ومن http://www.doroob.com/?p=4968 :
ترددت كثير في ترجمة هذه السيرة عن جابر بن حيان لعدة أسباب. أبرزها هي أن المصدر لم يكن من السهولة بمكان لكثرة المصطلحات فيه وكثرة الأشخاص الذين يحتاجون إلى ترجمة ومعرفة أصولهم العربية. ومن الأسباب أيضا، أن هذه السيرة تفرض علينا شخصية لجابر بن حيان تختلف عن صورة تلميذ الإمام جعفر الصادق لتحوله إلى عالم يتطلع لأن تكون علوم الإغريق في يوم ما بديلا عن القوانين الإسلامية، بالإضافة إلى نظرته المختلفة للمعرفة الإسلامية والفترة الزمنية التي ظهرت فيها كتاباته.
إلا أن ما شجعني لإنهاء هذه الترجمة هو المقال الذي ذكره الدكتور عدنان الظاهر عن نفس هذه الشخصية، فرأيت أن أعجل في الترجمة لتكون محل نقاش، اعلم مسبقا أنها ستثير حفيظة البعض.
مصدر هذه السيرة هي الموسوعة الإسلامية ( The Encyclopedia of Islam ) وهي موسوعة باللغة الإنجليزية هدفها تقديم مادة دسمة لكل الأغراض الأكاديمية. وأقول أنها خرجت بالإنجليزية حتى لا يكون في رأسي أي فكرة عن أن هؤلاء هم ضمن مؤامرة لهدم الشخصيات الإسلامية أو الشيعية أو أي شيء آخر. بل الغرض من عملهم هو الدراسات الأكاديمية البحتة.
جابر بن حيان
جابر بن حيان: “عبدالله الكوفي الصوفي. هو أحد أهم المؤسسين للخيمياء العربية”. هذا التعريف مقتبس من الفهرست لإبن النديم، وهذا التعريف لهذه الشخصية يعتبر أقدم تعريف لجابر بن حيان مازال محفوظا (ص 354 (. وكنيته ليست “أبو موسى” كما هو معروف، بل “أبو عبدالله” بالرغم من أن ابن النديم قال أن الرازي (ت 313هـ /925م أو 323هـ /935م) اعتاد أن يورد:”أستاذنا أو معلمنا أبو موسى جابر بن حيان قال…”.
والتعريف بهذه الشخصية لا يورد فقط مدى الاختلاف حيال حقائق من المفترض أن تكون مفروغ منها، بل تورد أيضا عناصر أسطورية حول هذه الشخصية، لكن إبن النديم يعارض القول الذاهب إلى أن جابر بن حيان هو شخصية مختلقة أو لم يوجد أصلا.
المراجع التي تشير إلى “الإمام جعفر الصادق” على أنه أستاذ جابر بن حيان والموجودة في بعض الكتابات المنسوبة إلى جابر بن حيان، وبعض كتابات أخرى للبرامكة (والتي سنذكر بعض الشخصيات منهم فيما بعد)،تدعم القول السائد والذي قاله الجلداكي (ت 743هـ/ 1342م) (1) والذاهب إلى أن جابر بن حيان كان من معاصري الخلفاء الأوائل للدولة العباسية.
أما بالنسبة إلى حياة جابر بن حيان الشخصية، فقد قال هولميراد (2) ”كان أبوه أسدي يسمى حيان، وكان من صاحب أدوية بالكوفة … ذُكر لعلاقته بالمكيدة التي أدت إلى سقوط دولة بني أمية …”، وهذا ما يشرح القول بأن جابر بن حيان نسب إلى “الأسدي” في المصادر المتأخرة.
ليس من الممكن إنكار أن القائمة التي وردت في الفهرست من المصنفات المنسوبة إلى جابر بن حيان هي في مجملها صحيحة. والكثير من الإشارات إلى الكتب الواردة بأسمائها فقط، وجدت محفوظة. وقد ساعد هذا ب. كروس لتجهيز قائمة هامة لهذه المصنفات، على ترتيب زمني، وأضافت إلى القائمة الموجودة في الفهرست (أضيفيت إلى قائمة المصنفات: “حل الرموز ومفتاح الكنوز”، كما ورد في شوق المستهام. ج. ف. هامر عالم لغويات ت 1810م).
إلا أن الزمن الذي كتبت فيه هذه المصنفات ليس الزمن المقترح أو الموضوع للأسماء الواردة ذكرها. وأقرب دليل ذُكر على وجودها موجود جزئيا في أعمال عبدالله بن أميل (ت 350هـ/961م) وعند ابن الوحشية (ت 350هـ/ 961 م)، والجزء الآخر عند ابن النديم في الفهرست.
والمصنفات قسّمت إلى عدة مجموعات والتي من أهمها:
مصنفات 112، وهي مجموعة من المقالات وقد تكون غير مترابطة مع المقالات عن الخيمياء وتطبيقاتها مع الكثير من المراجع عن الخيمياء القديمة ( Zosimus, Democritus, Herms, Agathdemon, …etc)
مصنفات 70، عرض أو شرح نظامي لتعليم الخيمياء كتبه جابر بن حيان
مصنفات 144، أو ما يعرق بـ “كتب الموازن” وهي شروح لكثير من الجوانب النظرية والفلسفية المؤسسة للخيمياء والعلوم الخفية.
مصنفات 500، تتضمن شروحات منفصلة ولكن مفصلة عن كثير من المشاكل الموجودة في كتب الموازن.
¥