و من أبواب أصول الفقه: أقسام الكلام، و الأمر، و النهي، و العام، و الخاص، و المجمل، و المبين، و الظاهر، و المؤول، و الأفعال، و الناسخ و المنسوخ، و الإجماع، و الأخبار، و القياس، و الحظر و الإباحة، و ترتيب الأدلة، و صفة المفتي و المستغني، و أحكام المجتهدين.
هذا هو التقسيم الذي اشتهر في زمن المصنف، و المتأخرون يقسمونه تقسيما آخر.
و للدخول في أي فن ينبغي ذكر مقدماتٍ عشرةً:
حده: الأدلة الشرعية الإجمالية، و طرق الاستفادة منها، و حال المستفيد.
موضوعه: الأحكام الشرعية، و أدلتها.
ثمرته: الفهم عن الله و عن رسوله صلى الله عليه و سلم.
نسبته: هي نسبة العموم و الخصوص الوجهي، لاشتراكه مع بعض هذه العلوم في بعض الأبحاث، ولانفراده بكثير من هذه البحوث التي يختص بها.
فضله: سبق في مقدمة الشرح.
واضعه: ليس لهذا العلم واضعا معينا، لكن أول من ألف فيه كتابا مستقلا: الشافعي.
اسمه: أصول الفقه.
استمداده: نصوص الشرعية، و كلام العرب، و مصطلحات المتكلمين.
حكم الشارع فيه:
مسائله: هي أبوابه التي ذكرها في هذا الباب.
أقسام الكلام
الكلام: يُطلق في اللغة على عدة معان، منها: الخط، كقول عائشة رضي الله عنها: " ما بين دفتي كلام الله " و الذي بين دفتي المصحف: هو الخطوط، و منها: الإشارة، كقول الشاعر:
إذا كلمتني بالعيون الفواتر رددت عليها بالدموع البوادِدِ
و لم يعلم الواشون ما كان بيننا و قد قُضيت حاجاتنا بالضمائر
و يطلق أيضا على: ما يُفهم من حال الشيء، كما قال الشاعر:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي و عمي صباحا دار عبلة و اسلمي
و اصطلاحا: هو اللفظ المركب المفيد بالوضع.
اللفظ: في اللغة: الطرح و الترك و الرمي، يقال: لفظت الدابة الحشيش إذا تركته، و يقال: لفظ فلان الحصاة إذا رمى بها، و منه قول الشاعر:
غيلان عشية ما لي حيلة غير أنني بلفظ الحصى و الخط في الرمل مولع
و اطلاحا: هو الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية.
المركب: مخرج للكلمة الواحدة، فلا تسمى كلاما في الاصطلاح.
فأما أقسام الكلام، فأقل ما يتركب منه الكلام: اسمان، أو اسم و فعل، أو اسم و حرف، أو حرف و اسم.
الكلمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: اسم و فعل و حرف.
الاسم: ما دل على مسمى.
الفعل: هو ما دل على حركة المسمى.
الحرف: ما دل على معنى في غيره.
أقل ما يتألف منه الكلام:
- اسمان، مثل: " ذا زيد ".
- اسم و فعل، مثل: " استقم " أي: أنت.
- اسم و حرف، و هذا ليس بصحيح.
- فعل و حرف، و هذا ليس بصحيح أيضا، و ما كان فيه في النداء نحو: " يا زيد "، فهذا على تقدير فعل، أي: أدعو زيد.
قال ابن مالك في الكافية:
و هو من اسمين كزيد ذاهب و اسم و فعل نحو فاز التائب
و الكلام ينقسم إلى: أمر، و نهي، و خبر، و استخبار.
ينقسم الكلام إلى إنشاء و خبر.
الإنشاء: إحداث معنى بلفظ يقارنه في الوجود، كبعتُ، و أعطيت، و خذ، و كيف حالك؟
الخبر: التحدث عن أمر قد حصل أو يحصل.
و الأمر و النهي: كلاهما من الطلب، و الطلب من أقسام الإنشاء، و الاستخبار كذلك، لأنه طلب الخبر أي: الاستفهام.
و أما الخبر، فهو قسم بذاته، و هو ما يحتمل التصديق و التكذيب، كـ: مات زيد، و جاء بكر.
و ينقسم أيضا إلى: تمن، و عرض، و قسم.
هذا التقسيم كله غير حاصل، و يقصد المصنف أن من أقسام الكلام: التمني، و لكن التمني من أقسام الإنشاء، و كذلك العرض و القسم.
و من وجه آخر، ينقسم إلى: حقيقة، و مجاز.
فالحقيقة: ما بقي في الاستعمال على موضوعه، و قيل: ما استعمل في ما اصطلح عليه من المخاطبة.
و المجاز: ما تجوز عن موضوعه.
فالحقيقة: إما لغوية، و إما شرعية، و إما عرفية.
و المجاز: إما أن يكون بزيادة، أو نقصان، أو نقل، أو استعارة.
فالمجاز بالزيادة، مثل قوله تعالى: " ليس كمثله شيء ".
و المجاز بالنقصان، مثل قوله تعالى: " و اسأل القرية ".
و المجاز بالنقل، كالغائط فيما يخرج من الإنسان.
و المجاز بالاستعارة، كقوله تعالى: " جدارا يريد أن ينقض ".
هذا تقسيم آخر للكلام، فالكلام ينقسم إلى: حقيقة و مجاز.
¥