وقبل طَيِّ هذه الصفحة، أشيد برسالة جامعية تحمل في أثنائها بصمات التجديد الإيجابي، ومواصفات البحث العلمي، وهي بعنوان: "الاستقراء وأثره في القواعد الأصولية والفقهية دراسة نظرية تطبيقية" للطيب السنوسي أحمد. وفقه الله للمزيد.
يتبع ....
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[06 - 02 - 06, 07:03 م]ـ
دعوة للمعتنين بهذا العلم والدارسين له والراغبين فيه:
أختم هذه الورقة ببعض التنبيهات أرى أنها من الأهمية بمكان. منها:
أولاً: ضرورة التخصص في هذا العلم.
فإن العلم الواحد إذا أعطيته كلك، وهبك بعضه، فكيف إذا أعطيته بعضك، فتوحيد الهم، وصرف الجهد، وبذل التفكير والوقت في علم محدد يساعد على الإبداع فيه، والوصول إلى نتائج مرضية في الغالب، بفضل الله ثم بفضل الممارسة والدربة، وهذا أمر معلوم بالتتبع والاستقراء. (انظر: "نصائح منهجية" للشريف حاتم العوني ص:33)
ومع هذا الطغيان المعلوماتي، والتقنية المعاصرة، التي يسّرت طرق البحث، كثر التصنيف، وقلّ التدقيق. فمسألة التخصص قضية لا محيص عنها، ولذلك قال أبو هلال العسكري: (ومن أراد أن يعلم كل شيء، فينبغي لأهله أن يداووه، فإن ذلك إنما تصور له لشيء اعتراه). (الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه ص:70)
وقال محمد بن يزيد: (ينبغي لمن يحب العلم أن يَفتنَّ في كل ما يقدر عليه من العلوم إلا أنه يكون منفردًا غالبًا عليه منها علم يقصده ويبالغ فيه). (صناعة الكتاب للنحاس ص:116)
وقال الخليل بن أحمد: (إذا أردت أن تكون عالماً فاقصد لفنٍ من العلم، وإن أردت أن تكون أديباً فخذ من كل شيء أحسنه). (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر1/ 522)
وقال الأصمعي: (ما أعاني إلا المنفرد). (صناعة الكتاب ص:116) يعني: المتخصص عند المناظرة.
فالساحة العلمية اليوم أحوج ما تكون إلى المتخصصين المدققين في جميع مجالاتها وفنونها.
وعلم الأصول خاصة مع أهميته إلا أن المتخصصين المتعمقين فيه الباذلين له قليل.
وهو علم قد لا يمكن الإضافة فيه، وتقويم هذه الجهود المتكاثرة، والمدارس المتباينة، وبناء منهج راسخ البنيان، قوي الاعتماد والصلة، بتراثنا الذي لا يتغير ولا يتبدّل، بفهم سلفنا الصالح أصحاب القرون المفضلة = إلا بالانقطاع له والتخصص فيه. وهذا من أكثر ما يحتاج له هذا العلم في هذه الأزمنة، وفي تقديري لا يمكن خدمته الخدمة التامة إلا بما ذكرت. والله أعلم.
ثانياً: الصبر والمواصلة في التحصيل والبحث.
هذا العلم بطيء الثمرة، عزيز الجانب، وهذا في بعض الأحيان يعود إلى سوء التعامل معه، لذلك قيل: أنه من أصعب العلوم. بل قال بعضهم: أصول الفقه دونه خرط القتاد. وأفضل وسيلة في تحصيله وإدراكه: تغليب جانب التطبيق فيه على جانب التنظير، ووسائل ذلك لا تخفى.
ثالثاً: الرجوع إلى العلوم الشرعية التي لها علاقة بالأصول.
فإن على طالب علم الأصول أن يتنبه غاية التنبه إلى أن هذا الفن أثّر في بناء بعض قواعده جملة من العلوم الشرعية، كالمصطلح، والنحو، والبلاغة، واللغة وغيرها، فعلى الدارس له أن لا يهمل تحقيقات وتقريرات المتخصصين في تلك العلوم، ولا سِيّما إذا كانت مخالفة لما هو مقرر عند الأصوليين.
وبعد: فقد حان أوان وضع القلم، وصرف البنان، وكف اللسان عن التعبير والبيان، لما أردنا الإفصاح به، وكشف اللثام عنه، بخصوص هذا العلم الشريف، وقد توخيت الإصابة فيما قصدت، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمني والشيطان.
{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ}.
والمأمول ممن وقف على هذه المقترحات أن ينبذ التعصّب والتعسف وراء ظهره، وأن يسعى في إصلاحها بقدر الوسع والإمكان، أداءً لحق الأخوة في الإيمان، وإحرازاً لحسن الخلق بين الأنام، وادخاراً لجزيل المثوبة في دار السلام، {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
أخوكم/ محمد بن حسين بن سيد أحمد الأنصاري.
[email protected]
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[07 - 02 - 06, 01:41 ص]ـ
هذا المقال على ملف مرفق كما وعدنا:
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[15 - 11 - 06, 07:33 م]ـ
نسخة أخرى من البحث فيها إضافات:
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=8139
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 12:46 م]ـ
يرفع للفائدة