قلت (سيف): وقال تعالى (فاستشهدوا عليهن اربعة منكم) وقال تعالى في سياق قصة الافك (بأربعة شهداء)
وهو من الجموع المذكرة.وعلى الرغم من كون اللغة تحتمل انضمام النساء الى الاربعة ويكون احدهم امرأة لما علمنا من تغليب التذكير على التأنيث في لغة العرب الا ان اجماع الامة قضى بانه سبحانه عنى اربعة شهود رجال.
ومثيله قوله تعالى في الوصية (اثنان ذوا عدل منكم) والأمة على انهما رجلين والا مكان كل رجل امرأتين.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - 08 - 05, 05:16 ص]ـ
الأخت الكريمة وفقها الله وأعانها:
هناك مواضع اتفاق ومواضع اختلاف في هذه المسألة التي سألتِ عنها، وبيانُ ذلك أنَّ صيغ العموم تختلف:
فهناك ألفاظٌ يشترك فيها النساء مع الرجال، كلفظ (الناس) وهذا بالاتفاق، وأدوات الشرط عند الجمهور خلافاً لبعض الحنفية.
وهناك ألفاظٌ مختصةٌ بالرجال -كلفظ الرجال ونحوه- فلاتدخلُ فيه النساء، وألفاظٌ مختصةٌ بالنساء -كلفظ النساء- فلا يدخل فيه الرجال، وهذا بالاتفاق.
وبقيت تلك الصيغُ المذكَّرةُ من صيغ الأسماء الظاهرة والمضمرة، كلفظ (المؤمنون والأبرار) و (افعلوا وكلوا) وقد اختُلف في دخول النساء فيها على قولين.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة -بعد أن ذكر القولين-: (ثمَّ لا خلافَ بين الفريقين أنَّ آيات الأحكام والوعد والوعيد التي في القرآن تشملُ الفريقين وإن كانت بصيغة المذكَّر ... ) ثم أوردَ اختلافهم في كيفية دخولهنَّ، أباللغة أم بالعرف الشرعي؟
وهو يميلُ إلى دخول النساء في ألفاظ الجموع المذكَّرة، واختاره ابن قدامة في الروضة، وهو قول الحنابلة والظاهرية وبعض المالكية.
وأحيلك على بعض المصادر المهمة التي تعرَّضت لهذه المسألة وذكرت القولين ومن قال بهما وأدلة الفريقين:
فتاوى ابن تيميَّة (6/ 437 - ).
تلقيح الفهوم في تنقيح صيغ العموم (ص333 - 337).
شرح الكوكب المنير (3/ 234 - 242) وأحالَ المحقِّقُ في الحاشية على عددٍ من المصادر الأصولية في مختلف المذاهب.
ـ[سيف 1]ــــــــ[05 - 08 - 05, 03:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم الحمادي
ولكن لفظ الناس يطلق في كثير من المواضع ويعنى به الرجال فقط كما في كثير من آيات القرآن والأحاديث
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - 08 - 05, 05:17 م]ـ
وجزاك خيراً أخي سيف.
قد يكونُ ما ذكرتَ صحيحاً، ولعلَّ للقرائن أثراً في تحديد المراد.
ولكني لستُ في مقام التحرير لمدلولات هذه الألفاظ، وإنما أنا ناقلٌ لما في المصادر التي أحلتُ عليها، فقد حكى الاتفاقَ على شمول لفظ (الناس) للذكور والإناث العلائيُّ في تلقيح الفهوم، وغيرُه من أهل العلم.
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[05 - 08 - 05, 05:40 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم أخوتي في الله
جزاك الله خيرا أخي الكريم الحمادي
ولكن لفظ الناس يطلق في كثير من المواضع ويعنى به الرجال فقط كما في كثير من آيات القرآن والأحاديث
أخي المحترم الفاضل هناك فرقٌ بين الإطلاق وبين الانصراف.
فاللفظ لاينصرف إلا لأصل معناه اللغوي بخلاف الإطلاق فقد يطلق على غير الأصل من المعاني، ألا ترى أن لفظ (الناس) أطلق في القرآن على الفرد الواحد وهو خلاف ما ينصرف إليه اللفظ عند الذكر.
نعم،قد أحببتُ التنبيه على ذلك فقط.
لذا فإن خلاصة المسألة: أن الجموع المذكرة السالمة- (كقوله:إن كنتم مؤمنين، مثلاً) - تشمل الجنسين شرعاً لا لغة وذلك لأدلة شرعية أخرى خارجة عن نفس الصيغة، كما ذكر أخونا الحمادي جزاه الله خيراً.
والله تعالى أعلم.
ـ[طالبة مبتدئة]ــــــــ[06 - 08 - 05, 09:05 ص]ـ
أشكر الإخوة الفضلاء على هذا البيان و الإيضاح
و أسأله سبحانه و تعالى أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم ...
و أسأل إن كانت المرأة تدخل في جمع المذكر السالم ... فكيف بالخطابات الخاصة بالرجال .. كآيات الجهاد و الجمعة إلى غير ذلك من الأحكام ولو كان جمع التذكير مقتضياً لدخول الإناث فيه لكان خروجهن عن هذه الأوامر على خلاف الدليل وهو ممتنع. ذكر ذلك ابن حزم في كتاب الإحكام
ثم إن الأخ الحمادي حفظه الله ذكر أن ممن يميل إلى دخول المرأة في الجموع المذكرة الظاهرية .. و في كتاب الإحكام وجدت و كأن ابن حزم يناصر قول من يرى عدم دخول المرأة في جمع المذكر السالم .. !! فكيف يستقيم ذلك؟؟
أم أني لم أفهم كلام ابن حزم جيدًا .. ؟ ..
أرجو الايضاح .. بارك الله فيكم و سدد على طريق الخير خطاكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[06 - 08 - 05, 03:02 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عدنان.
ثم إن الأخ الحمادي حفظه الله ذكر أن ممن يميل إلى دخول المرأة في الجموع المذكرة الظاهرية .. و في كتاب الإحكام وجدت و كأن ابن حزم يناصر قول من يرى عدم دخول المرأة في جمع المذكر السالم .. !! فكيف يستقيم ذلك؟؟
أم أني لم أفهم كلام ابن حزم جيدًا .. ؟ ..
أرجو الايضاح .. بارك الله فيكم و سدد على طريق الخير خطاكم
الأخت الفاضلة وفقها الله:
نسبَ العلائيُّ في تلقيح الفهوم (ص333، 334) هذا القول إلى أبي بكر محمد بن داود الظاهري وكثيرٍ من أتباعه.
ويُفهَمُ من هذا أنَّ من الظاهرية من يخالف في دخولهنَّ.
وأما كلامُ الإمام ابن حزم -رحمه الله- فقد قرأتُه قبل قليل؛ ويبدو لي أنَّ في الكلام سقطاً، فقد ذكر قولَ من يرى عدمَ دخول النساء في خطاب الذكور؛ ثم قال:
(وبهذا نأخذ ... ) ثم أخذَ يدلِّلُ على القول بدخولهنَّ، ويدافعُ عنه، ويردُّ على حجج القائلين بعدم الدخول.
وبقراءة المبحث كاملاً يتبيَّنُ لي أنَّ ابنَ حزمٍ يرى دخولَ النساء في خطاب الذكور، وأنَّ في أول هذا الفصل سقطاً، والساقطُ هو ذِكْرُ قول القائلين بالدخول.
¥