«استعراض الشبهة وأصحابها: روى البخاري في صحيحة تعليقاً قال وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم انظر «ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث رسول الله صلى الله عليه سلم ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سراً»
بهذه الرواية تعلق أعداء الإسلام من الرافضة، والمستشرقين، ودعاة اللادينية المتفرنجة فقالوا: إن السنة لم تدون إلا في مطلع القرن الثاني الهجري، لأن أول من أمر بتدوينها هو الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وهو قد تولى الخلافة سنة 99هـ وتوفي سنة 101هـ. وهذه المدة الطويلة تكفي لأن يحصل فيها من التلاعب والفساد ما قد حصل.
والجواب؛ بأدئ ذي بدء – نحن نجزم بصحة هذه الرواية التي صدرنا بها البحث، وهي التي تفيد أن عمر بن عبد العزيز، هو أول من أمر بتدوين السنة، نجزم بصحتها لأنها وردت في أوثق مصادرنا، وأصحها بعد كتابه تعالى، وهو صحيح البخاري، ولكننا نهدف من وراء هذا البحث إلى إثبات حقائق هامة وهي:
1 - الحقيقة الأولى: أن الكثيرين خلطوا بين النهي عن كتابة السنة، وبين تدوينها حيث فهموا خطئاً أن التدوين هو الكتابة، وعليه فإن السنة النبوية –ظلت محفوظة في الصدور لم تكتب إلا في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز- رحمه الله –
ولو أن المعاصرين فهموا حقيقة الكتابة، وحقيقة التدوين، وأدركوا الفرق بينهما، لما تعارضت النصوص في فهمهم، ولما صح تشكيك أعداء الإسلام في السنة النبوية بدعوى تأخر تدوينها مدعين أنه دخلها الزيف، لأن العلم الذي يظل قرناً دون تسجيل لابد وأن يعتبره يعتريه ويخله التحريف، فإن الذهن يغفل والذاكرة تنسى، أما القلم فهو حصن آمان لما يدون به.
الحقيقة الثانية: أن عمر بن عبد العزيز حينما أمر بتدوين السنة لم يبدأ ذلك من فراغ، ولكنه اعتمد على أصول مكتوبة كانت تملأ أرجاء العالم الإسلامي كله من خلال روح علمية نشطة، أشعلها الإسلام في أتباعه، فأصبحوا يتقربون إلى الله بأن يزدادوا في كل يوم علماً، وخير العلوم قطعاً ما كان متعلقاً بالقرآن والسنة.
إن القول بأن السنة قد بدأت كتابتها منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمن تدوينها رسمياً أصبح حقيقة علمية مؤكدة ثبتت بالبراهين القطعية، وتضافرت على إثبات هذه الحقيقة الساطعة أقوال جملة من الباحثين الثقات الأثبات».
وهناك شبهات كثيرة لدعاة إنكار السنة وقد رد عليها العلماء، ودعاة إنكار السنة في الهند يحسن لطالب العلم أن يقرأ في الرد عليهم ممن عرفهم وجالسهم وهم علماء الحديث من الهند فهم أفضل من رد عليهم وذلك لمعرفتهم بهم على التفصيل.
فقد ألف الأستاذ خادم بخش (القرآنيون وشبهاتهم حول السنة) وألف العلامة حبيب الرحمن الأعظمي (نصرة الحديث في الرد على منكري الحديث) وألف د. صلاح الدين مقبول (زوابع في وجه السنة قديماً وحديثاً).
وهناك دعاة لإنكار السنة قويت شوكتهم وتعددت شبهاتهم وقد اجتهدوا في الطعن في الحديث وحملته من الصحابة ومن بعدهم من أهل الحديث، وأخبث وأشد هؤلاء الساقطين محمود أبو رية فقد ألف كتابه (أضواء على السنة المحمدية) وكان من أفضل من رد عليه العلامة المحدث عبد الرحمن المعلمي في كتابه (الأنوار الكاشفة) وكذا الشيخ محمد أبو شهبة في كتابه (دفاع عن السنة).
هذا ونسأل الله الثبات على الإسلام والسنة، وأن يعيذنا من مضلات الفتن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله برب العالمين.
المراجع
1 - القرآنيون وشبهاتهم حول السنة.
تأليف: خادم حسين بخش، الناشر مكتبة الصديق.
2 - السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي.
تأليف: الدكتور مصطفى السباعي، الناشر دار الوراق.
3 - السنة النبوية في كتابات أعداء الإسلام مناقشتها والرد عليها.
تأليف: عماد السيد الشربيني، الناشر دار اليقين – مصر
4 - دفاع عن السنة، تأليف: د. محمد أبو شهبة.
5 - السنة النبوية بين دعاة الفتنة وأدعياء العلم.
تأليف د. عبد الموجود محمد عبد اللطيف، الناشر مطبعة طيبة –مصر.
6 - دفع الشبهات عن السنة النبوية. تأليف د. عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي، الناشر مكتبة الإيمان – مصر
7 - زاوبع في وجه السنة، تأليف د. صلاح الدين مقبول أحمد، الناشر مجمع البحوث العلمية الإسلامية – الهند
8 - نصره الحديث في الرد على منكري الحديث، تأليف حبيب الرحمن الأعظمي، الناشر دار رحاب طيبة – المدينة المنورة.
9 - الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة
تأليف الشيخ عبد الرحمن المعلمي، الناشر المكتب الإسلامي – بيروت
10 - دراسات في الحديث النبوي، تأليف محمد الأعظمي، ا لناشر مطابع الرياض.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 12:54 ص]ـ
بوركت أخي رياض، ولكني لا استسيغ وصف هؤلاء بالقرآنيين.
فهي من ناحية توحي بتمسك قوم بالقرآن الكريم، وعند الرد عليهم يظهر للقارئ أو للسامع أن أهل القرآن في ضلال، فيقع في حيرة.
أفلا نستطيع تعديل هذه التسمية الى غيرها، كأن نقول نفاة السنة كما ورد في بحثك، أو غيرها.
¥