ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 08:32 م]ـ
الصفحة ـ 15 ـ 16
الباب الثاني
في أحكام الله تعالى
3 ـ كل فعل من أفعال المكلف الظاهرة والباطنة لا بد أن يكون قد تعلق به حكم من أحكام الله تعالى لأن الإنسان لم يخلق عبثا ولم يترك سدى، وحكم الله تعالى هو طلبه أو إذنه أو وضعه.
والطلب إما للفعل وإما للترك، وهو في كليهما إما على سبيل التحتيم وإما على سبيل الترجيح.
فما كان طلبا للفعل على سبيل التحتيم فهو الإيجاب.
وما كان طلبا على سبيل الترجيح فهو الندب أو الاستحباب.
وما كان طلبا للترك على سبيل التحتيم فهو الحظر والتحريم.
وما كان طلبا على سبيل الترجيح فهو الكراهية. وإذنه في الفعل والترك هو الإباحة، وإنما سمي الطلب والإذن حكما، والحكم إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه.
لأن الإيجاب إذا تعلق بالفعل ثبت له هذا الوصف وهو الوجوب، فيقال فيه: واجب
ولأن الاستحباب والندب إذا تعلق بالفعل ثبت له هذا الوصف وهو الاستحبابية والمندوبية فيقال فيه: مستحب ومندوب.
ولأن التحريم والحظر إذا تعلق بالفعل ثبت له هذا الوصف وهو الحرمة والمحظورية، فيقال فيه: حرام ومحظور
ولأن الكراهية إذا تعلقت بالفعلِ ثبت له هذا الوصف وهو المكروهية فيقال فيه: مكروه
ولأن الإذن والإباحة إذا تعلق بالفعلِ ثبت له هذا الوصف وهو المأذونية والإباحة فيقال فيه: مأذون فيه ومباح
وتسمى هذه الأحكام الخمسة أحكاما تكليفيةً لما في تحصيل المطلوب من الكلفةِ.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 08:32 م]ـ
الصفحة ـ 17 ـ
الوضع
4 ـ وأما وضعه تعالى:
فهو جعله الشيء سببا يلزم من وجوده الوجود، ومن عدمه العدم لذاته، كدخول الوقت لوجوب الصلاة وصحتها.
أو شرطا يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته، كالوضوء لصحتها.
أو مانعا يلزم من وجوده العدمُ، ولا يلزم من عدمه وجود ولا عدم لذاته، كالحيض لوجوبها وصحتها.
وإنما سمي هذا الوضع حكما لأن ما وضعه الله سببا ثبتت له السببية.
وما وضعه شرطا ثبتت له الشرطية.
وما وضعه مانعا ثبتت له المانعية.
وتسمى هذه الأحكام الثلاثة وضعية نسبة للوضع والجعلِ.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 08:33 م]ـ
الصفحة ـ 18 ـ
تفريق ما بينهما
5 ـ مما يفترقان فيه أن الحكم التكليفي متعلقه فعل المكلف من حيث طلبه والإذن فيه.
وأن الحكم الوضعي متعلقه الأشياء التي تجعل شروطا وأسبابا وموانع، سواء كانت من فعل المكلف كالوضوء شرطا في الصلاة، أو لم تكن كدخول الوقت سببا في وجوبها، وان متعلق الحكم التكليفي يطالب المكلف بتحصيله لأنه فعله.
وأن متعلق الحكم الوضعي لا يطالب المكلف بتحصيله إذا لم يكن من فعله كدخول الوقت ومرور الحول، ويطالب بتحصيله إذا كان من فعله كالطهارة واستقبال القبلة، ويكون الفعل حينئذ متعلقا للحكمين باعتبارينِ مختلفينِ.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 05 - 07, 08:34 م]ـ
الصفحة ـ 19 ـ 20 ـ 21 ـ
الأحكام الشرعية في الخطابات الإلهية
6 ـ كل حكم من أحكام الله تعالى فهو مستفاد من الخطابات الموجهة إلينا.
وما تضمن منها حكما تكليفيا فهو خطاب لتكليف.
وما تضمن حكما وضعيا فهو خطاب وضع، وقد يتضمن الخطاب الخطاب الحكمين معا.
أمثلة لذلك:
فمن قوله تعالى: (أقيموا الصلاة) عرفنا الحكم الذي هو الإيجاب للصلاة.
ومن قوله تعالى: (ولا تقربوا الزنا) عرفنا الحكم الذي هو التحريم للزنا.
ومن قوله صلى الله عليه وسلم في العامد للصلاة أنه: (تكتب له بكل خطوة حسنة وتمحى عنه بالأخرى سيئة) عرفنا الحكم الذي هو استحباب كثرة الخطى إلى المساجدِ.
ومن قوله تعالى: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعةِ أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرينَ في سبيل الله) عرفنا الحكم الذي هو كراحة الحلف على الإمتناع من الصدقة.
ومن قوله تعالى: (فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض) عرفنا الحكم الذي هو الإذن في الإنتشار.
ومن قوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس) عرفنا الحكم الذي هو وضعه تعالى دخول الوقت سببا لإقامة الصلاة.
ومن قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ) عرفنا الحكم الذي هو وضعه تعالى الوضوء شرطا في الصلاة.
ومن قوله صلى الله عليه وسلم: (أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم) عرفنا الحكم الذي هو وضعه تعالى الحيض مانعا من الصلاة والصوم.
ومن قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم) الآية، عرفنا الحكم الذي هو إيجاب الوضوء، وعرفنا الحكم الذي هو وضعه تعالى الوضوء شرطا في الصلاة فاشتمل هذا الخطاب على الحكم التكليفي والوضعي معاً.
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[17 - 05 - 07, 10:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أفكر في نسخه وحمله إلى الملتقى لكن ............. حقوق النشر محفوظة لدار النشر حتى الموقع لم يُسمح له بنشره , حاولت الإتصال بالشيخ مرارا ولم أوفق منذ مدة, فأرجو من الأخ أبو سلمى أن يحاول معنا ,وإذا تيسر لنا لقاؤه في الأسبوع القادم نطلب الإذن منه ان شاء الله.
¥