ويقدّر الزمن الذي ولد فيه جابر بين 721 م – 722 م، أما تاريخ وفاته فغير معروف تماما. ويقال أنه توفي سنة 200 هـ أو ما يوافق 815 م [13].
ويقول هولميارد Holmyard أن جابر عاش ما يقارب 95 سنة، ودليله في ذلك أن المؤلفات التي ألّفها لا يمكن إنجازها بأقل من هذا الزمن [14].
رحل إلى الجزيرة العربية وأتقن العربية وتعلّم القرآن والحساب وعلوماً أخرى على يد رجل عرف باسم (حربي الحميري) وقد يكون هو الراهب الذي ذكره في مصنفاته وتلقّن عنه بعض التجارب [15].
اتصل بالإمام جعفر الصادق (الإمام الخامس بعد علي بن أبي طالب) ت 148 هـ، ويقال إنه أخذ علم الصنعة عنه، وتتلمذ على يديه، وعن طريقه دخل بلاط هارون الرشيد بحفاوة [16].
اختلاف الرواة والمفكرين في أمره ووجوده:
اختلف الرواة في أمر جابر، فقد أنكر قوم أن يكون قد مرّ في هذه الحياة رجل يحمل هذا الاسم، وقال آخرون إنه رجل معروف في التاريخ، وقد اشتغل بصناعة الكيمياء، واستطاع أن يحوّل المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة.
وزعم قوم من الفلاسفة أنه منهم، وله كتب في المنطق والفلسفة. وزعم آخرون (أهل صناعة الذهب والفضة) أن الرئاسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان مكتوماً [17].
لكن جابر بن حيان حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها، وعلم من أعلام العرب العباقرة، وأول رائد للكيمياء، وقد أيّد هذه الحقيقة أبو بكر الرازي، عندما كان يشير إلى جابر في كتبه فيقول "أستاذنا" [18].
مدرسته:
أخذ جابر مادته الكيمياء من مدرسة الإسكندرية التي كانت تؤمن بانقلاب العناصر، وقد كان تطورها من النظريات إلى العمليات [19]. وقد درس جابر ما خلّفه الأقدمون، فلم يرَ من تراثهم من الناحية الكيميائية إلا نظرية أرسطو عن تكوين الفلزات، وهي نظرية متفرعة عن نظريته الأساسية في العناصر الأربعة: الماء، الهواء، التراب، النار [20].
ولم يعرف فقط كبار مفكري وعلماء العالم اليوناني، بل كان يعرف الكتب ذات المحتوى السري جداً مثل كتب أبولينوس التيتاني [21]. وزعم هولميارد أن المصدر الذي استقى منه جابر علومه في الكيمياء هو الأفلاطونية الحديثة [22].
المراجع والحواشي.
[1]- جابر. بهزاد - الكافي من تاريخ العلوم عند العرب – بيروت. دار مصباح الفكر 1986 م، ص61. [2]- جابر. بهزاد - الكافي من تاريخ العلوم عند العرب – ص61.
4]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – دار العلم للملايين – بيروت، 1970، ص79.
\ [5]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الخيمياء – دار الأضواء، بيروت. الغبيرة، طبعة 1986، ص 435.
[6]- ابن النديم – الفهرست – تعليق الشيخ ابراهيم رمضان، (دار الفتوى) بيروت. دار المعرفة، طبعة أولى 1994، ص435.
الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص188.
[8]- جابر. بهزاد - الكافي من تاريخ العلوم عند العرب – ص62.
[9]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص29.
[10]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – ص243.
[11]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص30.
[12]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – ص243.
[13]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص30.
[15]- الأمين، الامام السيد محمد – أعيان الشيعة – المجلد الرابع، حققه حسن الامين،
دار التعارف للمطبوعات، بيروت. 1986، ص32
[17]- الأمين النديم – الفهرست – ص435.، الامام السيد محمد – أعيان الشيعة – ص31
[18]- فروح. عمر _ تاريخ العلوم عند العرب – ص248. بالاضافة إلى كتاب
الفهرست ص435، وكتاب أعيان الشيعة للامام السيد محمد الامين ص30.
[19]- الهاشمي. د. محمد يحيى – الامام الصادق ملهم الكيمياء – ص31.
[20]- عبد الرحمن. حكمت نجيب – دراسات في تاريخ العلوم عند العرب – ص261.
[21]- تاتون. رينيه – تاريخ العلوم العام (العلم القديم والوسيط من البدايات حتى سنة
1450م)، ترجمة د. على مقلد. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،طبعة أولى 1988 ص439
[22]- الأمين، الامام السيد محمد – أعيان الشيعة – ص33.
[23]- عبد الرحمن. حكمت نجيب – دراسات في تاريخ العلوم عند العرب – ص263.
[25]- دائرة المعارف الاسلامية. إصدار أئمة من المستشرقين، النسخة العربية: د. ابراهيم
¥