تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أرجوا أن يتسع صدرك لهذا التعليق الوجيز:

1 - الأصل في إثبات العين الكاملة للحي هو إثبات عينين، شأنه شأن إثبات اليد والأذن. ولا أحسب أن في لغة العرب عرف غير ذلك.

فليس الأصل إذن إثبات عين واحد فقط، ولا إثبات أعين كثيرة تزيد عن كمال الاثنين، ولا إثبات عين مطلقة من غير تصوّر لتثنيتها. فلا نظن أن المخاطبين بالقرآن والحديث يعرفون غير ذلك، وإلا لما تأخروا عن بيانه ولو تلميحا. فالبصير كامل البصر - في عرفهم وعرف غيرهم من الأمم كما أشار إلى ذلك الإمام الدارمي - هو الذي يبصر بالعينين، لا أقل ولا أكثر. وهذا هوا الأصل، وغيره - إن كان ثم - هو الذي يحتاج إلى بيان مفصل.

2 - كون الشافعي وأمثاله رحمهم الله لم يصرح بإثبات العينين الاثنين لا يدل على أنه توقف في هذا الأمر؛ لوجوه: منها، أنه لو توقف الشافعي في هذا الأمر، لبيّن توقفه ذلك أو تحفظاته فيه - كما بين التوقف في إطلاق أن الاسم هو المسمى أو إطلاق أن الاسم غير المسمى؛ ومنها، أن القائلين بأن لله عين واحد فقط أو أعين كثيرة زائدة عن الاثنين لم يولد ولم يشتهر أمره بعد حتى يحتاج ذلك إلى إنكار خاص. ومنها:

3 - أن قول القائل: "لله عين" أو "لله عينان" ليس وصفا كاملا ولا ثناء تاما، بل هي إلى تحصيل الحاصل أقرب. ومثله قول القائل: "لله يد" أو "لله يدان". لماذا. .؟ لأن الإنسان المخلوق الضعيف أيضا له عينان وله يدان، فمجرد أن نقول إن لربنا عينان وله يدان ليس فيه كبير حمد وثناء. وإنما المفروض في الوصف والثناء أن نقول: "يد الله غير مغلولة" (فبهذا قد أثبتنا كمال تلك الصفة ونفينا عنها العلة)، أو نقول كما قال الله تعالى نفسه: (يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)، وكما قال رسوله صلى الله عليه وسلم: (وكلتا يديه يمين). وهذا هو الوصف الكامل والثناء التام. فلا تجد في القرآن مثلا: (لله وجه)، بل فيه: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). وليس فيه مثلا: (الله إلهنا ثابت موجود)، بل فيه: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنه ولا نوم). فليُفهم هذا فإنه مهم جدا، وقد أغفله المقصّرون.

4 - فيقال مثل ذلك في صفة العين لله تعالى. لا نقتصر مثلا على قول "لله عين" ولا "لله عينان"، لأن ذلك تحصيل حاصل وليس فيه الثناء الكامل. وإنما نقول مثلا: (عين الله أحسن العيون)؛ أو نقول: (كلتا عينى الرحمن كاملة لا نقص فيها بحال)، أو نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن ربك ليس بأعور). فبهذا قد أثبتنا له كمال الصفة ونفينا أدنى نقص وقع فيها. فلا يظن أن أمثال الشافعي رحمه الله يعدل عن مثل هذا البيان الحكيم إلى صنيع من عادته توضيح الواضحات وتجلية الجليّات.

والله أعلى وأعلم.

ثم إن حديث الدجال هو بحق نصٌ لفصل النزاع في الموضوع. فقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يخفى عليكم، إن الله ليس بأعور ـ وأشار بيده إلى عينه ـ وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية). فلو كان لله عين واحد فقط لقال مثلا: (إن الله لا عين له إلا واحدة). ولو كان له تعالى أكثر من عينين لقال مثلا: (إن الله لا يخفى عليكم، إن الله له أعين كثيرة حسنى، وهذا الدجال إنما له عينان يمناهما عليلة عوراء). والله أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 03:16 ص]ـ

2 - كون القول في المسألة العقدية قال به أحد السلف أو ممن عرف بالاعتقاد الصحيح لا يكفي دليلا تقنع به المخالف.

هذا يقال عند اختلاف السلف، أما عند الاتفاق فلا يقال مثل هذا الكلام.

فالسلف اعتقادهم صحيح، وما دمنا نقلنا عن أهل الاعتقاد الصحيح من السلف فهذا يكفي عند أهل العلم، أما غير أهل العلم فهذا لا يكفي عندهم.

3_ أن العقيدة ليست أمرا هينا حتى تريد أن تقنعني بها بدليل ظني.

وهذا هو الباب الذي ضل بسببه الجهمية، وهو بعينه الباب الذي ضل بسببه الأشاعرة وهو بعينه الذي ضل بسببه المعتزلة، وما زال الصحابة والتابعون والأئمة المتبوعون يحتجون على العقيدة وغير العقيدة بالأدلة الظنية الراجحة.

وأنا لا أريد أن أقنعك، فمن الناس من لا يقتنع بالدليل القطعي، ويظن أن عدم اقتناعه حجة يرد بها الأدلة.

4_ أن من حق خالي الذهن إذا أردت أن تفيده بعلم أن يطالبك بالدليل بل يناقشك فيه.

خالي الذهن هذا حقه أن يجالس أهل العلم ويزاحمهم بالركب، ليتعلم العلم الصحيح من أهله.

أما أن يأتي بذهنه الخالي ليعترض على الذين أفنوا أعمارهم في خدمة هذا الدين، ويقول: كلامكم ظني، وليس فيه دليل، وليس لي أن أقبله حتى أقتنع بعقلي!! فهذا لا يلقى له بال.

ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 - 12 - 07, 09:01 م]ـ

سؤال: هل يجوز أن نطلق إضافة (الأعين) إلى الله تعالى - لفظ الجلالة أو أحد الأسماء الحسنى أو الضمير المفرد؟

يعنى مثل قول أحد القواد بفلسطين: "ارفضوا الحصار وأنتم في أعين الله إن شاء الله، أنتم في أعين الله، وأنا واثق من هذا"

وهل ورد مثل هذا في أثر سلفي؟

وجزاكم الله خيرا؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير