السنة والجماعة، ولما بُيِّنَت العقائد وقُرِّرَت وأوضحها الأئمة وتَتَبَّعوا فيها الأدلة وقرروها تتابع الأئمة على ذلك وأهل الحديث دون خلاف.

3//يقول كيف يسترق الشياطين السمع؟ وكيف يصل إليهم قبل بعثة الرسول صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ؟

الشياطين لهم أوصاف غير أوصاف ابن آدم، فمما جاء من استراقهم السمع أن بعضهم يركب بعضا ويعلو بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء - يعني الدنيا - فيسمعون ما أوحَى الله جل وعلا، فربما لقف أحدهم الخبر من السماء قبل أن يصله الشهاب فيلقيه على من تحته ثم يصل إلى الأرض، واستراق الشياطين للسمع له ثلاثة أحوال:

- قبل بعثة النبي صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ.

- وفي أثناء بعثة النبي عليه الصلاة والسلام ـ يعني في حياته.

- وبعد حياته عليه الصلاة والسلام.

قبل البعثة كان كثيرا جدا، كثير جدا تخطف الشياطين الخبر وتلقيه على الكهنة وعظُم شأن الكهنة جداً.

أما في عهد النبي عليه الصلاة والسلام فإنه امتنع ذلك إلا في النادر جدا، امتنع، كما قال الله جل وعلا ?وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا? وقال في الآية الأخرى ?إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ?، فملئت السماء حرسا شديدا وشهب حتى إذا بُلِّغ الوحي للنبي عليه الصلاة والسلام وسُمع الوحي في السماء فإنه لا يخطفونه فيقع الابتلاء والفتنة من جهة الوحي، فلم يخطفوا شيئا من الوحي الذي أوحاه الله جل وعلا لنبيه.

ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:13 م]ـ

قال الشيخ حفظه المولى جل وعلا:

1/ (النافع) و (الضار) فإن اسم الله جل وعلا (الضار) لا يطلق إلا مقترنا مع اسم الله (النافع) وذلك لأن كماله إنما يظهر مع الاسم الآخر، وهذا له نظائر في أسماء الله جل وعلا الحسنى، فمنها ما يطلق على وجه الانفراد ومنها ما يطلق على وجه الاقتران ولا يطلق على وجه الانفراد.

2/ هو (الْعَلِيمُ) بصفة وهي صفة (العلم) وهذا فيه مخالفة للمعتزلة الذين قالوا إن الله جل جلاله يعلم لكن ليس بعلم، يعني يقولون إن الله عالم لكن ليس بعلم، يعني ليس بصفة زائدة على ذاته جل وعلا بل هو يعلم بذاته لا يعلم بصفة إنما العلم يأتي من ذاته جل وعلا.

وهذا باطل لأن اسم الله جل وعلا (الْعَلِيمُ) مشتمل على صفة العلم، والعلم أُثبِت له جل وعلا كغيره من الصفات بالاسم كـ (الْعَلِيمُ) وبالصفة يعني المجردة وكذلك بالأفعال، والأفعال تدل على حصول الحدث، يعني تدل على حصول المصدر مع الزمن المقترن به، وهذا كله يدل على أن العلم الحاصل لله جل وعلا هذا شيء زائد عن الذات، يعني شيء متعلق بزمن، والذات غير متعلقة بشيء من ذلك.

فإذن دل على أن صفة العلم لله جل وعلا أنها كسائر الصفات لله تبارك وتعالى وهي أنها صفة مستقلة ذاتية قائمة بالذات لكن ليست هي عين الذات فـ (الْعَلِيمُ) من أسماء الله جل وعلا هو ذو العلم الواسع وليس معناه أنه (الْعَلِيمُ) بذاته وإنما هو (عليم) بالعلم.

يعبر المعتزلة عن ذلك بقولهم عليم بلا علم.

معنى قولهم (عليم بلا علم) يعني عليم بلا صفة زائدة عن ذاته هي العلم، وهكذا يقولون في سائر الصفات سميع بلا سمع، يعني بلا صفة زائدة هي السمع بصير بلا بصر وحفيظ بلا حفظ، وهكذا، يعني أن الأسماء إما أن يفسروها بمخلوقات منفصلة وإما أن يفسروها بالذات.

ومما ينبه عليه هنا أن أهل السنة يقولون (يعلم بعلم) وأما ما وقع في بعض الكتب من الكتب المنسوبة لأهل السنة ككتاب (الحيدة) مثلا من أنه جل وعلا (يعلم بلا علم) هذا غلط، أو قولهم (إننا لا نطلق هذه العبارة بعلم أو بغير علم لعدم ورودها) كذلك هذا غلط.

والذي جاء في (الحيدة) هو كذلك في غيرها (أننا نقول يعلم ولا نقول بعلم ولا بغير علم)

وهذا باطل لأن كونه جل وعلا يعلم معنى ذلك أن علمه متجدد بتجدد زمن الفعل، لأن الفعل ينحل عن زمن وعن مصدر، والمصدر مجرد من الزمن، والزمن لا بد له من تجدد والذات لا يمكن أن تكون كذلك.

فإذن التجدد راجع إلى حصول هذه الصفة باعتبار متعلقاتها، وإذا صارت هذه الصفة متجددة باعتبار متعلقاتها يعني باعتبار المعلوم صار ذلك بعلم زائد على الذات، المقصود من ذلك أن في هذه الآيات رد على طائفة من الضلال في باب الصفات وهم الذين يقولون إن صفات الله جل وعلا هي بالذات وليست زائدة عن الذات. الصفات غير الذات، نعم، صفات الله جل وعلا القول فيها كالقول في الذات لكن ذاته جل وعلا هي المتصفة بالصفات.

فالصفات أمر زائد على الذات ولا يعقل أن توجد ذات ليست بمتصفة بالصفات بل الصفات تكون للذات، وليس الذات وجودها عينه هو وجود الصفات، بل ثم صفات وثم ذات.

نعم الصفات لا يمكن أن تقوم بنفسها بل لا بد لها من ذات تقوم بها، فإذن صفات الله جل وعلا ومنها (العلم) على ذلك، وهذه مقدمة تصلح لجميع أنواع الصفات التي ستأتي. (كلام نفيس)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير