تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه مسألة خلافية بين أهل العلم، وقد فصل الكلام فيها العلائي في (إجمال الإصابة).

وسبب الخلاف - في نظري - ترك استعمال القرائن، مع ما لها من أهمية بالغة في مسائل العلم.

فمثلا: لو جاءنا قول عن عمر بن الخطاب، وأنه مثلا قاله على المنبر، ونقله عنه الرواة، واشتهر ذكره عند أهل العلم وتلقوه بالقبول، واستعملوه في استنباطاتهم وأقوالهم حتى صار مستفيضا غير خفي، فحينئذ نجد أن هذا الخبر قد احتف به من القرائن ما يجعل من المستبعد جدا أن يكون ذلك خلاف الحق ولا ينكره أحد ولا يتعجب منه أحد ولا يتمعر وجه أحد عند سماعه.

أما لو كانت مسألة نادرة الوقوع في الفقه مثلا، وجاءنا قول فيها عن صحابي غير مشهور، ولا نعرف أن أهل العلم تداولوا هذا القول واشتهر بينهم، فحينئذ نقول: إن المسألة فيها مجال للنظر، فيحتمل أنه أصاب الحق ويحتمل أنه أخطأ، ويبقى ترجيح جانب الصواب معه؛ لما ثبت بالأدلة المتكاثرة في فضل الصحابة وعلمهم وفهمهم.

ولهذا فرق كثير من أهل العلم بين ما جاء عن الخلفاء الأربعة وما جاء عن غيرهم من الصحابة.

وفرق آخرون بين ما جاء عن فقهاء الصحابة وما جاء عن غيرهم.

وفرق آخرون بين ما جاء عن الصحابة مما يوافق القياس أو يخالفه.

وغير ذلك من التفريقات التي هي في الأصل مبنية على القرائن التي ذكرتها، فهذه الأمور الثلاثة من القرائن، ولكن لا يمكن حصر القرائن في ذلك، فالقرائن كثيرة جدا، وعليها ينبني هذا الأمر في نظري والله أعلم.


قال الفراء: قَلَّ رجلٌ أنعَمَ النظرَ في العربيةِ، وأراد علمًا غيرَه، إلا سَهُلَ عليه.
حاجة الناس إلى التصنيف - معجم الأخطاء الشائعة للعدناني في الميزان
ما لم يكتبه ابن كثير من البداية والنهاية - للتحميل رسائل ماجستير ودكتوراه

31/ 07/06, 08:37 08:37:48 PM
راشد الأثري
عضو مميز تاريخ الانضمام: 15/ 11/05
المشاركات: 735

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير