تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 04 - 05, 10:49 ص]ـ

أخي الفاضل بدران: أرغب في مشاركتك وسماع ما عندك في هذا الأمر؛ فلي به بعض عناية، فلا تبخل عليّ.

وتميما لما تقدم، أقول:

الطريقة الأولى: النظر في مصنفات الإمام – رحمه الله – والكتاب الذي قد يكون قد حوى شيئا مما ترصده هو (المنتقى) شرحه لموطأ الإمام مالك – رحمه الله -، وذلك أن تنظر في كلامه عن الأحاديث النبوية التي تضمنت ذكر أسماء ربنا سبحانه وصفاته مما أثبته الإمام مالك في الموطأ، مثال ذلك: حديث: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا .... ) ذكره الإمام مالك في [ما جاء الدعاء] من الموطأ، وكلام الباجي في شرحه مشهور معروف، وقد أبان من خلاله عن شئ من منهجه في الكلام على أحاديث الأسماء والصفات.

ومثل ذلك قوله في صفة العلو، وصفة الغضب والضحك، والوجه والكف ... وغير ذلك مما جاء ذكره في الأحاديث الصحيحة في الموطأ.

ثم تنظر بمثل ذلك في كتابه الآخر (إحكام الفصول) فقد تعرض بعض الأصوليين لمباحث عقدية في كتاباتهم الأصولية.

ومما يساعد في ذلك الرجوع إلى رسالته المطبوعة (تحقيق المذهب) في مسألة نسبة الكتابة للرسول الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – يوم الحديبية، وقد أثارت خلافات قوية حولها في عصر الباجي، وكتب بعض أهل العلم في ذلك بين مؤيد ومعارض، ثم ألف الباجي بعد ذلك كله رسالته السابق ذكرها، وقد تضمنت الكلام - أيضا – عن تعريف المعجزة .. وهذه من المسائل العقدية.

الطريقة الثانية: تتبع النقول عن الإمام الباجي في هذا الباب في بعض مظان ذلك.

من ذلك بعض كتب الأندلسيين والمغاربة ممن كتبوا في مسائل المعتقد، فهم أهله وجيرانه، وأتباع مذهبه العقدي والفرعي، من مثل كتب القرطبي أبي عبد الله المفسر، والقرطبي أبي العباس صاحب المفهم، وكتب القاضي أبي بكر ابن العربي، والقاضي عياض ... وبعض كتب المتأخرين ممن كتب في المعتقد من شراح أم البراهين للسنوسي محمد بن يوسف، أو شراح مقدمة ابن عاشر في عقد الأشعري، أو بعض شروح جوهرة اللقاني ... وهذا كله طبعا على طريقة المتأخرين ممن انتسب للأشعري.

ثم بعض الكتب العامة مثل نفح الطيب للمقري، أو بعض كتب الرحالات أو التراجم ... فبسرد المطولات من الممكن أن يتحصل الطالب على فوائد كثيرة ماكان يحسب أنه يقف عليها.

ومن أهم ذلك كله كثرة النظر والإطلاع على كتب فخر الأندلس – صاحب الباجي – وعلامته ابن حزم – رحمه الله – وخاصة كتابه [الفصل] فما أظنه يخلو من الإشارة لذكر بعض آراء الباجي العقدية تصريحا أو تلميحا، أما آراء من كان الباجي على طريقته، وأعني أبا الطيب الباقلاني فقد أكثر من ذكرها ودحضها في الفصل، ولعل هذا هو الرد غير المباشر على آراء الباجي العقدية من طرف ابن حزم على الباجي، ومن الممكن أن يستخلص الباحث منها صورة للمناظرات بينهما في الجانب العقدي مثلما فعل الدكتور عبد المجيد تركي والوضيفي في المناظرات في أصول الفقه، ويؤكد هذا أيضا ذكر ابن حزم لبعض آراء أبي جعفر السمناني شيخ الباجي المباشر، والذي أخذ عن طريقه مذهب الأشعري والباقلاني، وقد رأيته يذكر في الفصل: أنه سمع بعض متقدميهم – يعني الأشاعرة – يقول ... فمن الممكن أن يكون القائل الباجي، وغير ذلك من العبارات المحتملة.

أما كتابات شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فكان الظن أن تكون من مصادر ذكر آراء الباجي العقدية، ولكن للأسف فإني لم أجد بعد التتبع – المحدود - شيئا من ذلك، نعم ورد ذكر الباجي في كتابات شيخ الإسلام مرارا – مجموع الفتاوي، ودرء التعارض، ومنهاج السنة مثلا - ولكن يقع ذلك منه: إما لبيان أثر أبي ذر الهروي في نشر مذهب الأشعري لدى المغاربة، أو عند ذكر شيخ الباجي أبي جعفر السمناني وطريقته، وأكثر ذكره له مع حكاية بعض أقوال الأشعرية من أمثال أبي المعالي وابن العربي وأضرابهم ... ولم أره خصه بمناقشة مسألة أو رأي عقدي محدد، والله أعلم.

يتبع – إن شاء الله -.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[19 - 04 - 05, 11:18 م]ـ

أين أنت أخي بدران؟ أسمعني صوتك، وأتحفني بفوائدك عن الباجي.

ذكر ابن حزم – رحمه الله – الباجي باسمه الصريح في (الفصل) في 4/ 208 قال: (ولقد حاورني سليمان بن خلف الباجي كبيرهم في هذه المسألة في مجلس حافل ... ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير