تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا لتدريس (المنطق)!]

ـ[منهاج السنة]ــــــــ[08 - 09 - 06, 12:09 ص]ـ

[لا لتدريس (المنطق)!]

02 - 9 - 2006

بقلم عبدالله بن محمد السهلي

" ... ولعل من نافلة القول لدى المختصين أن أوربا لم تقم من كبوتها ولم تظهر نهضتها العلمية إلا بعد أن تخلصت من أغلال المنطق الأرسطي الذي يدعو الأستاذ ... "

اطلعت على مقالة (تدريس المنطق ضرورة لمنهجة التفكير) للأستاذ يوسف أبا الخيل في جريدة الرياض صفحة حروف وأفكار عدد (13797)، وقبل البدء بالتعقيب على مقالة الأستاذ يوسف أود أن أجمل أبرز الأفكار التي أوضحها الكاتب في مقالته حسب ترتيب السياق:

1 - اختزال مناهج التفكير في المنطق وحده وأنه يعصم من الزلل في التفكير وأنه لابد منه لكل باحث!!.

2 - ارجاع سبب تخلف المسلمين عن ركب المنطق إلى العلماء الذين قالوا (من تمنطق فقد تزندق) وأنه (من علوم الكفار)!

3 - ثناء الكاتب على المنطق الأرسطي نسبة إلى المعلم الأول أرسطو وشرحه لأسلوبه في كونه منطق يعتمد على مقدمتين يبنى عليهما نتيجته وذكر المثال: كل إنسان فان, وبما أن سقراط إنسان فإن سقراط فان.

4 - استشهاده بمقولة لابن رشد وكذلك أخرى لابن حزم في الثناء على المنطق ومنهجه.

5 - توصية الكاتب بضرورة تدريس المنطق في مرحلتي الماجستير والدكتوراه لطلاب الشريعة وأصول الدين.

6 - ثمة إشارات من الكاتب إلى تنقص خصوم المنطق والفلسفة وأنهم أعطوا وجهاً كالحاً للمنطق!! وأن تعثر المنطق في الثقافة العربية كونه من (علوم الكفار)! وبسبب قوة وسيطرة التيار البياني في نسخته التقليدية النصية!! يعني بذلك (مدرسة أهل الأثر).

ولعلي ابتداءً أثني على الكاتب الأستاذ يوسف أبا الخيل في جودة ترتيب أفكاره وتسلسلها بغض النظر عن موافقتنا له أو مخالفتنا.

ثم لعلي أنطلق من فكرة أوردها أشاطره الرأي فيها وهي ذم المنطق من قبل علماء المسلمين أو بتعبير أكثر دقة نقد المنطق لا سيما المنطق الأرسطي. فقد سبق علماء الإسلام علماء أوربا بقرون في نقدهم للمنطق الأرسطي ولعل حامل الراية في هذا شيخ الإسلام ابن تيمية فلقد ألف كتاب (نقض المنطق)، وكتاب (الرد على المنطقيين) وهو من أعظم الكتب في التراث الفكري الإسلامي بل التراث الإنساني كافة.

وأول قضية يحاول ابن تيمية أن ينفيها في رده على المنطق اليوناني هي الزعم بأن هذا المنطق لابد منه لكل باحث وعالم!! (خلافاً لما يدعو له أبا لخيل هنا) وابن تيمية لا يكتفي بإصدار الفتاوى بالتحريم كما فعل بعض العلماء. بل يكشف بطريقة منهجية فساد هذا المنطق ولعل من الأهمية أن نوضح المنطق الأرسطي وأن المدرسيين (المشائيين) من أتباع أرسطو كانوا ساخطين على التجربة وبعيدين عن مواجهة الطبيعة ومعالجة الواقع بل محاربين لها لأن الطريقة المنطقية - في زعمهم - تكفي في معرفة القواعد التي تخضع لها الأشياء!

ومن الطريف أن أرسطو كان يعتقد أن أسنان الرجل أكثر من أسنان المرأة!! و لو أنه كلف زوجته أن تفتح فمها لأدرك خطأ مقولته! لكن ذلك خروج من القياس إلى التجربة وهو ما لا يروقه!

وطالما صرح ابن تيمية بأن المنطق اليوناني (لا يحتاج إليه الذكي ولا ينتفع به البليد!)، ولقد لخص ابن تيمية رأيه في المنطق اليوناني بقوله: "فإذا كانت صناعتهم بين معلوم لا يحتاج إلى القياس المنطقي، وبين مالا يمكنهم أن يستعملوا فيه القياس المنطقي كان عديم الفائدة".

وممن نقد المنطق الأرسطي وهو ليس من التيار البياني في نسخته التقليدية النصية!! بل ليس من المسلمين! (فرانسيس بيكون ت 1626) و (جون ستيورات مل 72) و (جون لوك).

يقول الدكتور الشيعي العراقي على الوردي: "وصل نقد المنطق على يد ابن تيمية إلى القمة ... إن العلوم الطبيعية في نظر ابن تيمية تجريبية أكثر مما هي قياسية".

وهذه ما يقرره الدكتور مصطفى طبا طبائي وهو شيعي إيراني في كتابه القيم (المفكرون الإسلاميون في مواجهة المنطق اليوناني, ص138)، يقول: " ... ابن تيمية عاش قبل فرنسيس بيكون بثلاثمائة عام، وقبل جون لوك وقبل جورج بركلي بأربعة قرون وقد سبقهم جميعاً في نقد المنطق".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير