وأما فعل العبد فهو من حيث (الإرادة) مراد له – للعبد – وهو مراد لله جل وعلا إذا توجهت (إرادة) العبد باختياره إليه، فإن العبد يريد فعلا يفعله من الطاعة أو من المعصية هو مختار إذا توجهت (إرادته) – إرادة العبد – لهذا الفعل وفعله فإن الله جل وعلا ما مكنه من فعله إلا بعد أن شاء ذلك وذلك لأنه لا يحدث في ملكوت الله إلا ما يريده جل وعلا وما يشاؤه وأذن الله جل وعلا كونا بحصول الأشياء التي يريدها العبد مما لا يرضي الله جل وعلا ابتلاء للعباد وحكمة لأن حقيقة الابتلاء لا تحصل إلا بذلك.
فإذن من جهة (إرادة) العبد – من جهة العبد – فإن العبد يريد، له مشيئة، له إرادة، وإذا أراد الشيء فإنه لا يكون إلا إذا أراده الله جل وعلا كونا.
وهذا يلاحظه المرء في نفسه فإنك تجد أن مثلا الصالح من عباد الله يتوجه إلى شيء من الفعل ويريده ثم يُصرف عنه بشيء لا يدري ما سببه، يُصرف عنه بأنواع من الصوارف وهذا لأن الله جل وعلا لم يرد أن يُحْدِث ذلك لعبده المعين.
العبد تارة يكون عنده القدرة التامة على تحصيل هذا الشيء وعلى فعله وأراده لكن الإرادة كانت إرادة جازمة لكنه صُرِف عنه، صُرِف عنه ذلك الشيء ولم يُترك ونفسه بل منحه الله جل وعلا عونا خاصا صرفه عن ذلك السوء الذي أراد أن يفعله.
كذلك ما يريد العبد أن يفعله من الطاعات وعنده القدرة عليه فإنه يلحظ من نفسه أنه لا يستطيع أن يُحْدِث بإرادته وبقدرته الفعل المعيّن بمجرد إرادته وقدرته وإنما يجد أن ثَََم إعانه خاصة أتته منعت مضادات الإرادة ومضادات القدرة.
مثلا العبد أراد أن يصلي أن يأتي للصلاة في المسجد وعنده هذه الإرادة وعنده القدرة على المشي في ذلك قد تصده شواغل كثيره يتسلط عليه الشيطان تتسلط عليه فتنة في نفسه أو في بصره في عينه أو يُثَبَّط عن ذلك فالمطيع الذي وُفِّق صُرِفت عنه أنواع المعيقات هذه من (إرادة) الله، الله جل وعلا أراد منه أن يصلي ولو لم تُصْرف عنه هذه ربما قعد عن ذلك، لو كانت عنده ذلك ثم أتته الشواغل فإن الله جل وعلا كونا لم يرد منه أن يصلي في المسجد ولذلك لم يقع منه الصلاة في المسجد.
في الحال الأولى الإعانة الخاصة على تحقيق إرادته المقترنة بالقدرة هذا يسمى (التوفيق) والآخر وهو سلبه الإعانة الخاصة التي تصرف عنه المضادات لما يريده من الخير هذا يسمى (الخِذلان).
وهذا وجه تعلق (التوفيق) و (الخِذلان) بإرادة الله جل وعلا وقدرته وإرادة العبد وقدرته.
إذن يتضح لنا مما سبق أن هذا البحث واضح بحمد الله ألا وهو صفة (المشيئة) و (الإرادة) لله جل وعلا على مذهب أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح وقولهم فيها واضح سهل ميسور لا يكاد أحد لا يفهمه ممن عنده نوع عقل كما قال شيخ الإسلام، يعني أي واحد عنده بعض العقل يفهم هذا القول، المشئية متعلقة بكل شيء و (الإرادة) منها شرعي ديني ومنها كوني قدري وهذا مذهب أهل السنة والجماعة.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:03 ص]ـ
هذا إخواني هو عبارة عن تلخيص الواسطية الذي قمت به أضعه بين أيديكم حتى تستفيدوا منه
وللعلم لم أتلقى العلم من الشيخ مباشرة ولكن عن طريق الأشرطة فجزاه الله عني خير الجزاء وما أدري أحق لي أن أقول شيخي أم لا، أستفدت من تفريغ هذا الشرح عن طريق الشبكة و أختصرته كما ترون على ما رأيت من أهم النقاط التي ذكرها الشيخ.
فلا تنسوا أخاكم من دعائكم رزقنا الله وإياكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة.
وبهذا يكون قد أنتهى هذا الموضوع.
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:08 ص]ـ
معذرة على الخطأ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:37 م]ـ
اسمح لي أخي محمد أن أضيف بعض الفوائد النافعة مما ذكره معالي الشيخ - حفظه الله تعالى - ولم تعرج عليها أنت.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 04:12 م]ـ
فائدة 1 - الاستفهام إذا جاء بعده جملة يراد إثباتها صار الاستفهام للتوبيخ، أو للحث، أو نحو ذلك.
فائدة 2 - كلمة (إنّ)، المتقرر عند علماء الأصول وعند علماء اللغة العربية، وعند علماء التفسير، أنها إذا جاءت بعد الأمر، والنهي، والخبر، فإنها تفيد التعليل –تعليل ما سبق -، والتعليل قد يكون لكل الجملة، وقد يكون لبعضها.
¥